اسم يحظى بالكثير من التقدير من قبل محبي نادي "الجهاد" منذ سبعينيات القرن الماضي، فإخلاصه لقميص النادي ورحلته الطيبة معه استمرتا مهما أبعدته المسافات، ويتمتع بثقافة كروية يسخّرها لناديه الذي ولد فيه.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 1 تشرين الثاني 2014، زارت الدكتور "انترانيك سركسيان" أحد أبرز لاعبي نادي "الجهاد" الرياضي في السبعينيات؛ ليحدثنا عن مشواره الجميل مع النادي المذكور منذ البدايات بالكلمات الآتيّة: «كان هناك حب للرياضة ولكرة القدم تحديداً، ومن أجل ذلك الحب لم يبق ملعب ترابي أو حيّ في مدينة "القامشلي" إلا وداعبتُ الكرة على أتربته وساحاته، ومثّلت أكثر من فريق شعبي بالمدينة، ولكن اللحظات الأجمل كانت بارتداء قميص نادي "الجهاد" من خلال تمثيل فئة الأشبال عام 1973، وبعد موسمين بتلك الفئة كان الترفع لتمثيل فئة الناشئين أيضاً لموسمين، وبعد ذلك كانت فئة الشباب بانتظاري ولم أستمر إلا لأسابيع قليلة فالدعوة كانت من قبل الإدارة لتمثيل فريق الرجال مباشرة رغم صغر عمري، ولكنهم وجدوا فيّ علامات مميزة ومؤهلة لتمثيل تلك الفئة، وفي عام 1978 كان تمثيلي مع رجال النادي بالدرجة الثانية، ونافسنا بقوّة على صعود الفريق للأضواء ولكننا فقدناه في اللحظات الأخيرة وتأهل للأضواء منافسنا فريق "حطين"، ليكون الموسم التالي من حصتنا».

شخصية رياضية لها وزنها الكبير في الوسط الرياضي، ويتمتع بثقافة كروية طيبة يسخرها لناديه الذي ولد فيه، ويكفيه أنه ممن شاركوا في صعود النادي لأول مرة إلى الأضواء، وعندما كان لاعباً كنت متابعاً له فالنجومية وعشق الشباك وروح المسؤوليّة والالتزام كانت من سماته، أمّا الوفاء فهو في قمته فلم يستغن عن ناديه مهما أبعدته المسافات

وعن اللحظات الأجمل كروياً في ذاكرته يقول: «عام 1979 تأهل رجال فريقنا ولأوّل مرّة إلى الدرجة الأولى، غمرت السعادة حينها كل محبي نادينا، والأجمل أن اسمي يبقى حتّى اليوم حاضراً في ذاكرتهم، وقد لعبت في ذلك الموسم إلى جانب أسماء كروية لامعة، منهم: "كريكور سركيس، زهير جلو، إبراهيم السيد، آدور بوظو، آنطون حنو، آدور أبو أبجر، سمير الأحمر، وجانو بحري". وغمرتني نشوة الانتصار لأنني أحرزت في ذلك الموسم 19 هدفاً كانت الأهم والأجمل، علماً أنني كنتُ لاعباً في خط الوسط، وتابعتُ مسيرتي مع رجال نادينا، وبداية الثمانينيات انتقلت إلى مدينة "حلب" لمتابعة دراستي الجامعيّة والتزمت بالتمارين مع نادي "الحرية"، وأثناء المباريات كنتُ أتنقل مع نادي "الجهاد" من أجل تمثيله، رغم العروض المغرية لي من أندية "حلب" لتمثيلها، ولكن وفاءً وحبّاً لنادي "الجهاد" رفضت كل أنواع الإغراءات».

نادي الجهاد الذي يعشقه

وعن رحلته خارج حدود الوطن يقول السيّد "انترانيك": «في مدينة "حلب" كانت دراستي للهندسة، ولكنني توقفت عند السنة الثالثة، واتجهت عام 1983 إلى دولة "أرمينيا" لدراسة الطب، وهناك أيضاً التزمت مع أكثر من نادٍ في الدرجة الأولى أمثال: "دينمو، أولماس"، وفي كل سنة كانت لي عودة إلى ديار الوطن وإلى مدينة "القامشلي" وكانت كإجازة سنوية، ومع ذلك كانت الوجهة على الفور نحو نادي "الجهاد"، وكنتُ أطالبهم بتجهيز الأوراق وترتيب الإجراءات الرسمية والقانونية من أجل تمثيلي للنادي حتّى وأنا في إجازة، وبالفعل وفي كل زيارة كانت لي عدد من المباريات ضمن الدوري، وهذا كان حالي مع نادي "الجهاد" حتّى نهاية الثمانينيات عندما توقفت عن اللعب نهائياً، وفي تلك الفترة أيضاً كانت عودتي النهائيّة لأرض الوطن والاستقرار في مدينتي، ولأنّ حب نادي "الجهاد" لا يفارقنا مهما كبر بنا العمر؛ واصلت العمل ضمن أسواره كعضو مجلس إدارة ولأكثر من دورة، وقبيل أيام كان هناك تشكيل لمجلس الإدارة فكانت حصتي أحد مقاعد المجلس».

السيّد "وليد محمود" أحد الكوادر الإدارية والفنية القديمة لنادي "الجهاد"، يتحدث عن زميله في العمل الرياضي: «شخصية رياضية لها وزنها الكبير في الوسط الرياضي، ويتمتع بثقافة كروية طيبة يسخرها لناديه الذي ولد فيه، ويكفيه أنه ممن شاركوا في صعود النادي لأول مرة إلى الأضواء، وعندما كان لاعباً كنت متابعاً له فالنجومية وعشق الشباك وروح المسؤوليّة والالتزام كانت من سماته، أمّا الوفاء فهو في قمته فلم يستغن عن ناديه مهما أبعدته المسافات».

السيد وليد محمود