قبل ثلاثين عاماً بدأت الرياضة تحتل مكانتها في قلبه، فكان يمارس عدداً من الرياضات، إلا أن قانون الطبيعة قال إن البقاء للأقوى، فتغلبت الملاكمةُ على صاحباتها من الرياضات وأسرت قلبه بأكمله.

الملاكم والمدرب "صبحي صطوف حسون" تحدث لمدونة وطن "eSyria" عن بداياته الرياضية في اللقاء الذي أجري معه بتاريخ 27 تشرين الأول 2014، فقال: «في الصف السابع الإعدادي بدأت أمارس هواياتي الرياضية حيث كانت الانطلاقة الأولى مع ألعاب القوى، وقد حققت مراكز مهمة في هذه الرياضات على صعيد المحافظة، إلا أن الملاكمة أجهزت على ممارستي لهذه الألعاب بالضربة القاضية، ليبدأ المشوار مع فن القوة على يد جاري المدرب "كريم سليفو" في الصالة الرياضية، بعد ذلك تولى تدريبي "هيثم عبيد" تلاه "محمد عجم" و"محمد عبدو" من محافظة "حلب"، في هذه الأثناء كبر حب هذه اللعبة في صدري، وهي أيضاً لم تكتف بأن تأخذ محل الرياضات الأخرى بل أخذت مكان الدراسة أيضاً».

في الصف السابع الإعدادي بدأت أمارس هواياتي الرياضية حيث كانت الانطلاقة الأولى مع ألعاب القوى، وقد حققت مراكز مهمة في هذه الرياضات على صعيد المحافظة، إلا أن الملاكمة أجهزت على ممارستي لهذه الألعاب بالضربة القاضية، ليبدأ المشوار مع فن القوة على يد جاري المدرب "كريم سليفو" في الصالة الرياضية، بعد ذلك تولى تدريبي "هيثم عبيد" تلاه "محمد عجم" و"محمد عبدو" من محافظة "حلب"، في هذه الأثناء كبر حب هذه اللعبة في صدري، وهي أيضاً لم تكتف بأن تأخذ محل الرياضات الأخرى بل أخذت مكان الدراسة أيضاً

يتابع: «بعد أن تم تدريبي جيداً بدأت أخطف أنظار المدربين من خلال النتائج التي أحققها، فبدأت أحصد المراكز الأولى في كل الأوزان، لذا أراد المدربون وقتها أن يحسنوا تدريبي في محاولة للعب خارج المحافظة، وفعلاً لعبت أول مباراة على مستوى الجمهورية في محافظة "حمص" بوزن الريشة، ونافست وقتها ملاكمين من "دير الزور" و"حماة" و"ريف دمشق"، وحققت في هذه النزالات المرتبة الثانية، وفي بطولة الجمهورية الثانية حصدت المركز الأول، وفي عام 1990 لعبت بوزن "الخفيف المتوسط" في "بطولة العرب للشباب" التي أقيمت في "الأردن"، وحققت وقتها المركز الثالث، وهذا بحد ذاته إنجازٌ كبير كيف لا؛ وأنا الشاب الذي خرج من محافظةٍ تفتقر إلى أبسط مقومات التدريب».

خدمة العلم كانت الانعطافة المفصلية كما يروي: «التحقت بخدمة العلم ولدي طموحٌ كبير بأن ألعب مع منتخب "الجيش"، لكن للأسف كان هذا المنتخب متوقفاً لذا أرادوا إلحاقي بمنتخب "الشرطة"، لكنني لم ألتحق وقتها، وقبل انتهاء مدة خدمتي تم إعادة منتخب "الجيش" إلى الملاعب، لعبت معهم بوزن 60 كيلو غراماً وهو "الخفيف المتوسط"، أشرف على تدريبي "عبد الرزاق الجزائري" و"حسين الحايك"، وقالا لي سيتم إعدادك لتدرب منتخب "الجزيرة" فور عودتك، في الحقيقة وبعد وصولي إلى "الحسكة" شاهدت الكثير من الخامات التي يمكن العمل عليها وإعدادها، وهذا ما فعلته. وعلى الرغم من عدم وجود مقومات اللعبة إلا أنني استطعت تحقيق الكثير، لقد صهرت الفوارق بيني وبينهم وكنت أنفذ التمرين معهم وألعب مثلما يلعبون، الأمر الذي جعل شعبيتي تتنامى في الوسط الشبابي، وهذه اللبنة الأساسية التي بنيت عليها فيما بعد».

الفرن كان مخبزاً للأبطال: «أنا أعمل في مخبزٍ خاصٍ لإنتاج الخبز يملكه والدي، وحين بدأت التدريب كان ترتيب منتخب "الجزيرة" يراوح بين 14 أو 13 في أحسن الأحوال، كنت وقتها أراقب الشباب الذين يأتون لشراء الخبز، وأدعوهم للانضمام إلى الفريق وكنت أرى استجابة من بعضهم، كما كنت أوزع قفازات الملاكمة على شباب الحارة مجاناً لأشجعهم على اللعب، وفعلاً كوّنت فريقاً لا يستهان به، وقبل البطولات كنت أقوم بوزن اللاعبين، وكل لاعب يتعدى الوزن المطلوب كنت آخذه إلى المخبز، وألبسه أكياس النايلون وأدعه يتدرب بجوار بيت النار، فكانت الأوزان تنخفض بسرعة حتى أصل إلى الوزن المطلوب، لكن بالمقابل كنت أرفّه اللاعبين؛ فبقدر النتائج أعطيهم من الترفيه، وبهذا كسبت قلوبهم وقبضاتهم، فأصبحت الحلبات تشهد جولات قوية، كما أصبح لمنتخبنا اسمه في عالم الملاكمة المحلية وحتى العربية، وفي كل بطولة كان يلعب فيها منتخبنا كان منتخب الجمهورية يضم بين 5 إلى 6 لاعبين إليه، إلا أن البعد الجغرافي وضرورة البقاء في العاصمة كان يحول بينهم، لكنني تمكنت من إنشاء "تجمع منتخب وطني"».

أول منتخب سوري للسيدات انطلق من هنا: «لقد كنت أول من أسس فريقاً للسيدات والناشئات؛ وشاركت في أول بطولة بـ23 ناشئة وسيدة وحصدت المركز الأول، ثم شاركت بهن في "تونس" مرتين وأحرزنا في الأولى فضية وثلاث برونزيات، وفي المرة الثانية 4 برونزيات، ومن ضمن الفريق لعبت الملاكمة "سمر عبد الله" بطولة العالم التي أقيمت في "أنطاليا التركية" إلا أنها خسرت لأنها ذهبت بمفردها دون مدرب، في حين حظيت زميلاتها من اللاعبات برعاية كاملة، لكن الآن توقفت عن التدريب بسبب الظروف الراهنة التي تمر بها البلد، وأنا مستعدٌ للعودة في أي لحظة، فحلمي لم ينته لكنه توقف مرحلياً».

من جانبه أوضح المدرب "عدنان شيخو": «أن المدرب "حسون" هو أمهر المدربين الذين عرفتهم المحافظة، فهو يدرب الرياضيين وفق طرائق علمية ومنهجية، كما أن له رؤيته الخاصة في كيفية تكوين اللاعب وبنائه، وهو أول من أسس فريقاً للسيدات، وهذا الفريق كان يلعب بحرفيةٍ عالية بسبب التدريب الذي تلقاه من جهة، ومن جهةٍ ثانية لأن "حسون" كان يتعامل مع جميع اللاعبين بمستوى واحد ودون تمييز، وقد ساهم في تخريج أبطالٍ كثر وأسماءٍ لامعة على مستوى الوطن العربي وبلدان "آسيا"، مثل: "ياسر عبد الله"، و"خالد حسون"، و"عماد حاج إبراهيم"، و"شيار غانم"، ومن السيدات "سمر عبد الله" التي لعبت في بطولة العالم، لكن الظروف أجبرته على التوقف وأنا على قناعة أنه يعد الأيام ليعود إلى أشباله من جديد».

بقي أن نذكر أن "حسون" من مواليد "إدلب" 1972، حاصل على دبلوم في التدريب من "تونس"، كما أنه التحق بدورة التضامن الأولمبي في "دمشق"، وحاصل على درجة أولى في التدريب.