هو موقع أثري من مئات المواقع الأثرية السورية والذي يعود تاريخه إلى 6000 سنة قبل الميلاد، تنفرد الممالك القديمة التي سكنته بمعتقدات دينية خاصة وآثار هامة في التاريخ الإنساني ويمثل مع مجموعة التلال والمدن الأثرية في هذه المنطقة أقدم الحضارات الإنسانية على الإطلاق.

يقع "تل براك" على بعد /40/ كم إلى الشرق من مدينة "الحسكة" كان أول من نقب فيه السيد "مالوان" عام 1937-1938. ثم استؤنف العمل في الموقع عام 1976، يعتبر من المواقع الضخمة في شمال "سورية"، وهو بأبعاد 1000×850 م ويرتفع 45 م عن السهول المجاورة يحيط بالموقع مجموعة خرب تعود إلى فترة الألف الرابع والفترة الرومانية.

عثر في هذا الموقع على لقى أثرية تعود إلى فترات تاريخية مختلفة كما عثر على رقم مسمارية تحوي معلومات عن عملية تدوين قرارات رسمية بحضور ملكين ميتانيين أبرزهما الملك "توشرات" المعروف بعلاقاته مع فراعنة مصر "امنفس" و"اخناتون" وفي ساحة الاحتفالات عثر على تمثال لثور جاثم له رأس إنسان وقد بينت الرقم المسمارية أن هذا التمثال كان رمزاً تعبيرياً للمتعبد في ساحة الإله "شمش" الذي خصص له هذا المعبد في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. غزا "الآشوريون" المدينة "الميتانية" مرتين فدمروها وتبين الأدلة الأثرية ان المستوطنة اللاحقة تمركزت في السهل المنبسط إلى الشرق من التل الرئيسي مع بعض البيوت على قمة التل. وأن وجود تمثال بازلتي ضخم لثور برأس إنسان دليل على قيام بناء ضخم استخدم لأغراض عامة خلال القرنين التاسع والعاشر قبل الميلاد

وذكر السيد "عبد المسيح بغدو" مدير آثار "الحسكة" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 22/9/2009 أن التل اكتسب أهميته من خلال وقوعه على الطرق التجارية بين الأناضول وجنوب بلاد "الرافدين" "سومر القديمة" وأيضا على طريق تجاري آخر يجتاز حوض دجلة باتجاه جبل سنجار مارا "بتل براك" إلى "ماردين" إلى مناجم النحاس القديمة بجانب "ديار بكر".

اللقى الأثرية

وعن فترة الاستيطان والسويات المكتشفة في هذا الموقع يضيف "بغدو": «تبين أن أقدم استيطان في الموقع يعود إلى الألف السادس قبل الميلاد، أما اكبر مساحة استيطان فتعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد "عصر الوركاء" حيث وصلت مساحة الموقع الى 100 هكتار، واكتشف قرب البوابة الشمالية للموقع بيوت من عصر الوركاء المتأخر تمثل حضارة جنوب "بلاد الرافدين" في ذلك العصر وهو ما يرجح وجود المستوطنين الجنوبيين في تلك الفترة (المنطقة TW) وتحت تلك البيوت عثر على سلسلة من السويات الأثرية أقدمها يعود إلى /3800 ق.م/ وهو عبارة عن مبنى ضخم استخدم لأغراض عامة عثر فيه على فخار يحمل رموزاً رقمية، إن السويات المكتشفة في (المنطقة TW) معاصرة لتلك الموجودة في معبد العيون الذي اكتشفه "مالوان" في الجانب الجنوبي من التل حيث عثر على استيطان غير منقطع لمدة ألف عام بدأ حوالي /3500 ق.م/ وقد بلغت أهمية "تل براك" السياسية ذروتها في الألف الثالث قبل الميلاد في منطقة شمال شرق سورية كما أن الحفريات الواسعة في هذه الفترة كشفت عن وجود بناء ضخم يحيط به جدار بيضوي "منطقة TC"، وقد تعرض هذا المبنى مع مناطق أخرى من الموقع إلى حريق أدى إلى سقوطه وربما يتزامن مع تدمير المدينة في تلك الفترة.

في عام 2335 ق.م أصبح تل براك جزءاً من الإمبراطورية الأكادية وأصبح عاصمة شمال شرق سورية».

وعن الاكتشافات الأثرية في هذا الموقع قال "بغدو": «كشف السيد "مالوان" عن عدة منشآت معمارية هامة تعود إلى هذه الفترة أهمها المبنى المعروف بـ"القصر الأكادي" الذي بني فوق معبد العيون، يبلغ عرض السور الخارجي للقصر حوالي /10/أمتار وتحمل احدى لبناته التأسيسية اسم الملك الأكادي "نارم سين" حفيد "صارغون" الشهير كما كشف السيد "ديفيد اوتس" عن مبنيين حكوميين فريدين من نوعهما وفي الجهة الشمالية الشرقية من التل (FS) يوجد تجمع معماري آخر يضم معبداً وثلاث باحات ويبدو انه هجر ربما بسب كارثة بيئية في بداية العصر الأكادي ثم أعيد استخدام هذه المنطقة بعد فترة قصيرة، حيث كرست على ما يبدو لتقديم الأضاحي وحوى البناء الشمالي الغربي هياكل عظمية لحيوانات مثل الحمار والكلب والغزال. ويعتقد بان المعبد خصص لعبادة الإله "شاكان" إله الرعي وأن هذا التجمع قام بدور على طريق القوافل التي عملت بتجارة النحاس واستخدمت الحمير لنقل بضائعها.

وفي معبد "تل براك" أو "معبد العيون" هذا عُثر على مئات من التماثيل وآلاف من الكسر الحجرية والرخامية تمثل أشخاصاً لم يعرض منها إلا الكتفان والرقبة والعينان البارزتان جداً، ما يدل على استخدام سحر الإصابة بالعين، فهي إذن تمائم وطقوس دينية لها دلالات للحماية من الشر والعدو، وهي واحد من المعتقدات وطرق التقرب من الآلهة في هذه المنطقة من سورية. ولعلها تعاويذ قدمها السكان إلى المعبد تعبيراً عن تفانيهم لصد العدوان المحتمل الذي يهدد المدينة ولجلب الخير وإبعاد الشر. وثمة تمائم عُثر عليها في المعبد في شرفة العيون، تمثل حيوانات كالضفدع والقنفذ والدب والأسد وغيرها من التماثيل والتمائم».

تل براك على غوغل إيرث

وعن اللقى الأثرية عرج "بغدو" قائلاً: «عثر في هذا الموقع على لقى أثرية تعود إلى فترات تاريخية مختلفة كما عثر على رقم مسمارية تحوي معلومات عن عملية تدوين قرارات رسمية بحضور ملكين ميتانيين أبرزهما الملك "توشرات" المعروف بعلاقاته مع فراعنة مصر "امنفس" و"اخناتون" وفي ساحة الاحتفالات عثر على تمثال لثور جاثم له رأس إنسان وقد بينت الرقم المسمارية أن هذا التمثال كان رمزاً تعبيرياً للمتعبد في ساحة الإله "شمش" الذي خصص له هذا المعبد في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

غزا "الآشوريون" المدينة "الميتانية" مرتين فدمروها وتبين الأدلة الأثرية ان المستوطنة اللاحقة تمركزت في السهل المنبسط إلى الشرق من التل الرئيسي مع بعض البيوت على قمة التل. وأن وجود تمثال بازلتي ضخم لثور برأس إنسان دليل على قيام بناء ضخم استخدم لأغراض عامة خلال القرنين التاسع والعاشر قبل الميلاد».

  • تم تحرير المادة بتاريخ 2009.