تعلقه الشديد بالملاعب، ورغبته بتحقيق العدالة سبب مباشر لاختيار مهنة التحكيم، فعاش معها، وتجول في ملاعب القطر لسنوات عديدة حاملاً صافرته التي طالما تمنى حملها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 27 شباط 2016، التقت الكابتن "مروان يوسف عثمان" في مدينته "القامشلي" ليحدثنا عن تفاصيل حياته ومسيرته في الملاعب منذ البدايات، فقال: «في صغري كانت الرغبة والهوى نحو الملاعب، وخاصة ملاعب كرة القدم، فساعات عديدة من طفولتي كانت فيها وبأحضانها، وكأي محبّ للرياضة والملاعب كان تمثيلي للفرق الشعبية في المدينة، ولم تكن المدة طويلة مع هذه الفرق، لأنني ابتعدت عنها لمدة طويلة في مدينة "اللاذقية"، ومنذ سنوات عمري الأولى كان تفكيري واهتمامي بالعدالة، ورغبتي في ممارسة مهنة تكون العدالة جزءاً مهماً فيها، فوجدت أن التحكيم الهدف الأول والأخير لتحقيق ذلك، ووجدت تشجيعاً كبيراً من أعمدة التحكيم على مستوى القطر؛ مثل الراحل الدكتور "مروان عرفات"، والحكم الدولي "محمّد حيدر"، وبعد التشجيع والرغبة في الوصول إلى ذلك العالم، كثفت التمارين، ووصلت إلى أسرة التحكيم بالانتساب إليها عام 1987، متجاوزاً جميع الاختبارات، وعمري لم يكن يتجاوز السابعة والعشرين. الطموح كان بالوصول إلى أعلى المستويات ضمن الأسرة التحكيمية، لذلك تمّ ترفيعي كحكم إلى الدرجة الثانية عام 1992، ثم كانت محطة الوصول إلى الدرجة الأولى في مستوى التحكيم وذلك عام 1994، وجميع تلك المستويات تطلبت جهداً ومثابرة ولياقة وشروطاً، وحققت جميع ما طلب منّي».

نعدّه قدوة في الجدية والمتابعة والنشاط عند إدارة وقيادة المباراة، إضافة إلى الحكمة في اتخاذ القرارات المهمة، والأهم أنه يقدم المعلومات والنصائح للجيل الحالي من الشباب الراغبين بدخول هذه المهنة، ووجدنا عنده إرادة قوية وعشقاً كبيراً للتحكيم، وعلى الرغم من الإصابة تابع عمله وحافظ على اتزانه، فكان دافعاً لنا ولغيره لنكون مثله في التحمّل والالتزام

ويتابع عن مشوار التحكيم: «عاشرت جيلاً كبيراً من الحكام الدوليين المميزين على مستوى القطر، وأخذت منهم فوائد جمّة، واستفدت كثيراً من خبرتهم على المستطيل الأخضر، ومن تلك الأسماء: "اسكندر حمّال"، "عبد القادر محمد علي"، "جمال الشريف"، "معن كيالي"، "سليمان أبو علو"، "محمد سالم". وخلال مسيرتي في التحكيم التي استمرت حتى عام 2006، كانت مهمتي قيادة مباريات جميع الفئات والدرجات للدوري والكأس، وكثيرة هي المرات التي كلفت بقيادة أصعب وأهم مباريات دوري الدرجة الثانية كحكم للساحة، ومباريات أخرى للدرجة الأولى أيضاً، وتميزت بالأهمية والحساسية، ومن أجل التميز والنجاح في مهمتي التحقت بدورات تحكيمية كثيرة. أمّا بالنسبة للمباريات الودية التي كانت تقام في المحافظة، فقد تابعت تحكيمها لغاية عام 2012، وحتى للفرق الشعبية، فلم أرفض أي طلب لأي جهة رياضية لقيادة أي من المباراة التي تطلب مني».

نادي الجهاد همه واهتمامه

لم يكن بعيداً عن إصابات الملاعب، وقد كانت تلك اللحظات قاسية، وأضاف: «عام 2001 كلفت بقيادة مباراة ودية لنادي "الفرات" القادم من "الرقة"، لإقامة معسكر تدريبي في مدينة "الرميلان"، ولكون الحكم يتفقد شباك المرمى، قمت بتلك المهمة، وقمت ببعض الإجراءات على عمود المرمى لتكون الشباك محكمة، وعند النزول من على عمود المرمى تعرضت إحدى الأصابع لبتر بالكامل، لأنها احتكت بقطعة حديدية حادة، كانت لحظة قاسية، لكنها لم تمنعني من إتمام مسيرة التحكيم حتى مرحلة التقاعد الكروي النهائي عام 2012، لكنني حتّى اليوم متابع وحاضر دائم في الملاعب؛ ففيها الغذاء والمتعة والانشراح».

الحكم "أحمد صبري" يتحدّث عن زميله في المهنة: «نعدّه قدوة في الجدية والمتابعة والنشاط عند إدارة وقيادة المباراة، إضافة إلى الحكمة في اتخاذ القرارات المهمة، والأهم أنه يقدم المعلومات والنصائح للجيل الحالي من الشباب الراغبين بدخول هذه المهنة، ووجدنا عنده إرادة قوية وعشقاً كبيراً للتحكيم، وعلى الرغم من الإصابة تابع عمله وحافظ على اتزانه، فكان دافعاً لنا ولغيره لنكون مثله في التحمّل والالتزام».

يبحث عن الأجواء الرياضية مهما ابتعدت عنه

يذكر أن الكابتن "مروان عثمان" من مواليد مدينة "القامشلي"، 1960.