تألق بكرة القدم من ملاعب الريف الترابيّة، مروراً بنادي "الجهاد" وتجول بين العديد من الأندية السورية، أمّا مشواره التدريبي فهو المحطة الرياضيّة الأهم.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 26 أيار 2015، زارت الكابتن "خلف العلي" في ملعب نادي "الجهاد"؛ خلال إشرافه على تدريب رجال نادي "القحطانية" الذي بات مشرفاً على تلك الفئة خلال المدة الماضية، وبدأ الحديث عن مسيرته الكروية منذ اللحظات الأولى قائلاً: «منذ طفولتي المبكرة كانت جل ساعاتي في ملاعب قريتي الترابيّة، ولم تكن تمنعني حرارة الصيف أو برودة الشتاء من الحضور فيها ويومياً، وخلال مدة قصيرة ظهر التميّز الكروي وبدأت ملامح الموهبة تظهر لدي، فكان النداء الأهم من إدارة نادي "الجهاد" للالتحاق بفئة الناشئين، وكنت أقطع يومياً أكثر من عشرين كيلو متراً ذهاباً وإياباً من القرية إلى الملعب في سبيل تمثيل نادي "الجهاد"، وبعد موسم ناجح مع تلك الفئة كان ترفعي لفئة الشباب وحققت الموسم الأول "وصيف هداف الدوري السوري"، ومع تلك الفئة أيضاً في الموسم الثاني حصدنا لقب وصافة الدوري المحلي، وبعد الأداء المميز وامتلاكي لخصوصيات كبيرة ومواصفات مثالية في خط المقدمة وقدرتي على إحراز الأهداف؛ كانت الدعوة للتمثيل الأهم وهو تمثيل رجال نادي "الجهاد" الرياضي».

كان هدفنا كسب شاب رياضي، يحب موهبته ويخلص لها، فوقع اختيارنا على الكابتن "خلف" وهو مثال ونموذج رائع للباحثين عن التألق، يعمل بهدوء وحكمة، ويستعين بالخبرات والكوادر القديمة في كل المنطقة في سبيل تطوير عمله التدريبي، قدّم الكثير خلال تجواله مع الأندية كلاعب، وينتظره مستقبل تدريبي طويل وناجح

ويتابع الكابتن "خلف" عن مشواره مع العديد من الأندية: «مثّلت رجال "الجهاد" لموسم واحد، وبعدها كانت الوجهة لأداء خدمة العلم، ومع الانتهاء منها كانت العودة السريعة إلى صفوف رجال "الجهاد" ولمدة موسمين حققنا أفضل المراكز على سلم الترتيب، وحققنا الكثير من الأهداف المهمة على مساحة مباريات دوري المحترفين، ومشاركتي بتلك الفئة كانت الأهم والأغلى كروياً.

صغار القحطانية في بطولة المحافظة تحت قيادة الكابتن خلف

وبعد ذلك كانت بداية الاحتراف الداخلي والوجهة الأولى بعد "الجهاد" مع نادي "الساحل" من أندية الدرجة الثانية، وبعد موسم معه كانت الوجهة نحو مدينة "إدلب" وتمثيل نادي "سراقب" في دوري الدرجة الثانية، وكانت محطة مهمّة؛ فقد كانت لنا منافسة قوية لنيل بطاقة العبور إلى مصاف الكبار، ولكن قناعتنا كانت بالنتائج الطيبة في ذلك الموسم، ثمّ كانت لنا وقفة احترافية مع أحد أعرق أندية القطر نادي "الشرطة" المركزي، وكان موسماً طيباً معهم وأخذنا منهم الكثير في عالم المستديرة، وأعدّ أكثر لاعب من الجزيرة السورية تجول مع أندية القطر وفي أكثر من منطقة، ولذلك سميت اللاعب المتجوّل، ولا يزال التجوال مستمراً».

ويتابع سرد محطاته: «بعد مشاركتي مع "الشرطة" كانت لي عودة إلى نادي "الجهاد" وتمثيله موسماً جديداً، وكسبنا احتراماً كبيراً من الجماهير، ولذلك كانت الدعوة من نادي "الجزيرة" لتمثيل رجالهم في دوري المحترفين، وكانت لنا رحلة كروية ولموسم واحد أيضاً مع هذا النادي، وعندما وجدت نفسي قد أديت واجبي كلاعب اتجهت إلى التدريب منذ عدّة أشهر، وكانت البداية الإشراف على ناشئي نادي "القحطانية" خلال مشاركتهم ببطولة المحافظة، ومع انتهاء البطولة كلفني مجلس إدارة النادي المذكور بالإشراف على تدريب الرجال، وكانت محطة مهمة لي في بداية عملي كمدرب خاصة أنني أصغر مدرب في المنطقة، وعملنا معاً لتدريب فريق رائع، وكنّا على بعد خطوة واحدة للتأهل إلى الأدوار النهائية من تجمع فرق الدرجة الثالثة على مستوى القطر، ومن بعدها التأهل إلى الدرجة الثانية، لم يحالفنا الحظ ولكن أسسنا بطريقة صحيحة وللموسم القادم رحلة أطيب».

أما "إبراهيم الواصل" رئيس نادي "القحطانية" فبيّن انطباعه حول مدرب فريقه عندما قال: «كان هدفنا كسب شاب رياضي، يحب موهبته ويخلص لها، فوقع اختيارنا على الكابتن "خلف" وهو مثال ونموذج رائع للباحثين عن التألق، يعمل بهدوء وحكمة، ويستعين بالخبرات والكوادر القديمة في كل المنطقة في سبيل تطوير عمله التدريبي، قدّم الكثير خلال تجواله مع الأندية كلاعب، وينتظره مستقبل تدريبي طويل وناجح».