يقدر عمرها بسبعة آلاف سنة، تبعد عن نهر "جغجغ" حوالي 60 كم، وفيها اكتشف أقدم نظام للتكييف الهوائي في التاريخ...

مدونة وطن "eSyria" التقت الآثاري "عمار كمور" بتاريخ 24 كانون الأول 2013، الذي تحدث عن موقع تل "حموكار" وأهميته التاريخية وقال: «يقع على بعد 160كم شمال شرق مدينة "الحسكة"، تبلغ مساحته 103 هكتارات، ويشير المسح الطبوغرافي للموقع إلى أنه يتألف من عدة كتل رئيسة يحيط بها سور، ومن خلال أعمال التنقيب التي تمت خلال عدة مواسم في العديد من مواقع التل تبين أن العصور التي مرت عليه عددها ثمان من السويات الأثرية والتاريخية (فترة ثقافة حلف، فترة العبيد، فترة أوروك بمراحلها الثلاث، فترة نينوى 5، الفترة الأكادية وما بعدها، الفترة الآشورية الحديثة، الفترة الهلنستية، وفترة الحضارة العربية الإسلامية (العصر الأموي والعباسي الباكر)».

ثبت من خلال المسح السطحي أن مساحة التل كانت تبلغ ثلاثة عشر هكتاراً تقريباً، لكن في حدود الألف الثالث، امتدت حتى بلغت 102 هكتار ومن نوعية الفخار الذي اكتشف في الموقع تبين أنه يعود إلى "فترة أوروك" فهو يشبه "طاسات" وأشكالاً معروفة في جنوب بلاد الرافدين يعتقد أنها مأخوذة من حضارة "حموكار"، وهذا يؤكد وجود علاقات مع جنوب بلاد الرافدين

ويضيف "كمور": «بدأت أعمال التنقيب سنة 1999 حيث اكتشفت البعثة السورية ـ الأميركية المشتركة مدينة أثرية مهمة يعود تاريخها إلى الألف الخامس قبل الميلاد، ويمكن أن تعدّ أقدم مدينة في العالم، إذ يقدر عمرها الآن أكثر من سبعة آلاف سنة، وهي بذلك أقدم من أي مدينة أثرية أخرى مكتشفة حتى الآن في العالم بما لا يقل عن 2500 سنة، حيث عثر في التل على لقى أثرية مهمة ما يعطيها ميزة على تطور فن الرسم والنحت والزخرفة، كما اكتشف فيها أقدم نظام للتكييف الهوائي في التاريخ ويتمثل في وجود مقرات في جدران ثنائية متوازية تفصل بينهما مسافة من الفراغ نحو خمسة عشر سنتيمتراً تسمح بتدفق الهواء المكيف النقي لمقاومة حر الصيف، واستمر الاستيطان في هذه المدينة الأثرية منذ الألف الخامس قبل الميلاد وحتى العصر الإسلامي المبكر».

الآثاري عمار كمور

أما الآثاري "عقبة معن" فيشير إلى أن المكتشفات الأثرية دلت على وجود أبنية من اللبن مملوءة بالفخار والرماد تعود إلى منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد أي العصر (الحجري النحاسي)، كما دلت على وجود أربعة أو خمسة أفران مقببة يبلغ قطر بعضها مترين تقريباً، كانت تستخدم للطهو والخبز وغيرها، كذلك اكتشفت كسر فخارية يستنتج أن معظمها يعود إلى آنية كبيرة الحجم كانت تستخدم في تحضير الطعام، إلى جانب وجود امتداد للبناء خارج السور وهذا يثبت أن التطور العمراني انطلق من هذه المنطقة ولم يأت إليها من الخارج».

ويضيف: «ثبت من خلال المسح السطحي أن مساحة التل كانت تبلغ ثلاثة عشر هكتاراً تقريباً، لكن في حدود الألف الثالث، امتدت حتى بلغت 102 هكتار ومن نوعية الفخار الذي اكتشف في الموقع تبين أنه يعود إلى "فترة أوروك" فهو يشبه "طاسات" وأشكالاً معروفة في جنوب بلاد الرافدين يعتقد أنها مأخوذة من حضارة "حموكار"، وهذا يؤكد وجود علاقات مع جنوب بلاد الرافدين».

ختم طيني

ويتابع: «أكدت المكتشفات المعمارية واللقى الأثرية على أهمية هذا الموقع الذي كان مجتمعاً متقدماً وراقياً اقتصادياً واجتماعياً، وأدى دوراً في الزراعة والعلاقات التجارية، وعثر داخل منشأة من عصر "أوروك" الوسيط على مجموعة من طبعات الأختام المصنوعة من العظم منحوتة بأشكال حيوانات، وكانت قاعدة الختم محفورة بخطوط أو بصور تشكيلية، والأختام الصغيرة على أشكال حيوانات مختلفة مثل الأسود والماعز والدببة والأرانب والأسماك والطيور، أما الأختام الكبيرة كانت للشخصيات المهمة مثل المديرين والمسؤولين، غير أن الأولى أعدادها أكبر لأنها أكثر استعمالاً باعتبارها تخص عامة الشعب وطبقاته، وهذا يدل على وجود تنظيم إداري دقيق ومدهش في فترة الألف الرابع قبل الميلاد بسبب قدمها في التاريخ، كما تشير الأختام إلى وجود علاقات تجارية كان يضع التاجر فيها ختمه أي توقيعه على المواد أو السلع أو قطع القماش».