دخل الملاعب عاشقاً لها منذ طفولته، بحث عن التميّز من خلال الالتزام والجديّة وحب التمارين، فنال الكثير من التقدير والثناء خلال رحلته مع عالم ألعاب القوى لاعباً ومدرباً ومحكماً.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 9 كانون الأوّل 2014، زارت ملعب نادي "الجهاد" الرياضي حيث الحضور اليومي للكابتن "يوسف هارون" ضمن أحضان الملعب الذي وهب نفسه وخبرته له منذ عشرات السنين وحتّى اليوم، وقلّب لنا عن صفحاته مع عالم الألعاب التي يحبها ويخلص لها كلّ الإخلاص، ونثر عنها منذ البدايات عندما قال: «منذ طفولتي المبكرة كنتُ أرافق فريق الحي الذي أسكنه إلى الملعب البلدي، وكانت مهمتي الركض معهم، وعندما ينتهي الجري أتوجه إلى المنزل، وكان الحال على هذه الشاكلة لمدة طويلة، بل كنت أضاعف دقائق الجري يوماً بعد يوم، بينما يؤدي بقية أفراد الفريق التمارين الأخرى المتعلقة بكرة القدم، وأنا أمارس الركض والجري حول المضمار، ومع مرور الوقت عرفتُ أنني عاشق للجري وعلمت أنه ينتمي إلى ألعاب القوى، وحافظتُ على تدريباتي مع منتخبات المدارس، وفي المعهد الرياضي خلال دراستي وحتّى أثناء خدمة العلم، وحققتُ عدداً من المراكز الجيدة على مستوى الوحدات والقطعات، وجميع مشاركاتي كانت بالمسافات الطويلة وتحديداً في مسابقتي الـ5 و12كم، وكنتُ في سن مبكرة عندما توجّهت لعالم التحكيم في تلك اللعبة».

لازمت "هارون" منذ اليوم الأول له في اللعبة، تميز بصفات عديدة أهلته ليكون متألقاً ومتوجاً بأكثر من لقب له وللاعبيه، فالصبر والإخلاص والالتزام العالي واحترام زملائه في العمل كانت عناوين نجاحه، وهو من الحريصين على تحقيق نتائج طيبة لمن يمثلهم، وأيضاً يبحث عن كل ما هو مفيد وجديد في عالم لعبته الواسع

أهم صفحاته الرياضيّة هي مع عالم التحكيم، قال عنها: «اتّبعت عدة دورات في مجال التحكيم وفي أكثر من مدينة سورية ومنها "حماة، دمشق"، ودورة بإشراف الاتحاد الدولي للعبة في "القاهرة"، ونتيجة الاختبارات والتقييم حصلت على عدد كبير من شهادات التقدير والثناء، واستناداً لذلك جاء قرار فرع الاتحاد الرياضي في "الحسكة" اعتباري حكماً مُصنّفاً على مستوى "سورية"، وتزامناً مع ذلك اتّبعت عدة دورات في مجال التدريب، وحصلت على عدّة شهادات وأهمها التي كانت من مدن "حلب، دمشق، ودير الزور"، ومنذ عام 1988 وأنا من الحكام المصنفين لقيادة جميع البطولات والمسابقات المحلية والعربية والآسيوية وحتّى بطولات "التحرير" الدوليّة ومهرجان "المحبة والسلام"، وكثيرة هي التي أقيمت في "دمشق" وكان اسمي من بين الأسماء التي قادت التحكيم، وكان لي شرف الحصول على شهادة تقديرية في بطولة غرب آسيا عام 2009 بـ"دمشق"، علماً أن كل لعبة من ألعاب القوى تقام على المضمار يمكن أن أكلف بالتحكيم عليها، وخاصة لعبة المسافات الطويلة».

بطلات أشرف على تدريبهن

وله مع عالم التدريب أيضاً حصة كبيرة وطيبة، قال عن ذلك: «مع نهاية الثمانينيات بدأت العمل كمدرب للعبة التي أحبها، وكنت من بين الكادر الفني والتدريبي المشرف على لاعبي ألعاب القوى في نادي "الجهاد" الرياضي، وفي أوّل موسم لي بالتدريب حقق فريقي المركز الأول على مستوى "سورية" بألعاب القوى، وتابعنا العمل وشاركنا بعشرات البطولات والمسابقات؛ سواء بالإشراف على منتخبات المدارس أو على مستوى أندية القطر، وخلال سنوات العمل حقق لاعبونا مراكز متقدة محلياً وعربياً، ومن اللاعبين الذين توّجوا أبطالاً: اللاعبة "نجوى البكر" بطلة على مستوى العرب بالمسافات الطويلة، وذات اللقب والمسافة حققتها البطلة "وفاء البكر"، وكذلك "سلافا محمد" البطلة على مستوى "سورية" بمسافة 100م، والبطل "بيمان محمد" أيضاً بمسافة 100م على مستوى "سورية"، وأسماء أخرى لها مكانة ومركز ريادي في البطولات، وكان لنا شرف متابعة تدريبهم، وتقديراً لذلك حصلت خلال عملي التدريبي على شهادات ثناء كثيرة من وزارة التربية والاتحاد الرياضي العام على نتائج فرقنا ولاعبينا ومنتخبات المدارس، ولأن الاهتمام باللعبة بأعلى درجاته؛ كنت المدرب الوحيد بالمنطقة الذي حصل على كل ما يتعلق بالتدريب من الاتحاد الدولي للعبة ضمن كراس دوري، وعن طريقي كان يرسل إلى "القاهرة" التي بدورها كانت تنشره في النشرة الإقليمية للعبة».

الكابتن "ملك حنا" أحد أقدم كوادر اللعبة في المحافظة تحدّث عن زميله قائلاً: «لازمت "هارون" منذ اليوم الأول له في اللعبة، تميز بصفات عديدة أهلته ليكون متألقاً ومتوجاً بأكثر من لقب له وللاعبيه، فالصبر والإخلاص والالتزام العالي واحترام زملائه في العمل كانت عناوين نجاحه، وهو من الحريصين على تحقيق نتائج طيبة لمن يمثلهم، وأيضاً يبحث عن كل ما هو مفيد وجديد في عالم لعبته الواسع».

الكابتن ملك حنا