ولد في أسرة رياضية بالكامل، فلا يوجد أحد من إخوته إلا وخاض غمار الملاعب، فالتحق بركبهم باكراً، وتألق سريعاً بتميزه باستخدام الكرات وصناعة الأهداف، وأدخل الملعب السداسي في حالة متفردة إلى المحافظة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 آب 2015، اللاعب "عبد الله فهد السلمان"؛ ليتحدث عن مسيرته الكروية، ويقول: «منذ السابعة من عمري لعبت كرة القدم وعشقتها، بعد أن ولدت في عائلة رياضية بامتياز، فكانت البدايات عام 1992 مع الأطفال في الحارات الشعبية، وكنت وقتها ألفت الانتباه على الرغم من صغر سني، حقيقة أنا لا أتذكر هذه الأحداث بدقة، إنما يخبرني عنها أهلي أو من هم أكبر مني سناً، في ذلك الوقت كان إخوتي لاعبين معروفين على مستوى المحافظة، ومنهم من كان قد ترك اللعب ومنهم ما زال يلعب، لكن الجميع كانوا يشجعونني، هذا الأمر أعطاني حافزاً كبيراً ودفعاً معنوياً، بعد مدة من الزمن التحقت ببراعم نادي "الجزيرة"، ثم الأشبال بعدها الناشئين فالشباب، وأخيراً الرجال».

بحكم أن كل أفراد العائلة كانوا من اللاعبين لم أستغرب أن يتعلق "عبد الله" بالكرة، فقد تابعته منذ البداية لإحساسي بأنه يمتلك بذرة الموهبة الكروية، ومددت له يد العون، وكنت السبب في التحاقه بنادي "الجزيرة"، كما كنت أتابع جميع مبارياته وأبين له مواطن الضعف والقوة في لعبه، وقد حاولت جهدي لمساعدته ليبرز أكثر ويتقدم، ليس لأنه أخي بل لأنه يستحق الدعم والرعاية، واستطاع أن يثبت نفسه وأن يقدم أفضل ما لديه، والأهم أنه استطاع أن يصنع لنفسه جمهوراً واسعاً، وهذا الأمر لا يستطيع أي لاعب أن يحققه

يتابع: «كانت المرحلة الأهم في حياتي الرياضية؛ ضمن تشكيلة شباب نادي "الجزيرة" لمدة عامين كاملين، تم استدعائي إثرها إلى منتخب ناشئي "الجمهورية"، لعبت معهم تصفيات ونهائيات كأس "آسيا"، وكنت -بحسب المدربين والخبراء الرياضيين- لاعباً مميزاً، أحرزت وقتها هدفاً ضد منتخب "الكويت"، أهلنا إلى دور نصف النهائي، كما تمكنت وزملائي في هذه الفترة وقبل أن ألتحق بناشئي "الجمهورية"، من تحقيق مكسبٍ كبير لنادي "الجزيرة"، حيث صعدنا إلى الدرجة الأولى بعد غياب دام 15 عاماً، بعد أن صنعت هدفين وأحرزنا الثالث ضد نادي "الوثبة"، أما الهدف الأجمل في حياتي فهو الذي سجلته في مرمى "أمية"، كان عدد الجمهور وقتها يربو على 30 ألف متابع.

عبد الله السلمان

خلال هذه المسيرة أصبت في "السعودية"، وأجريت عملاً جراحياً للغضروف، والتحقت بعد ثلاثة أشهر بالملاعب الخضراء، ثم اعتزلت نهاية العام الماضي؛ بعد أن شعرت بأنني لم أعد قادراً على العطاء، إضافةً إلى عدم وجود لاعبين يستطيعون مساعدتي في أرض الملعب».

يختم: «لعبت قرابة 19 عاماً من دون أن أتخلف عن أي مباراة؛ على الرغم من معارضة والدي لي، فقد كان يخشى أن يطغى حب الرياضة على دراستي، لكنني استطعت التوفيق بين الاثنين، كما أنني تمكنت من صنع حالة متفردة، كان لي السبق فيها ضمن منطقة "الجزيرة" بالكامل، وهي إنشاء أول ملعب كرة قدم سداسي، وقد شاهدت هذا الملعب أثناء زيارتي إلى "تركيا"، ونقلت الفكرة إلى بلدي وتمت الموافقة عليها بالإجماع من قبل إخوتي.

عبد الله في الملعب

قررت مؤخراً أن أعتزل وأتجه إلى التدريب لرفد نادي "الجزيرة" بالمواهب الشابة، وفعلاً تمكنت من إيصال نحو 15 لاعباً إلى النادي، بعد أن قمت بتصفية أعداد كبيرة من المتقدمين، وقد ساعدني في هذه المهمة كل من الكابتن "محمد العبد الله" و"لوسيان داوي" و"مصعب محمد"، وقد وجه لي الكابتن "خليل الزوبع" دعوة للالتحاق بفريق متقاعدي نادي "الجزيرة"، وأنا اليوم أحد عناصر هذا الفريق الذي يمنحني شعوراً باللعب مع أسماء كبيرة مرت على النادي فيما مضى».

من جهته قال الشقيق الأكبر لـ"عبد الله" اللاعب السابق المهندس "عثمان السلمان": «بحكم أن كل أفراد العائلة كانوا من اللاعبين لم أستغرب أن يتعلق "عبد الله" بالكرة، فقد تابعته منذ البداية لإحساسي بأنه يمتلك بذرة الموهبة الكروية، ومددت له يد العون، وكنت السبب في التحاقه بنادي "الجزيرة"، كما كنت أتابع جميع مبارياته وأبين له مواطن الضعف والقوة في لعبه، وقد حاولت جهدي لمساعدته ليبرز أكثر ويتقدم، ليس لأنه أخي بل لأنه يستحق الدعم والرعاية، واستطاع أن يثبت نفسه وأن يقدم أفضل ما لديه، والأهم أنه استطاع أن يصنع لنفسه جمهوراً واسعاً، وهذا الأمر لا يستطيع أي لاعب أن يحققه».

عثمان السلمان

بدوره الكابتن "خليل الزوبع" يقول: «"السلمان" يتمتع بموهبة فريدة وقدرة على اللعب والمراوغة، كما أنه يجيد استخدام الكرات وصناعة الأهداف، وقد ترك بصمته الكروية في عدد من المحافل، كما أنه تمكن من تقديم فوز ثمين لنادي "الجزيرة" مكنه من الصعود إلى الدرجة الأولى، ويعد الملعب السداسي الذي أقامه بادرة جميلة، ساهم من خلالها في صناعة متنفس رياضي للكثيرين، كما استطاع أن يكتشف المواهب الصغيرة ليضعها ببداية الطريق، واليوم هو أحد اللاعبين ضمن تشكيلة متقاعدي "الجزيرة"، ويمكن القول إنه لم ينكر ما قدمه له النادي لذا يحاول أن يرد له الجميل، وهذه الصفات النبيلة هي سمة لدى أغلب لاعبي المنطقة».