ما زال ذكره حاضراً في أذهان معاصريه ومتابعيه، فالرمايات الصاروخية التي نفذها، تركت آثارها على شباك الخصم، وكوّنت مع بنيته القوية حالة من توازن الرعب في الملعب.

"خليل دعبول الزوبع" في حديث أجراه مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 أيار 2015، قال: «خرجت من فرق القواعد الشعبية عام 1977، مع كوكبة من نجوم الكرة "الجزرية"؛ أمثال: "حكمت يوسف، ريمون يوسف، دانيال يوسف، فؤاد مارديني"، لعبنا في فريق "الفردوس" الشعبي لمدة عامين كاملين، التحقت بعدها بأشبال "نادي الجزيرة" تحت إشراف المدربين "سعيد فرجو، وسعيد مداد"، كنا وقتذاك 60 لاعباً خضعنا لمنافسات وتصفيات فيما بيننا، فتم اختيار مجموعة من اللاعبين كنت من ضمنهم، ولم يتخلَّ النادي عن باقي اللاعبين، على عكس ما قام به الاتحاد اليوم من جهة إلغاء فرق القواعد، الأمر الذي تسبب في قلة المواهب الكروية التي ترفد النادي.

كان "الزوبع" طوال مدة لعبه حريصاً على أن يكون صلة وصل بين الهجوم والدفاع، كما أنه صانع ألعاب يعمل بروح الفريق، ويبتعد عن الأنانية، تمكن من ترك بصمات واضحة خلال مسيرته الكروية، وما زال مواظباً ومتابعاً لشؤون نادي "الجزيرة"، ويعمل حالياً كمدرب لفريق المتقاعدين؛ في بادرة جميلة تهدف إلى إعادة مجد هذا النادي الذي أمتع عشاقه في سنواتٍ خلت

التحقت بأشبال نادي "الجزيرة"، ورافقتني طوال مدة اللعب ميزة تفرّدت بها عن زملائي؛ وهي قوة التسديد المترافقة مع القوة البدنية، وفي عام 1982 التحقت بفريق الناشئين فكان المركز الأول على مستوى المحافظة من نصيبنا عامين كاملين، في السنة الثالثة ودعت الملاعب للتحضير لشهادة الثالث الثانوي».

"خليل الزوبع" مع شباب نادي الجزيرة

يتابع: «في عام 1985 دخلت مرحلة التميز بدخولي نادي شباب الجزيرة، وأجمل محطة في تلك المرحلة هدفٌ أحرزته ضد "عمال حلب" من منتصف الملعب، كان ذلك في الدقيقة الأخيرة لنفوز بفارق هدفين إلى هدف، وأغلب الأحيان كنت ألعب "وسط ارتكاز"، أغذي اللاعبين بالكرات ليصنع زملائي أهدافاً وألعاباً جميلة، بقيت مع الشباب ثلاث سنوات، وفي تلك المرحلة قرر اتحاد كرة القدم الإبقاء على فرق الدوري من دون ترفيع، وفي عام 1988 ترفعت لألعب مع فريق الرجال، وهو الحلم الذي طالما انتظرته، فمجرد اقتران اسمك في الملعب مع "سيمون زارو، دعوس، غسان ملواح، وعبد الله الحمزة"، هو بحد ذاته نقلة نوعية وحلم يراود الكثيرين، امتدت هذه المرحلة لخمس سنوات لعبت ضمنها ثلاث مباريات فقط، لكنها كانت مرحلةً فارقةً في حياتي الكروية».

وبالحديث عن المباراة التي لا تنسى يختم: «أقوى مباراة لعبتها طوال مسيرتي الكروية كانت مع نادي "الفتوة"، ذلك النادي الذي بلغت قوته الشيء الكثير، فكانت النتيجة قد استقرت عند هدفين إلى لا شيء لمصلحتهم، ولم يكن أمامي إلا إخراج أفضل لاعبيه بطريقةٍ ما لنتمكن من تعديل النتيجة، فتقصدت أن أقوم بحركة الزحلقة أمام اللاعب "هشام خلف" بطريقة مقصودة، فخرج من اللعبة وتمكنا من قلب الطاولة عليهم والفوز بأربعة أهداف إلى هدفين، هذه المباريات لن تمحى من الذاكرة، لأنها كانت تقام في أجواءٍ من الحميمية والحب المتبادل، وكانت تعلو الملاعب شحنةً من التنافس، ليعم تأثيرها على المدرجات التي تنفجر هتافاً وتشجيعاً، وكل ما أتمناه اليوم هو عودة ذلك الألق إلى ملاعبنا، وعودة الروح التي كنا نلعب بها».

"خليل الزوبع" و"شكري قومي"

وعنه قال اللاعب السابق "عدنان محمد الحايك": «يعد "خليل" من اللاعبين الخلوقين، كما أن الغيرة التي يكنها للنادي تكاد تكون منقطعة النظير، فقد تمكن وخلال مدة لعبه من ترك أثرٍ طيب في الوسط الرياضي، كما كان لتسديداته القوية وقع مدوٍّ على مرمى الخصم، يضاف إلى ذلك أنه صانع أهداف مميز، ومتابع لأمور النادي حتى هذا التاريخ وهذا يحسب له، لأن الانتماء الحقيقي لا يبدر إلا عن محبٍ أعطى كل ما بوسعه لمن يحبه، وإلى هذا التاريخ يعد مثابراً ومجداً في عمله، كما أنه صاحب مبادرات ومنها ما قدمه لمتقاعدي نادي الجزيرة».

من جهته بيّن "فراس مشوح" أحد المتابعين والمشجعين لنادي "الجزيرة" قائلاً: «كان "الزوبع" طوال مدة لعبه حريصاً على أن يكون صلة وصل بين الهجوم والدفاع، كما أنه صانع ألعاب يعمل بروح الفريق، ويبتعد عن الأنانية، تمكن من ترك بصمات واضحة خلال مسيرته الكروية، وما زال مواظباً ومتابعاً لشؤون نادي "الجزيرة"، ويعمل حالياً كمدرب لفريق المتقاعدين؛ في بادرة جميلة تهدف إلى إعادة مجد هذا النادي الذي أمتع عشاقه في سنواتٍ خلت».

"عدنان محمد الحايك"

يذكر إلى أن "خليل الزوبع" عمل مدرباً سابقاً، وهو عضو إدارة نادي "الجزيرة" حالياً، ويعمل الآن مدرباً لفريق "متقاعدي نادي الجزيرة".