كثيرة هي السنوات التي وهبها لميادين الرياضة، وألعابها المتنوعة، وكانت حصة التحكيم هي المساحة الأكبر في سيرته الرياضية.

مدوّنة وطن "eSyria"، وبتاريخ 30 أيار 2014، رصدت الحكم "جورج مسعود" وهو يقود لقاء كروياً في ملعب الصالة الرياضية بمدينة "القامشلي" وعلامات الكبر وشيب رأس الشعر كانت الأبرز، والحيوية والنشاط أدهشت الحضور، ليكون نموذجاً رائعاً من الرياضيين، وقد تحدث لنا عن مشواره مع الرياضة عندما بدأ قائلاً: «حب الرياضة غرس في داخلي منذ سنواتي الأولى، وتحديداً عندما كنتُ تلميذاً في المرحلة الابتدائيّة بمنطقة "المالكية" التي تبعد 80كم عن مدينة "القامشلي"، ووجد المعنيون بلعبة كرة القدم موهبة وتميزاً فتمّ انضمامي إلى منتخب مدارس "المالكية"، وكنتُ من بين لاعبي منتخب مدارس محافظة "الحسكة"، وبعد المشاركة الطيبة على مستوى القطر كان قرار البقاء في الملاعب وبجد واجتهاد وببرنامج يومي وثابت للوصول إلى مراتب متقدمة، ولأن بوابة النجاح الكروي تكون من عالم الفرق الشعبية فقد انتسبت إلى فرقها ومثلت أكثر من فريق بمنطقتي وأنا في بداية مرحلة الشباب، وبعد الرحلة القصيرة مع فرقنا الشعبية كان الموعد مع الأندية».

أنا اليوم في مدينة "القامشلي" لقيادة لقاء كروي تكريمي وعمري يقارب الستين عاماً، وأشعر بالحيوية ونشاط الشباب، وقدمت درساً وعبرة لمن كان يتابع اللقاء: "إن الرياضة حيوية ودواء"

انتسب "مسعود" إلى نادي "المالكية" لكرة القدم بفئة الناشئين، وبعد عام توجه إلى نادي "عمال الرميلان"، وكان أحد أعرق أندية القطر في تلك الفترة: «شاركت موسماً مع فئة الشباب وبعد عام انضممت إلى فئة الرجال وقدمنا مستوى طيباً مع تلك الفئة تحديداً، أمّا عام 1970 فانتسبت إلى أسرة التحكيم بدرجته الثالثة، من البداية حكماً للساحة وبعد تجاوز الاختبارات والفحوصات الخاصة بالتحكيم وصلنا إلى تصنيف الدرجة الثانية، وبعد تحقيق المطلوب للانضمام إلى الدرجة الأولى حققتُ ذلك، وفيها وضمن تلك الدرجة تحتفظ ذاكرتنا برحلة مثالية في عالم التحكيم وخاصة قيادة لقاء ناديي "الجيش، الميادين" ولقاء الجيران "الحرية، الاتحاد" في الثمانينيات، والمباراتان من أجمل وأهم المباريات التي قمتُ بتحكيمها، وبعد 45 عاماً مع أسرة التحكيم كان عليّ ترك التحكيم لوصولي إلى سن التقاعد».

في الستين ويقود مباراة كروية

انتهى مشواره مع التحكيم رسمياً ولكن الرياضة ظلت باقية في سجلاته، يقول عن ذلك: «قمتُ بالإشراف على نادي "المالكية" بكافة ألعابه لمدة عام كامل، ومن ثمّ كانت الرحلة صوب حقول النفط من جديد والتفرغ الكامل للإشراف على رياضة "الرميلان" ولمدّة عامين كاملين، ولأن رغبتي دائماً هي البقاء في ميادين الرياضة مهما كانت الصفة واللعبة، كانت رحلتي صوب ساحلنا الجميل وتحديداً "اللاذقية" لاتباع دورة للمعالجة الفيزيائية، ونقلت تلك التجربة والخبرة لرياضيي منطقتي وخاصة مدينتي "الرميلان، المالكية"، وفي "المالكية" أيضاً أشرفت ولسنوات عديدة على لاعبي ألعاب القوى والدراجات، فأنا مدرب وحاصل على شهادة في تلك الألعاب».

ولأن رأسماله هو عشقه للرياضة، فقد حرص "مسعود" حتى اليوم على التواصل مع كل بقاع المحافظة لمتابعة ودعم الألعاب الرياضية كافة، وحصة الدلال الأكبر هي لكرة القدم وتحكيمها: «أنا اليوم في مدينة "القامشلي" لقيادة لقاء كروي تكريمي وعمري يقارب الستين عاماً، وأشعر بالحيوية ونشاط الشباب، وقدمت درساً وعبرة لمن كان يتابع اللقاء: "إن الرياضة حيوية ودواء"».

الكابتن زياد الطعان

الكابتن "زياد الطعان" تحدّث عن التجربة الطيبة للكابتن "جورج" عندما قال: «صفحاته في الملاعب ناصعة، وخدمته لعدد من أندية المحافظة مدوّنة، نموذج مثالي من المثابرة وتحقيق الطموحات والأهداف، كروي عتيد وهو من الرياضيين القلائل الذين تعددت الألعاب التي مارسوها، ولولا الجهد المضاعف لما حقق ما حققه، ونحن كمدربين نقتدي بمشواره الحافل، وحتى اليوم عندما ينوجد في الملاعب حكماً ورياضياً فإنه يرسم لوحة رياضية طيبة».