في قصر لم يبق منه إلا بضعة أحجار منثورة، أسّست عائلة "أصفر، نجار" أفقاً جديدة للتطور الزراعي، ونوعاً جديداً من العلاقات الاجتماعيّة المثالية...

مدوّنة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 14 كانون الأوّل 2013 قرية "ملوك سراي" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 16كم ورصدت وجود منزلاً أثرياً عمره أكثر من تسعين عاماً، وفيه مزايا كثيرة وعديدة أكّدها أبناء القرية ومن زارها، وأهمها أن ذاك المنزل متنفس ومتنزه ولوحة اجتماعية جميلة تحفظها الذاكرة، وفي لقاء مع أحد أبناء القرية الشاعر "أحمد الخلف" أشار إلى أهمية القصر التاريخية وقال: «هو منشأة حضارية تراثية وربما تكون ثقافية، فعلى جنباتها أكثر من مرّة جلسنا وكتبنا العديد من القصائد الشعرية، إضافة إلى كونه أقدم بناء في القرية وأوّل دار سكني صمم بهذه الطريقة الرائعة، وهو ذو مساحة كبيرة جداً ولم نشهد بناءً بهذا الحجم في الريف كله تقريباً، حيث يشتمل على عشر غرف، لاستقبال الزوّار والوفود الزراعية والاجتماعية والاقتصادية».

هو منشأة حضارية تراثية وربما تكون ثقافية، فعلى جنباتها أكثر من مرّة جلسنا وكتبنا العديد من القصائد الشعرية، إضافة إلى كونه أقدم بناء في القرية وأوّل دار سكني صمم بهذه الطريقة الرائعة، وهو ذو مساحة كبيرة جداً ولم نشهد بناءً بهذا الحجم في الريف كله تقريباً، حيث يشتمل على عشر غرف، لاستقبال الزوّار والوفود الزراعية والاجتماعية والاقتصادية

كما أشار إلى أن عائلة "أصفر، نجار" عائلة نموذجية في الزراعة، حيث أدخلت إلى القرية أصنافاً جديدة من بعض الحبوب لم تكن موجود نهائياً كالأرز وغيرها.

السيد أحمد الخلف أمام القصر

وأضاف: «البناء صمم من اللبن والطين وقسم من حجر البلوك والإسمنت على شكل مستطيل وبمساحة طويلة، وكلها غرف للسكن، وكانت هناك اجتماعات بين الأهالي بشكل دائم وخاصة في المساء بتلك البقعة الجميلة، وظلت على تلك الحال تستقبل وتحتضن العشرات يومياً لسنوات عديدة، ولكن مع رحيل تلك العائلة إلى منطقة أخرى في المحافظة، أصبح البناء مهجوراً، وتناثرت وسقطت أجزاء عديدة منه، وبقيت أجزاء أخرى على شاكلتها الحالية إرثاً مهماً لنا، ونعدّه جزءاً مهماً من القرية، بل هو محط إعجاب من يزور القرية، حتّى إن الشجرة التي كانت وسط الديار مازالت موجودة وعمرها يقارب القرن، أمّا البئر السطحية فهي تحافظ على وجودها في أطراف القصر، والكل يسميه القصر معنوياً لأن شكله شبيه بالقصور الأثرية».

وكان لأحد زوّار القرية السيد "عبد الرزاق شيخ إبراهيم" حديث عن ذكرياته: «العائلة بحد ذاتها قدمت إنجازات عظيمة إلى المنطقة وتحديداً إلى القرية، ومن ذكرياتهم الجميلة هذا المنزل التاريخي الحضاري المتميّز بما وجد ضمنه، وبحكم زياراتي بين الحين والآخر من "القامشلي" إلى القرية أتجه على الفور إلى المنزل المذكور، الذي يدل تصميمه على الإبداع، وعدد الغرف يوحي باللقاءات الاجتماعية الكبيرة والكثيرة، أما الآبار والشجرة الخالدة فلها معانٍ ورموز نقيّة، والأهم هو بقاء هذا المنزل وحفاظ أبناء القرية عليه علامة طيبة تسجّل لقرية "ملوك سراي" وأهلها، علماً أن أفراد أسرتي والعديد من الأسر تتجه إلى المنزل عند زيارتها للقرية».

أما الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" فكانت له نظرة تاريخيّة عن القصر حيث قال: «كتب رجال التاريخ مطوّلاً عن العائلة المذكورة وما قدمته من نقلة نوعية في الماضي البعيد إلى المنطقة، أمّا ذكراهم في القصر الموجود فيدل على حب للعمل؛ ففيه أماكن وغرف عديدة للآلات الزراعية، وكانت رغبتهم الشديدة في العلاقات الاجتماعية؛ فكانت هناك غرفة واحدة بـ 20 متراً للترحاب بالزوّار فقط، والقصر كان مجهزاً بكل وسائل وأدوات الحياة الجميلة».