حبّه لمضمار ألعاب القوى جعله متميزاً فيه من خلال النتائج والمراكز المثاليّة التي حققها خلال رحلته التدريبيّة، فبات رقماً مهماً في هذا الميدان الرياضي.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 شباط 2015، زارت الكابتن "ملك يوسف حنّا" في ملعب نادي "الجهاد" الرياضي بمدينة "القامشلي"، حيث يتواجد يومياً في هذا المكان الذي أخذ من عمره عشرات السنين، وفيه يجد الهدوء، وعن رحلته على أرضه حدثنا قائلاً: «منذ أن كنتُ تلميذاً في الصف الثاني الابتدائي وقدماي كانتا تقوداني باستمرار إلى الملعب، لمتابعة ومراقبة تمارين الفرق وأندية المحافظة، ويوماً بعد يوم كان الهوى وعشق الرياضة يزداد في داخلي، حتّى امتلكني بالكامل، ومن شدّة حبي للملاعب اجتهدت في المدرسة من أجل دخول المعهد الرياضي بعد نيل الشهادة الثانوية، وقبل ذلك كان هناك التزام وتمارين جديّة يومية مع العديد من الفرق الشعبيّة في المدينة، حتّى وصلت لاختبارات المعهد الرياضي وأنا في كامل الجاهزية، وتمّ قبولي مع 80 طالباً فقط من بين 1500 متقدم، وضمن المعهد كنتُ حارساً للمرمى لفريق كرة اليد ومشاركاً معهم في جميع المسابقات والبطولات».

هو يعمل بصدق وإخلاص، ويعشق الإنجازات والانتصارات، لا يعرف الملل، ويكره الكسل، يتقن عمله بامتياز، يتقبل النصائح والتوجيهات، وحتّى اليوم يثقف نفسه في مجال عمله بالحصول على كل ما هو جديد، وأنا أطلق عليه لقب المدرب الصامت؛ فهو يحب الحركة والنشاط ولا يرغب بالكلام بل يبحث عن العمل المثمر

ويتابع سرد رحلته الرياضيّة: «بعد المعهد كانت هناك وقفة رياضية خلال خدمة العلم، ومن شدّة تميزي الرياضي، تم اختياري لأكون مدرباً للفرق الرياضيّة في القطعة التي خدمت فيها، وحققنا عدة بطولات ومراكز على مستوى الوحدات العسكرية، ثمّ كانت العودة إلى مدينة "القامشلي" وتدريس مادة التربيّة الرياضية في مدارس الريف، وباشرت على الفور بناء ملاعب كروية نظامية للعبتي الطائرة والقدم، وكنتُ أول من فعّل تلك الألعاب على الملاعب الرسمية في الريف مع بداية الثمانينيات، وتطلبّ مني ذلك العمل جهداً كبيراً، ففي الصباح كان عملي ضمن البرنامج المدرسي، وبعد الظهر كانت لدي عودة إلى الريف مجدداً واحتضان كل من له رغبة بتعلم اللعبة التي يفضلها، حتّى حولنا الريف إلى ساحة من المواهب والحركة والنشاط، وقدمنا العديد منهم لمنتخبات المدارس وإلى نادي "الجهاد" الرياضي، وأسماء الكثيرين منهم دونت ضمن الأبطال على مستوى "سورية"».

من اللاعبات اللواتي دربهن

الإنجازات تحققت على جميع الصعد، تحدّث عنها قائلاً: «مع منتصف الثمانينيات كانت عودتي إلى مدارس مدينة "القامشلي" ومنها بدأ مشوار الانتصارات، حيث حققت مدرسة "الحمدانية" التي كنتُ مشرفاً عليها المركز الأول على مستوى محافظة "الحسكة" لأكثر من أربع سنوات بالمجموع العام، وتقديراً لذلك حصلت على ثناء من وزارة التربية، وتكريماً لذلك تمّ تفريغي في المركز التدريبي بالمدينة، ولذلك تحوّل اهتمامي لجذب وكسب جميع الموهوبين في ألعاب القوى ومن جميع مدارس المدينة، وحققنا مع الكثيرين منهم بطولات ومراكز رائعة، ومن تلك الأسماء اللامعة على سبيل المثال: "بيمان محمد، خلود جدعاوي، سلافا محمد، خضرة درويش، حكمت أحمد، فتح الله حاجي"، وآخرون؛ وكلهم حققوا المركز الأول على مستوى القطر في المسافات القصيرة والطويلة، ولاعبون أشرفت على تدريبهم حققوا نتائج أهم كبرونزية المتوسط للبطلة "سمية يوحانون"، والبطلة "نجوى البكر" الأولى على مستوى العرب في مسابقة 3كم، وفي جميع السنوات التي قضيناها في الملاعب كان هدفنا تحقيق بصمة، وحتّى اليوم هذا ما نسعى إليه فالملعب والرياضة حياتي وحبي ومتنفسي».

السيد "فؤاد القس" رئيس نادي "الجهاد" السابق تحدّث عن "ملك حنا" كاسم رياضي لامع في مدينته: «هو يعمل بصدق وإخلاص، ويعشق الإنجازات والانتصارات، لا يعرف الملل، ويكره الكسل، يتقن عمله بامتياز، يتقبل النصائح والتوجيهات، وحتّى اليوم يثقف نفسه في مجال عمله بالحصول على كل ما هو جديد، وأنا أطلق عليه لقب المدرب الصامت؛ فهو يحب الحركة والنشاط ولا يرغب بالكلام بل يبحث عن العمل المثمر».

السيد فؤاد القس
ملك حنا على أرض الملعب خلال فترات التدريب