أحبّ كرة القدم وهو في مرحلة الطفولة المبكرة، وعزّز هذا الحب والانتماء بممارستها بشغف في ملاعب القرية والمدرسة، ليتوج ذلك بالوصول إلى فرق وأندية المحافظة لاعباً مميزاً، ويكمل مشواره كأفضل حكّام المنطقة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 24 نيسان 2018، التقت الكابتن "محمود محمد درويش" ليسرد عن مشواره الطويل في الملاعب لاعباً وحكماً، وكان بداية الحديث عن انطلاقته المبكرة في ملاعب كرة القدم كلاعب، فقال: «وجدت من حولي أسرة وأهلاً وأبناء قرية يعشقون كرة القدم عشقاً كبيراً، كان قرار الانضمام إلى ذلك العشق عن سبق الإصرار والتصميم، فتوجهت إلى ملعب القرية في زمن مبكر، مارست اللعبة وانضممت إلى فريق القرية في عمر صغير، أمّا في المدرسة، فكان اهتمامي بحصة التربية الرياضية كبيراً، وبدعم واهتمام من قبل مدرّس المادة، الذي زجني في فريق المدرسة. بعدها تم اختياري لأكون ضمن منتخب مدينة "القامشلي"، ووجودي في ملاعب مدينة "القامشلي" وأنا في عمر مبكر، شجع عدداً من مسؤولي الفرق الشعبية على دعوتي لتمثيل فرقها، ووافقت على الالتزام مع فريق "الأسد" من حي "الهلالية". وبعد عدة مشاركات وبطولات، توجهت لتمثيل فريق "الطلبة" في المدينة ذاتها، ويومياً كنت أقطع المسافة من قريتي إلى المدينة، من أجل التمارين أو إجراء المباريات، مع متابعة دراستي والتفوق في جميع مراحلها، حتّى حصلت على شهادة من معهد اللغة العربية، وبالتزامن مع ذلك كان الطموح هو الوصول إلى نادي "الجهاد"، وتحقق لي ذلك بسرعة».

وجدتُ لاعباً وحكماً ومدرّساً يملك كل الصفات الجيدة في جميع الميادين التي يعمل فيها، وكثيرة هي المرات التي أشرفت على مبارياته وهو حكم، يتحلى بالجرأة والشجاعة في اتخاذ القرارات، يستطيع إيصال أي مباراة إلى برّ الأمان مهما كانت حساسة. يحترمه الرياضيون كثيراً، وأغلب الفرق تطلبه لقيادة مبارياتها، وهو يعمل بجدّ ويطوّر نفسه، حتى بات من الأرقام المهمة على مستوى المنطقة في مجال التحكيم

ويتابع عن مسيرته مع نادي "الجهاد": «من أجل الوفاء، لا بدّ من الإشارة إلى فضل المدرّب "صلاح الدين أحمد" على مسيرتي أثناء تمثيلي للفرق الشعبية، ذلك التميز كان سبباً لتتم الدعوة من قبل خبراء وفنيي نادي "الجهاد" من أجل الانتساب إلى فئة الرجال مباشرة، وهذه الحالة نادراً ما تحصل، لأن النادي يكسب اللاعب بدءاً من الفئات العمرية، حتى يصل إلى فئة الرجال، إلا إذا كان موهوباً للغاية. منحني مدرّب الفريق الكابتن "ملكي موسى" ثقة كبيرة، وزجّني في المباريات بعد مدة قصيرة، حتّى بعد قيادة الكابتن "موسى شمّاس" للفريق أعطاني تلك الثقة، لأكون لاعباً أساسياً في مباريات الدوري والكأس، كان موسم 1995-1996 ناجحاً بامتياز. حاولتُ إكمال المسيرة مع النادي، لكن الظروف الصعبة منعتني من ذلك، فكان قرار التوجه إلى ميدان التحكيم».

في الملاعب

وعن علاقته مع التحكيم، يضيف: «لديّ اهتمام كبير بعالم التحكيم، وأتابع جميع تفاصيله وقوانينه وجديده، ومن هذا المنطلق، وبعد اعتزال كرة القدم كلاعب، انطلقت إلى التحكيم من ملاعب قريتي الريفيّة، بعدها توجهت إلى مدينة "القامشلي" لتحكيم مباريات دوري الراحل "هيثم كجو"، الذي يقام سنوياً لمرة واحدة، مع اتباع دورات أقيمت على مستوى محافظة "الحسكة"، ومنذ عام 2012، بدأت ممارستها يومياً في جميع ملاعب مدينة وريف "القامشلي"، وأغلب لجان البطولات تسند إليّ المباريات القوية والحساسة، وملتزم حتّى اليوم بحب واهتمام مع الملاعب، بصفتي قاضي الملاعب، وليس لاعباً».

الرياضي "مروان عثمان" أحد كوادر نادي "الجهاد"، وأحد أقدم الحكام على مستوى القطر، قال: «وجدتُ لاعباً وحكماً ومدرّساً يملك كل الصفات الجيدة في جميع الميادين التي يعمل فيها، وكثيرة هي المرات التي أشرفت على مبارياته وهو حكم، يتحلى بالجرأة والشجاعة في اتخاذ القرارات، يستطيع إيصال أي مباراة إلى برّ الأمان مهما كانت حساسة. يحترمه الرياضيون كثيراً، وأغلب الفرق تطلبه لقيادة مبارياتها، وهو يعمل بجدّ ويطوّر نفسه، حتى بات من الأرقام المهمة على مستوى المنطقة في مجال التحكيم».

من أهم حكام المنطقة

يذكر أن الحكم "محمود درويش" من مواليد قرية "هيمو"، عام 1973.