لم تشكل الدراسة عائقاً كبيراً أمام تميزه في ملاعب كرة القدم، فبين صفحات حياته؛ وخاصة خلال المرحلة الجامعية؛ لحظات جميلة وذكريات خالدة مع المستديرة.

مدوّنة وطن "eSyria" وفي زيارتها للدكتور "محمود السلمو" بتاريخ 6 شباط 2015، قلّب معنا صفحات من رحلته الرياضيّة، التي يشعر معها بالكثير من الراحة والسعادة، أكثر مما يشعره في عيادته الطبية، وعندما تكون البداية ناجحة فحكماً ستكون النتائج مثمرة، وهو ما يؤكده ضيفنا خلال حديثه التالي: «ولدت في الريف، وأبناء القرى يعشقون الملاعب عشقاً كبيراً، ومنذ الصغر توجهت إلى ملعب قريتي الترابي، ولم أكن أفارقه إلا عند الضرورة، وفي جميع الأوقات كان جسدي يمتزج مع التراب والطين والغبار وأنا في صراع مع كرة القدم، تلك الأجواء كانت مقدمة مهمة للالتحاق بمنتخب مدارس مدينة "القامشلي"، وبعد أن ظهر تميزي الكروي جلياً كانت الدعوة لمنتخب المحافظة، وفي المرحلتين الابتدائيّة والإعدادية، وفي المرحلة الثانوية كان التركيز الأكبر على دراستي بحكم الفرع العلمي الذي اخترته، وقليلة كانت الساعات التي كنتُ أمنحها للملعب، ومع ذلك لم يغب الهوى عن الرياضة ونادي "الجهاد" لحظة واحدة».

نموذج مثالي؛ فهو الطبيب اللاعب، وجميع رياضيينا يتحدثون عن تفوقه الدراسي والرياضي معاً، وعن عشقه للرياضة ولكرة القدم، وخلال مسيرته كلاعب كان يتميز بالانضباط التكتيكي والتدريبي، وأهم مزاياه ذكاؤه وحنكته في اقتناص الأهداف، ومنذ زمن وهو يعلن عن فتح عيادته لكل رياضي دون مقابل، لحبه الشديد لناديه ولكرة القدم

والوصول إلى النادي الذي أحبه تحقق ممتزجاً بانتصار الوصول إلى كلية الطب، يضيف: «بعد انتهاء الامتحانات الثانوية كانت وجهتي لرجال نادي "الجهاد" علماً أن عمري كان مناسباً للفئة الأدنى، ولكنهم اختاروني لفئة الرجال، وكانت تجربة رائعة ولحظات طيبة خاصة أنني كنت مع الجيل الذهبي للنادي، أمثال: "رياض نعوم، روميو اسكندر، محي الدين تمّو، غاندي اسكندر"، أمّا التدريب والفائدة العظمى فكانت من خيرة كوادر النادي وهما: "فؤاد القس، جورج خزوم"، وكانت تجربتي مع الرجال قصيرة ودامت أشهر قليلة فقط، وبعدها كانت الوجهة إلى كلية الطب في جامعة "حلب".

الكابتن مصطفى الأحمد

ولم تفارق المستديرة همي واهتمامي، فكان انتسابي لفريق الكلية، وبعد مدة تمّ اختياري لأكون ضمن منتخب الجامعة، وتبقى أجمل اللحظات وأهم ذكرياتي الكروية عندما فاز منتخب جامعتنا على منتخب الطلبة العرب وبهدفين مقابل هدف واحد للمنافس، والهدفان كانا من نصيبي فقد كنتُ لاعباً مهاجماً، علماً أن المنتخب العربي كان يضم ثلاثة من أساسيي المنتخب السوداني الأول، ولاعبين من المنتخب اليمني الأوّل، وفي هذه الفترة كان الفضل الكبير للمدرب الوطني "فاتح ذكي" الذي منحني جرعة إضافية في عالم الكرة ولغة التسجيل».

الحلم الذي لم يتحقق كان الحديث عنه بنبرة حزينة من قبل الدكتور "السلمو" بقوله: «حلمي منذ الصغر أن أرتدي قميص المنتخب الوطني، وجاءت الدعوة لذلك بعد تميزي مع منتخب الجامعة، ولكن التخصص في مجال الطب كان عائقاً لذلك الحلم، ولم يكن لي مجال سوى اللعب مع منتخبات الجامعة حتى الانتهاء نهائياً من الدراسة، وبعد العودة إلى مدينتي "القامشلي" بحكم العمل استأتفت اللعب مجدداً على الملاعب مهما يكن شكلها ولونها، ولي ومنذ سنوات زيارة مع نهاية كل أسبوع للقرية من أجل اللعب بالكرة في ملعبها الترابي، ويفضل أن يكون اللعب مع الصغار، فمعهم أجد المتعة».

مع نادي الجهاد

الكابتن "مصطفى الأحمد" أحد الكوادر الفنية في نادي "الجهاد"، يتحدث عن السيد "محمود" قائلاً: «نموذج مثالي؛ فهو الطبيب اللاعب، وجميع رياضيينا يتحدثون عن تفوقه الدراسي والرياضي معاً، وعن عشقه للرياضة ولكرة القدم، وخلال مسيرته كلاعب كان يتميز بالانضباط التكتيكي والتدريبي، وأهم مزاياه ذكاؤه وحنكته في اقتناص الأهداف، ومنذ زمن وهو يعلن عن فتح عيادته لكل رياضي دون مقابل، لحبه الشديد لناديه ولكرة القدم».