سطّر أروع الصفحات في رياضة "الحسكة"، وشارك في بناء اللبنات الأولى لها وخاصة في الريف، وأسس من خلالها تنوعاً اجتماعياً تربوياً ثقافياً، وقدّم أسماء بارزة تحفظها ذاكرة الملاعب الخضراء.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 31 آذار 2015، "ملك شهرستان" أحد أعمدة رياضة "الحسكة" بحسب أهل الخبرة والمعرفة، الذي تجمعه مع الرياضة وأهلها صفحات غنية، افتتحها بالقول: «منذ الصغر كان لدي هوى شديد صوب ملاعب كرة القدم، وبحكم انتماء جميع إخوتي إلى هذه الرياضة؛ تشجعت والتحقت عام 1956 لتمثيل أشبال نادي "الخابور"؛ وكان في بداية تأسيسه، وارتديت قميصه مع أسماء أصبحت بعد مدة من الزمن في عالم النجومية، ومنهم: "نبيل نانو، جورج مختار، فوزي خليل".

اسم لامع على مستوى رياضة المحافظة بل على مستوى القطر، يعد نموذجاً راقياً من مؤسسي الرياضة، وهو الذي قدّم الفن والمسرح والفائدة والإخاء متزامناً مع الحفاظ على التطور الرياضي وبمختلف الألعاب، أفضاله على رياضة المحافظة إدارياً وفنياً كثيرة وعديدة، خبرته لم يبخل بها على جميع الأندية، أهم مزاياه في العمل أنه كان يربط الأسر الرياضية بعضها مع بعض؛ وكون بذلك علاقات اجتماعية متينة قائمة حتّى يومنا هذا

حافظتُ على وجودي مع النادي حتى فئة الرجال، وفي تلك الفترة لم تكن هناك فئات كثيرة كالوقت الحالي، وكان اسمي مع الأسماء التي ذكرت وغيرها ممن وضعوا اللبنات الأولى لنادي "الخابور" ومن بعده لأندية "الحسكة" عامةً، وتعزز اسمي كأحد أبرز اللاعبين في تلك الفترة، فتم اختياري لتمثيل منتخب "المحافظة"، وحصلنا على بطولة القطر عام 1965، وكذلك كان لي شرف تمثيل منتخب أندية "الحسكة"».

شهرستان في الملاعب

وتحمل صفحاته سطوراً أخرى، حيث يتابع: «بعد اعتزالي اللعب كلاعب توجهت إلى التحكيم واتبعت أكثر من دورة، وكنت من بين حكام الدرجة الأولى، ثمّ بدأت رحلتي في مجال التدريب مع نادي "ميسلون" من أندية "دمشق"، وتدريب نادي "الجزيرة" عام 1974، وعام 1990 تدريب رجال "الخابور" والحصول على بطولة الدرجة الثالثة ومن خلالها الصعود إلى أندية الدرجة الثانية. وفي ذلك الموسم تم تحقيق أفضل النتائج في مسابقة كأس السيد رئيس الجمهورية، إضافة إلى ذلك مارست أعمالاً أخرى في مجال الرياضة، وقمت بتحرير أكثر من مادة صحفية في المجال الرياضي في: "الجندي العربي، جيش الشعب، والموقف".

وفي التسعينيات انتُخبت عضواً لفرع الاتحاد الرياضي في "الحسكة"، وبعد عامين رئيساً للجنة الفنية بكرة القدم، ثمّ عضو لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم، وكذلك كنت عضواً في إدارة نادي "الجزيرة"؛ وكل تلك المناصب كانت مسخّرة لدعم رياضة المحافظة، وفي تلك الأوقات قمنا ببناء جيل كروي أسماؤهم حتى اليوم تحظى بالتقدير والاحترام، وقمنا ومن خلال التراسل بتوظيف عدد من اللاعبين، وكذلك كسبنا عدداً من الملاعب والمنشآت للأندية التي كنا نعمل من أجلها».

السيد فؤاد القس

تفعيل الرياضة في ريف "تل تمر" يسطّر باسمه؛ وهو ما يؤكده أهل المنطقة وعن ذلك يحدثنا "ملك": «سخرتُ وظيفتي كمدرس للتربية الرياضية في ريف "تل تمر" لخدمة الرياضة، وكنتُ أوّل من يقوم بتفعيل وتنشيط لعبتي كرة القدم والطائرة هناك، وكونت فريقاً للطائرة النسوية كتجربة نادرة وفريدة للريف، وغلبتُ به منتخب "دمشق" للعبة كأفضل منتخبات المحافظة وهو إنجاز يذكر حتى اليوم. وخلال عملنا الإداري والفني كنّا نركز على الناحية الاجتماعية والتواصل الأسري فيما بيننا، ونشرنا هذه الثقافة على مستوى أغلب أندية المحافظة، فكل لقاء كروي كنّا نحرص على تواجد جميع أفراد الأسرة، ولذلك كنّا نحول الملاعب إلى لوحات اجتماعية رائعة.

وكان لدي اهتمام بتقديم عروض فنية ومسرحية ضمن أسوار النادي وبحضور اللاعبين وأهاليهم، وهو ما كان يقوي العلاقات الاجتماعية، أمّا المنشأة التي كانت لي حصة فيها فهي معمل المشروبات الغازية في المحافظة، وكان جلّ موظفيه من اللاعبين والرياضيين، وكل رياضي كان يطلب العمل فيه لم أرده خائباً حتى لو لم نكن نحتاج إلى العمال. وهكذا قضيت أغلب سنوات عمري في الملاعب داعماً ومسانداً لكل محتاج، ولأنها جزء من حياتي اليومية فحتى اليوم أقضي مع رفاق المستديرة بعض الساعات في الملاعب للترفيه عن النفس».

السيّد "فؤاد القس" رئيس نادي "الجهاد" السابق تحدّث عن زميله في العمل الرياضي قائلاً: «اسم لامع على مستوى رياضة المحافظة بل على مستوى القطر، يعد نموذجاً راقياً من مؤسسي الرياضة، وهو الذي قدّم الفن والمسرح والفائدة والإخاء متزامناً مع الحفاظ على التطور الرياضي وبمختلف الألعاب، أفضاله على رياضة المحافظة إدارياً وفنياً كثيرة وعديدة، خبرته لم يبخل بها على جميع الأندية، أهم مزاياه في العمل أنه كان يربط الأسر الرياضية بعضها مع بعض؛ وكون بذلك علاقات اجتماعية متينة قائمة حتّى يومنا هذا».