حاولت أن تحقق ما عجز عنه والدها الذي غادر الملاعب باكراً، فبدأت منذ نعومة أظفارها تشق طريقها بحرفيةٍ عالية، وراحت تتربع على عرش المراكز المتقدمة، حتى أصبحت رقماً صعباً في المعادلة الرياضية، فحققت التصنيف الثاني عشر على المستوى الآسيوي كأول لاعبة عربية.

"سوزان محمد سنان محمد" بطلة تنس الطاولة "بينغ بونغ"؛ تحدثت لمدونة وطن "eSyria" عن مراحل تفوقها عندما زارتها في منزلها بتاريخ 28 شباط 2015، وقالت: «لم أكن أعرف شيئاً عن الرياضة في صغري؛ إلا أن والدي كان لاعباً متميزاً في كرة القدم، ترك الملاعب في وقت مبكر بعد أن أصيبت ساقه اليمنى، فحاول أن يصنع لنا مجداً لم يسعفه القدر على تحقيقه، وفي التاسعة من عمري التحقت مع أختي "إيمان"؛ بمجموعات للشباب والبنات في "الحسكة"، تحت إشراف المدرب "محمد الشرابي"، الذي تولى تدريبي وزميلاتي على الحركات التي تفيد اللاعب أثناء المباراة، في هذه الفترة وباكراً بعد التحاقي بالمجموعة أقيم اختبار مركزي في المحافظة؛ لاختيار لاعبين للمشاركة في بطولة الجمهورية، فحصلنا أنا وأختي "سوزان" على المراتب الأولى في الاختبارات، الأمر الذي حفزنا على متابعة الطريق خصوصاً أننا نلقى دعماً غير محدود من والدي».

أن "سوزان" من اللاعبات المتميزات والمحترفات للعبة، فعلى الصعيد الجسدي تتمتع بلياقة عالية ومرونة تمكنها من التحكم بإدارة اللعبة، ومن الناحية الذهنية هي ذكية وتعرف كيفية قراءة الخصم جيداً، كما أنها مواظبة على التمارين؛ وهذا ما يجعلها على مسافة قريبة من الفوز، وقد حققت العديد من النتائج، وهي الآن تستعد لبطولة العالم في الصين؛ وتخضع لمعسكر تدريبي وفق الإمكانيات المتاحة، لكننا نعول عليها كثيراً، ولن نبخل عنها بأي شيء يكون في استطاعتنا تقديمه

تضيف: «على الرغم من فقر الإمكانات التي تتميز بها المحافظة لم أتوقف عن الطموح، وشاركت في البطولة التي أقيمت على مستوى الجمهورية في "اللاذقية" عام 2007، حققت المرتبة السابعة خلال مشاركتي في فريق الواعدات، ثم توالت مشاركاتي في جميع البطولات، وكانت مراتبي تتراوح بين الأول والثالث منذ عامي 2009 وحتى 2014، وقد لعبت هذه المشاركات دوراً كبيراً في حياتي، من جهة الاختلاط باللاعبين الذين تدربوا وفق أعلى الأسس والمعايير، كنت أحاول أن أتعلم منهم ما ينقصني، ولم أشعرهم يوماً بأنني أعاني من نقص في التدريب أو المعدات، بل كنت أزداد إصراراً على تحقيق ذاتي وتحصيل نتائج مرضية».

في إحدى البطولات

تختم: «شاركت في جميع البطولات التي أقيمت على مستوى الجمهورية، بعدها انتقلت لأمثل بلدي في المحافل العربية، فشاركت في البطولات التي أقيمت في كل من: "لبنان، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وأربيل"، ثم شاركت في بطولة العالم في "ألمانيا"، وقد قمت وقتها بتعديل ترتيب لعبة الطاولة لبلدي وفي عام 2013 شاركت في بطولة "باريس" وأيضاً تمكنت من تعديل نتيجة "سورية" على المستوى العالمي، انتقلت بعدها للمشاركة في بطولة غرب "آسيا" عام 2012، وتأهلت لبطولة "الصين"، ثم بطولة "فجر الدولية" التي أقيمت في "إيران" عام 2014، إلا أن أقوى المنافسات التي خضتها كانت تلك التي أقيمت في "الشارقة"؛ ضمن بطولة الأندية العربية، لعبت وقتها في فئة الأشبال مقابل السيدات، وحصلت على المركز الأول، وفي كل مراحل اللعبة التي مررت بها منذ البداية وحتى النهاية؛ كانت ترافقني أختي الأكبر "إيمان"، حيث كنا نحقق الانتصارات معاً وتعلم وتشجع إحدانا الأخرى، وقد تم اختياري من قبل الاتحاد الآسيوي الدولي؛ للمشاركة في بطولة أولمبياد البرازيل التي ستقام عام 2016، أما الآن فأنا في معسكرٍ تدريبي استعداداً لبطولة العالم التي ستقام في الصين بتاريخ 26-4-2015، وما أتمناه هو أن أحقق تقدماً ملحوظاً للمنتخب».

وقال "محمد سنان محمد" والد "إيمان": «شغفي بالرياضة وتوديعي الملاعب باكراً جعلني أتطلّع إلى إحياء نفسي، ولم يكن هذا ممكناً إلا عبر بناتي الاثنتين، في الحقيقة وبعد مضي هذا الوقت وما حققتاه؛ أستطيع القول إنني لم أكن متفاجئاً، بل وأطمح للمزيد منهما، لكن ما يترك في النفس غصة هو عدم الاهتمام واللا مبالاة بمثل هؤلاء الأبطال، فلهذا التاريخ أقوم بالذهاب مع بناتي كل يوم في تمارين الإحماء، ثم ننتقل إلى صالة الطاولة لتمارسا اللعبة، ولو لم أكن كذلك لما حققتا هذه المراتب، لكن مع ذلك نحن مصممون على التقدم والفوز، وسنكون خير ممثلين لوطننا في المحافل الدولية، ونحن الآن على أعتاب بطولة العالم في الصين، وأتوقع من "سوزان" أن تحقق ما أصبو إليه، على الرغم من أنها ستواجه لاعباتٍ محترفات يتلقين دعماً كبيراً، لكن ثقتها بنفسها وحبها للرياضة ولوطنها، هو أكثر ما نعوّل عليه».

سوزان وإيمان

من جانبه بين رئيس فرع الاتحاد الرياضي "مصطفى شاكردي": «أن "سوزان" من اللاعبات المتميزات والمحترفات للعبة، فعلى الصعيد الجسدي تتمتع بلياقة عالية ومرونة تمكنها من التحكم بإدارة اللعبة، ومن الناحية الذهنية هي ذكية وتعرف كيفية قراءة الخصم جيداً، كما أنها مواظبة على التمارين؛ وهذا ما يجعلها على مسافة قريبة من الفوز، وقد حققت العديد من النتائج، وهي الآن تستعد لبطولة العالم في الصين؛ وتخضع لمعسكر تدريبي وفق الإمكانيات المتاحة، لكننا نعول عليها كثيراً، ولن نبخل عنها بأي شيء يكون في استطاعتنا تقديمه».

يذكر أن "سوزان" من مواليد 1998، وهي حائزة على:

المنتخب الوطني

  • بطلة الجمهورية للناشئات منذ عام 2009، ولغاية 2015.

  • ذهبية الأولمبياد الوطني الأول للناشئات 2010.

  • فضية البطولة العربية في الأردن 2011.

  • ذهبية الأندية العربية للسيدات في الشارقة 2012.

  • ذهبية غرب آسيا للشبلات في لبنان 2012.

  • فضية البطولة العربية للشبلات في الكويت 2012.

  • فضية بطولة العالم للشبلات في أربيل 2013.

  • مشاركة في بطولة العالم في ألمانيا 2012.

  • مشاركة في بطولة العالم في فرنسا 2013.

  • برونزية الفجر الدولية التي أقيمت في إيران 2014.

  • تصنيف 12 على المستوى الآسيوي.

  • اختيرت من قبل الاتحاد الآسيوي للمشاركة في أولمبياد البرازيل 2016.