عشق الرياضة إلى درجة الوله، أعطاها من سنوات عمره الكثير، فأعطته الحبور والتقدير، تنفس من خلالها وبذل ما بوسعه للحافظ عليها، وتعمق بأسرار كرة اليد لاعباً ومدرّباً وإدارياً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 آذار 2017، "كرم خليل يونس" ليحدثنا عن تجربته الطويلة مع "كرة اليد"، فقال: «مثلي مثل أي رياضي أحببت الرياضة عندما كنت صغيراً، ومارستها بالأحياء والشوارع، ثم انتسبت إلى نادي "الحسكة" الذي أصبح بعد دمج الأندية يحمل اسم نادي "الجزيرة". في البداية لعبت كرة السلة، لكن أحد أصدقائي الرياضيين المتميزين في "الحسكة" الكابتن "تركي ياسين" دلّني على لعبة كرة اليد وأقنعني بمزاولتها، ولم تكن معروفة في ذلك الوقت عام 1971، وهناك عشقت اللعبة ولا سيما أن المشرف على اللعبة آنذاك الكابتن القدير والخبرة الدولية حالياً "نزيه المشرف"، فهو واضع اللبنة الأساسية لكرة اليد في المحافظة، فعملت معه لاعباً ومساعداً في التدريب».

إنسان قبل أن يكون رياضياً، فهو دؤوب محب لعمله ومتفانٍ فيه، هو أب لكل الرياضيين حتى في بقية الألعاب، والصالة الرياضية بيته الأول، وكثيرة مواقفه الإنسانية تجاه الرياضة والرياضيين، لدرجة لا يمكن معها أن تتخيل هذه الصالة بلا وجوده وصوته

وعن مسيرته الطويلة مع التدريب، أضاف: «لعبت كرة اليد كثيراً، وتعمقت بأسرارها، ومن خلالها عشقت التدريب، كان اهتمامي موجهاً إلى الفئات العمرية الصغيرة لقناعتي بأن الأطفال هم الأمل، ثم تخصصت بذلك، وكنت أدرب الأشبال والناشئين ووصلت بهم إلى مراكز متقدمة في كرة اليد على صعيد "سورية"، ثم بدأت تجربة جديدة في تدريب السيدات، فحققت معهن نتائج باهرة، وجعلت مني مدرّباً لمنتخب "سورية" للسيدات، حيث شاركت مع المنتخب السوري مدرّباً للسيدات في دورة "أزمير" الدولية في "تركيا"، وكذلك في دورة "أنترمين" في "إيطاليا"، ثم دربت منتخب ناشئين "سورية"، وشاركت معهم ببطولات متعددة كما في "الأردن"، و"الصين"».

خالد الخالد

يضيف "كرم يونس" عن الفترة الماضية من عمر الأزمة وعمره: «لم أترك التدريب يوماً واحداً، وجلّ وقتي أقضيه في الصالة الرياضية، حيث أحرص على التدريب مهما كانت الظروف، لقد مرت "الحسكة" بظروف قاسية على كل الصعد، فكنت مصمماً على ألا أقطع الرياضة كي لا تموت المدينة رياضياً، فأنا أتنفس الرياضة، وبعدي عنها شيء مستحيل، وكل رياضيي "الحسكة" أبنائي، حيث أتابعهم حتى في منازلهم؛ فتعلقوا بي وتعلقت بهم، وأحاول في هذه الظروف القاسية المساعدة في حل مشكلاتهم، ومتابعة دراستهم.

و"كرة اليد" تبقى على الرغم من كل ما عانته المحافظة بخير؛ لأن الجيل الجديد مبشّر، والخامات جيدة وواعدة، وتوجد كوادر تدريبية مؤهلة جيداً وتحب اللعبة».

الكابتن كرم اليونس

يقول عنه الدكتور "خالد الخالد" عضو اللجنة الفنية لكرة اليد: «يعدّ الكابتن "كرم يونس" الأب الروحي لكرة اليد في "الحسكة"، أعطى من حياته سنوات طويلة لهذه اللعبة، وأعطته حب الناس، فارتبط اسمه بكرة اليد، فلا تذكر هذه اللعبة إلا ويذكر الكابتن "كرم"، فهو خبير في اختيار المواهب واللاعبين، وخبير في صنع لاعبين متميزين، ويستطيع أن يحبب اللاعبين بكرة اليد من خلال الجو الجميل والمسؤول الذي ينشره خلال التدريب».

أما الكابتن "سامح عبد العزيز" عضو اللجنة التنفيذية في فرع الاتحاد الرياضي بـ"الحسكة"، فيقول عنه: «إنسان قبل أن يكون رياضياً، فهو دؤوب محب لعمله ومتفانٍ فيه، هو أب لكل الرياضيين حتى في بقية الألعاب، والصالة الرياضية بيته الأول، وكثيرة مواقفه الإنسانية تجاه الرياضة والرياضيين، لدرجة لا يمكن معها أن تتخيل هذه الصالة بلا وجوده وصوته».

الجدير بالذكر، أنّ الكابتن "كرم خليل يونس" من مواليد "الحسكة" عام 1955، يحمل شهادة دبلوم كرة يد من المعهد العالي في "لايبزغ" بـ"ألمانيا"، وشهادة تضامن أولمبي "cba"، وشهادة تدريب دولية من دولة "العراق"، وعضو لجنة مدربين عليا في الاتحاد السوري لكرة اليد.