قضى سنوات كثيرة في ملاعب كرة القدم، تنقل من الملاعب الريفية الترابية إلى أحضان الأندية المحلية، وانضمّ إلى أبرز لاعبي "سورية" في مرحلة جميلة من مشواره الكروي.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 4 أيار 2017، التقت الرياضي "محمود الحديد" ليتحدّث عن رحلته في الملاعب، التي قضى فيها سنوات طفولته وشبابه، وعن الانطلاقة قال: «أهل الريف أغلبهم يمارسون هواية كرة القدم، وكنت واحداً ممن توجهوا نحوها منذ الصغر، ومارستها بشغف كبير، كانت لي يومياً ساعات طويلة معها، عندما توجهت إلى المدرسة، زاد الاهتمام، وبات الدعم من قبل مدرّس التربية الرياضية، فأعلن عن انضمامي إلى فريق المدرسة الكروي، وعلى الرغم من صغر عمري كنت بين لاعبي فريق قريتي الشعبي، خلال مشاركاتي مع الفريق بالبطولات العديدة التي كانت تقام حصلت على أكثر من لقب، منها لقب الهدافين لسبع بطولات ريفية.

يعدّ من أبرز لاعبي المنطقة خلال مدة تمثيله لفريق قريته، ومثّل ناديي "الجهاد" و"الجيش" خير تمثيل. عشقه للملاعب وكرة القدم تحديداً كبير جداً، فكان يحضر في الملاعب في الحرّ والبرد، وفي كل الأوقات، والتزم معها لسنوات طويلة متألقاً ولاعباً مثالياً، حتى اليوم نجده فيها يلعب ويتميز، والجيل القديم يبقى له رونق جميل

في المرحلة الإعدادية تابعت دراستي في مدينة "القامشلي"، وعلى الفور تمت دعوتي لتمثيل منتخب مدارسها، وفي المرحلة الثانوية ذات الدعوة والتمثيل، ولأن أغلب من يمثلون منتخبات المدارس توجه الدعوة إليهم من قبل نادي "الجهاد"؛ كانت الدعوة من قبل مدرّب فئة الناشئين».

مع فريق للمتقاعدين في القامشلي

يتابع "محمود" عن مسيرته الرياضية: «عام 1980 كان ارتداء قميص ناشئي نادي "الجهاد" لتكون من أجمل اللحظات، خاصة أن خبرة كبيرة كانت تشرف على الفريق؛ وهو المرحوم "عبود اسكندر"، واستفدت من خبرته كثيراً بعد موسم متميز، فكان تمثيل فئة الشباب والحصول على لقب الدوري على مستوى "سورية". أمّا المدة التي قضيتها مع رجال نادي "الجهاد" فكانت ستة أشهر فقط، بعدها كانت مرحلة خدمة العلم في عام 1987، وخلالها مثّلت فريق القطعة التي كنتُ أخدم فيها، وشاركت معه بعدة مناسبات كروية وبطولات على مستوى "سورية" أيضاً، هذه المحطات الكروية المتميزة كانت السبب المباشر لاستدعائي إلى أهم وأقوى أندية القطر».

عن رحلته مع نادي "الجيش" يضيف الكابتن "محمود حديد": «حلم أي كروي أن يمثّل نادي "الجيش"؛ لأنه اسم عريق على المستوى المحلي والعربي والآسيوي، وارتديت قميصه موسمين، حصلنا خلالها على أكثر من تتويج على مستوى "سورية"، فكانت إضافة كبيرة ضمن مسيرتي، خاصة أن نخبة من أبرز لاعبي القطر كانوا ضمن نادي "الجيش"، من بينهم: "ماهر بيرقدار، وفارس شاهين، وعبد اللطيف الحلو"، إضافة إلى الحالة الرياضية النموذجية التي قدمناها، بنينا علاقات اجتماعية عمرها عشرات السنين، وهي قائمة حتى يومنا هذا؛ وهو الأهم، ويبقى رصيدي في الأيام الحالية.

على الملاعب الترابية له حصة

بعد إنجاز المهمّة مع نادي "الجيش" كانت العودة إلى قريتي بصفتي لاعباً ومشرفاً فنياً، وبأقل من عامين توقفتُ عن الملاعب بسبب سنوات العمر الطويلة، وعدم القدرة على المتابعة، لكن هناك فريقاً للمتقاعدين في مدينة "القامشلي" أمارس معه اللعبة بين الحين والآخر؛ للبقاء مع المستديرة التي تبقى أهمّ شيء في مسيرتي».

اللاعب "سامر عبد الحي" من أهالي بلدة "تل حميس"، تحدّث عن ابن منطقته بالقول: «يعدّ من أبرز لاعبي المنطقة خلال مدة تمثيله لفريق قريته، ومثّل ناديي "الجهاد" و"الجيش" خير تمثيل. عشقه للملاعب وكرة القدم تحديداً كبير جداً، فكان يحضر في الملاعب في الحرّ والبرد، وفي كل الأوقات، والتزم معها لسنوات طويلة متألقاً ولاعباً مثالياً، حتى اليوم نجده فيها يلعب ويتميز، والجيل القديم يبقى له رونق جميل».

يذكر أنّ اللاعب "محمود حديد" من مواليد قرية "الناعم" في "تل حميس"، عام 1968.