استطاع أن يمزج بين الهندسة الزراعية وكرة القدم، فزرع الكثير من الأهداف لكن في أرض غيره، إلا أن النتائج حصدتها الأندية التي لعب ضمن تشكيلاتها، ليعملوا معاً على هندسة المحاصيل الكروية وجني الثمار.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس "عمار مجيد محمد" بتاريخ 9 تموز 2015، ليتحدث عن مسيرته الكروية قائلاً: «بدأت اللعب عام 1989 مع الأحياء الشعبية التي كانت تنتشر في المحافظة، والتحقت مباشرةً مع نادي الشباب، أي إنني لم ألعب مع الفئات الصغيرة؛ لأنني كنت في العشرين من عمري، وعند وصولي إلى نادي "الجزيرة" شجعني كل من الكابتن "أحمد اليونس" والكابتن "جورج خباز" كثيراً، لعبت عدداً لا بأس به من المباريات، كان أقواها مباراتنا مع نادي "اليقظة"، لأنها كانت المباراة الحاسمة للصعود إلى الأضواء، لكن بكل أسف لم تكن الفترة التي لعبنا فيها فترة احتراف، وهذا ما يؤرق جميع اللاعبين، فلدينا في محافظة "الحسكة" قامات كروية كبيرة، إلا أنها لم تأخذ نصيبها في مجال الاحتراف، لكن يمكنني القول إننا قدمنا رياضة جميلة أمتعت الجماهير؛ التي تابعتنا في كل المحافل وبقيت إلى يومنا هذا وفية لنا ولنادي "الجزيرة"».

أجمل ما يتميز به "عمار" هو اللعب بروح الفريق، كما أنه بعيد عن الأنانية وحب الذات، مشيراً إلى أنه لعب معه في عدد من المباريات، التي أثبت من خلالها أنه لاعب متميز، يلعب بروح الفريق ولا يبحث عن أي مجد شخصي، وهذه الصفات مترافقة مع الأخلاق الحميدة من الصفات الواجب توافرها في لاعب كرة القدم

يتابع: «تمر في حياة كل لاعب لحظات جميلة تبقى ملازمة له طوال حياته، لكن في المقابل لا يخلو الأمر من بعض اللحظات الحرجة، ومن أصعب اللحظات التي مررت بها تلك التي ابتلعت فيها لساني، وهذه الحالة يتعرض لها اللاعبون وقد لا ينجو منها اللاعب، لكنني نجوت منها بفضل الله أولاً ثم الكابتن "محمد فصيح" والكابتن "لوسيان داوي"، بعدها انتقلت لتأدية خدمة العلم، ولعبت مع نادي "المجد" الدمشقي، ونلت إعجاب الإدارة والمدرب، وفي عام 2005 تركت نادي "الجزيرة" لأفسح المجال لغيري من اللاعبين الشباب، لكن مسيرتي لم تتوقف بل تابعت اللعب مع أندية أخرى».

أثناء فترة التدريب

يضيف: «بعد أن تركت اللعب مع "الجزيرة" اتصلت بي إدارة نادي "الفرات" الرقّي، وكان النادي في الدرجة الثالثة فلعبت معهم 8 مباريات أحرزت خلالها 12 هدفاً؛ لنصعد إلى الدرجة الثانية، لكنني تركتهم أيضاً لأن وظيفتي لم تسمح لي بالحضور الدائم معهم، لألتحق بنادي "الجهاد" ولعبنا في تجمع "الحسكة" وأحرزت هدفين فصعدنا إلى الدرجة الثانية، وكذلك نادي "تل أبيض" في "الرقة" الذي صعدنا به إلى الدرجة الثانية أيضاً، ولعبت معه موسماً كاملاً أحرزت خلاله 8 أهداف، لكنني كنت دائماً أطمح للصعود إلى دوري الأضواء، وهذا الحلم كاد يتحقق في "دورة الوفاء" التي أقيمت في "الحسكة" عام 1999، لكن مع ذلك استطعت أن أكسب محبة الجمهور خلال 200 مباراة لعبتها طوال مسيرتي الكروية، واليوم نحن نلعب ضمن تشكيلة فريق "متقاعدي نادي الجزيرة"، الذي يجسد حالة من الوفاء لهذا النادي، كما أن هذه المبادرة استطاعت أن تنقلنا إلى ذكريات جميلة مضى عليها ردح من الزمن، وما أتمناه أن تكون هذه الحركة نواة لمبادرة أكبر، بحجم إحداث وزارة للرياضة والشباب أسوة ببعض الدول، ليكون للاعبين صوت مسموع؛ الأمر الذي يساهم في تطور كرة القدم مستقبلاً».

وأوضح إداري فريق متقاعدي نادي الجزيرة "دحام السلطان": «أن "عمار" لاعب خلوق وجدي في الملعب، ومشهود له باللياقة البدنية العالية، كما أنه يجيد اللعب في أكثر من مكان، لعب لمدة طويلة في الملاعب وما يزال إلى هذا اليوم بكامل لياقته البدنية، وهو محبوب بين زملائه ومن مدربيه نظراً لدماثته، ويعدّ سجله الرياضي نظيفاً مقارنة بكمّ المباريات التي لعبها، وهذا كله يؤكد أنه يتحلى حقيقة بالروح الرياضية».

مع متقاعدي نادي الجزيرة

أما اللاعب "حبيب أبو كارو" فيقول عن زميله: «أجمل ما يتميز به "عمار" هو اللعب بروح الفريق، كما أنه بعيد عن الأنانية وحب الذات، مشيراً إلى أنه لعب معه في عدد من المباريات، التي أثبت من خلالها أنه لاعب متميز، يلعب بروح الفريق ولا يبحث عن أي مجد شخصي، وهذه الصفات مترافقة مع الأخلاق الحميدة من الصفات الواجب توافرها في لاعب كرة القدم».

يذكر أن "عمار محمد" من مواليد 1974، وهو مهندس زراعي يشغل منصب معاون رئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة.

حبيب أبو كارو