يعدّ بنظر الخبراء في كرة السلة السورية سفيراً فوق العادة لبلده في المحافل الدولية؛ لما يتمتّع به من قوة الشخصية والدراية في القوانين وروحها؛ فهو رجل المباريات الحساسة التي يخرجها إلى النور بعدل وأناقة.

"جمال الترك" حكم بدرجة سفير الجميع، قيل عنه رجل المباريات الصعبة والحسّاسة لما يتمتّع به قوة الشخصية. مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 آب 2016، الحكم الدولي "جمال حسين الترك"، الذي تحدث عن بدايته مع الرياضة، فقال: «أنا من عائلة اهتمّت بالرياضة وأحبّتها، وهذا ما دفعني إلى ممارستها في صغري؛ إذ بدأت اللعب في سنّ السبع سنوات، وكنت ألعب كل ما يتعلق بالرياضة وما هو متوفر من أدوات وأمكنة تتيح لنا كصغار لعبه، ثم استهوتني كرة السلة، فعشقتها وبقيت مخلصاً لها.

التحكيم عمل صعب ومرهق، ولكي تبدع وتتفوق فيه يجب أن تحب اللعبة أولاً ثم تتابع مستجداتها، وتبقى بكامل لياقتك البدنية والذهنية، فالتحكيم ليس قانوناً فقط، بل هو برأيي الشخصي فلسفة

تدرّجت أثناء ممارستي كرة السلة في كل الفئات العمرية، إلى أن أصبحت في فريق الرجال وأنا بعمر صغير، وذلك في نادي "الجزيرة" الرياضي، وأثناء ممارستي اللعبة استهواني التحكيم، وبدأت العمل للحصول على شارة التحكيم ماراً بكل المراحل إلى أن حصلت على الشارة الدولية في عام 1990، وبقيت حكماً عاملاً لغاية عام 2014، والآن أنا مراقب دولي منذ عام 2012».

الخبرة الكروية السلوية وفيق سلوم

ويضيف "الترك" عمّا توصّل إليه من أرقام إحصائية متعلقة بمسيرته كحكم دولي: «كنت أحلم بالتحكيم في كأس العالم أو الأولمبياد، لكن القوانين لم تسمح لي بذلك؛ لأنّ الفريق السوري لم يصل إلى كأس العالم أو الأولمبياد، لكنني حكّمت في بطولة العالم العسكرية، والأولمبياد العسكري، وبطولة آسيا بمختلف فئاتها، والبطولات العربية. وقد كان مثلي الأعلى في التحكيم الحكم البولوني "زيخ". أما حلمي الثاني، فهو الدخول إلى موسوعة "غينيس" كأكثر حكم استطاع تحكيم المباريات على المستوى المحلي والدولي، لكن التوثيق لدينا كان صعباً؛ لذا ضاع الحلم».

ويؤكد: «لقد حكّمت على الصعيد المحلي نحو 2800 مباراة، و188 مباراة على الصعيد الدولي في كافة أنحاء العالم، قاطعاً في هذه المباريات التي حكّمتها نحو مليون ونصف المليون من الكيلو مترات بين قارات الأرض، وتبقى هذه الإحصائية لي فقط؛ لأنّني قمت بها وحدي».

الترك في إحدى المباريات الدولية

وعن الصفات التي يجب على حكم كرة السلة التمتع بها، أضاف: «التحكيم عمل صعب ومرهق، ولكي تبدع وتتفوق فيه يجب أن تحب اللعبة أولاً ثم تتابع مستجداتها، وتبقى بكامل لياقتك البدنية والذهنية، فالتحكيم ليس قانوناً فقط، بل هو برأيي الشخصي فلسفة».

وتحدث الحكم الدولي "عبد المسيح عطا الله" عما شاهده في زميله "الترك" طوال هذه المسيرة، فقال: «هو حكم مجتهد وخلوق ومتابع لعمله، يتمتع بقوة الشخصية والحنكة والدراية خلال إدارته للمباريات، وقد قام بتحكيم الكثير من المباريات في المحافل الدولية، فكان بحقّ سفيراً فوق العادة، ووجهاً مشرّفاً لكرة السلة على الصعيد الدولي. وبرأيي الشخصي يعدّ من أنجح الحكام في كرة السلة السورية».

أما الخبرة السلوية السورية والحكم السابق والمراقب الدولي "وفيق سلوم" عضو اتحاد كرة السلة، فيقول: «من الحكّام المميّزين على مستوى "سورية" وآسيا والعالم، شارك بالكثير من البطولات الآسيوية، وأثبت حضوراً ونجاحاً لافتاً، يمتلك شخصية قوية وفهماً واضحاً للقانون، وقد كان لي شرف مشاركته بأكثر من مباراة على مستوى "سورية".

وهو لبق ومحترم ومحبّ ومتعاون، عضو الاتحاد العربي السوري لكرة السلة منذ عام 2015، أصبح مراقباً دولياً منذ عام 2012، وقد كلّف بمراقبة بطولة آسيا للرجال التي ستقام بإيران في شهر أيلول القادم».