يعتبر" تل الفخيرية" المتوضع بالقرب من مدينة "رأس العين"، من التلال الأثرية الهامة في الجزيرة السورية، فقد قدّمت التنقيبات التي جرت فيه العديد من المعلومات الهامة عن تاريخ هذه المنطقة، إضافة إلى تسليط الضوء على الحضارات التي سكنتها خلال عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية والكلاسيكية والإسلامية.

ولمعرفة المزيد عن هذا التل، التقى موقع eHasakeh الأستاذ "داني عبو" المجاز في علم الآثار والمتاحف من جامعة دمشق والذي شارك في أعمال العديد من البعثات التنقيبية في المنطقة حيث تحدث لنا بالقول: «يقع تل الفخيرية على بعد حوالي 85 كم شمال غرب مدينة "الحسكة"، وعلى بعد 200 م فقط جنوب مدينة رأس العين الحالية. أما مراحل عمليات التنقيب في هذا التل فيمكن أن نجدها في كتاب (مئة وخمسون عاماً من البحث الأثري في الجزيرة السورية) للدكتور "عبد المسيح بغدو" مدير دائرة آثار الحسكة الذي يذكر فيه: "بدأت أعمال التنقيب في تل الفخيرية أول الأمر من قبل بعثة أميركية برئاسة " كالفن ماك أيوين" عام 1940 م، حيث قامت بفتح تسعة أسبار. (1)

يقع تل الفخيرية على بعد حوالي 85 كم شمال غرب مدينة "الحسكة"، وعلى بعد 200 م فقط جنوب مدينة رأس العين الحالية. أما مراحل عمليات التنقيب في هذا التل فيمكن أن نجدها في كتاب (مئة وخمسون عاماً من البحث الأثري في الجزيرة السورية) للدكتور "عبد المسيح بغدو" مدير دائرة آثار الحسكة الذي يذكر فيه: "بدأت أعمال التنقيب في تل الفخيرية أول الأمر من قبل بعثة أميركية برئاسة " كالفن ماك أيوين" عام 1940 م، حيث قامت بفتح تسعة أسبار. (1) ويمكن أن نتعرف بوضوح على نتائج أعمال البعثة الأثرية الأمريكية من خلال كتاب بعنوان: (SOUNDINGS AT TELL FAKHARIYAH) لمدير البعثة الأمريكية التي عملت في تل الفخيرية "كالفن ماك أيوين" وهو كتاب باللغة الإنكليزية. (*) ويضيف د."بغدو"، أنه فيما بعد عملت بعثة أثرية ألمانية برئاسة "أنطون مورتكات" ما بين عامي (1955– 1956 م) بهدف تفحص تتابع الطبقات في مختلف الأسبار دون أن تجري كشفاً عن مساحات واسعة. وقد أكد هذا التنقيب أن الموقع كان مأهولاً خلال الألف الثاني قبل الميلاد. (2)

ويمكن أن نتعرف بوضوح على نتائج أعمال البعثة الأثرية الأمريكية من خلال كتاب بعنوان: (SOUNDINGS AT TELL FAKHARIYAH) لمدير البعثة الأمريكية التي عملت في تل الفخيرية "كالفن ماك أيوين" وهو كتاب باللغة الإنكليزية. (*)

الأستاذ داني عبو

ويضيف د."بغدو"، أنه فيما بعد عملت بعثة أثرية ألمانية برئاسة "أنطون مورتكات" ما بين عامي (1955– 1956 م) بهدف تفحص تتابع الطبقات في مختلف الأسبار دون أن تجري كشفاً عن مساحات واسعة. وقد أكد هذا التنقيب أن الموقع كان مأهولاً خلال الألف الثاني قبل الميلاد. (2)».

وعن المكتشفات في هذا التل الأثري يضيف "عبو": «يقول الدكتور "علي أبو عساف" في مقالته التي نشرها في "مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية" تحت عنوان "دمية الملك هدد يسعي ملك جوزن"، أنه لاحقاً وبنتيجة الصدفة، كانت آلية تابعة لبلدية رأس العين تقوم بنقل بعض التراب من التل، تم العثور على تمثال الملك "هدد يسعي" خلال شهر شباط من عام 1979 م. وقد نقش عل التمثال نص ثنائي اللغة (آرامي– آشوري) يشيران إلى أن الدمية قد نصبت في معبد هدد. ويتألف النص الآرامي من 23 سطراً، نقش على الوجه الخلفي للتمثال، أما النص الآشوري فيتألف من 38 سطراً وقد نقش على مقدمة التمثال بين المحزم وأهداب الثوب. ويبلغ ارتفاع التمثال الكلي 200 سم، أما عرضه فيبلغ 50 سم عند الكتفين و35 سم عند الحزام. ويمكن أن نقرأ بعض الأسطر الآرامية حيث تقول:

تمثال الملك الآرامي هدد يسعي

1- دمية هديسعي التي نصبها قدام هدد سكن (أي هدد السيكاني). (3)

ويذكر "بغدو" أن التمثال منحوت من الحجر البازلتي وهو يعود للملك (هدد يسعي) الذي حكم أواخر القرن التاسع وأوائل القرن الثامن قبل الميلاد. وتشير الكتابة إلى أن اسم المدينة كان /سيكاني/ وإن التمثال نصب أمام معبد إله الطقس من /جوزانا/ تل حلف، وذلك في مدينة /سيكاني/. (4)

تمثال الجندي الروماني الذي عثر عيله في تل الفخيرية

كما يضيف الدكتور "علي أبو عساف" في كتابه (الآراميون تاريخاً ولغة وفناً) أن التمثال هو للملك "هدد يسعي بن شمشي نوري" وأنه قد نذره للرب هدد، وقد نصبه في معبده بمدينة سيكاني، ونقرأ في النص أن شمش نوري كان ملك جوزن، وهدد يسعي ملك جوزن وسيكاني وأزران. (5)

لاحقاً وبنتيجة حت الأمطار في الجهة الشمالية من المدينة المنخفضة عام (1996م) برز جزء من تمثال للعيان، فأجرت بعثة أثرية سورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف برئاسة الدكتور "عبد المسيح بغدو" حفريات في الموقع، فكان أن كشفت عن سويتين أثريتين فيهما جدران مبنية من مادة الحجر تعود إلى كل من الفترة البيزنطية- الرومانية. احتوت السوية الأولى على جرة مصنوعة من مادة البرونز بداخلها مجموعة من اللقى الهامة من ضمنها ست قطع نقدية مصنوعة من الذهب تعود إلى فترة حكم الإمبراطور البيزنطي فوكاس /602– 610 م/. وضمّت السوية الثانية تمثالاً لإمبراطور روماني يرتدي ملابس عسكرية، وهو مصنوع من حجر المرمر بطول (210 سم)، رأسه وذراعاه مفقودان، ويعتقد أنه أقيم في القرن الثاني الميلادي. (6)

أما في عام 2001 م، فتم الترخيص رسمياً لبعثة أثرية سورية- ألمانية مشتركة، برئاسة الدكتور "عبد المسيح بغدو" من الجانب السوري، و"ألكسندر بروس" عن الجانب الألماني، تمكنت من خلال الأسبار وأعمال التنقيب المنهجي في الموقع من تحديد الفترات التاريخية التي مرت عليه وهي: فترة الحضارة الآشورية الوسطى والحديثة- الفترة الآرامية- الفترة الهلنستية- الفترة الرومانية- فترة الحضارة العربية الإسلامية. وقد قدمت نتائج التنقيب واللقى المكتشفة معلومات مهمة، حيث تم العثور على نقد برونزي للقيصر البيزنطي "جوستينوس الثاني" (565– 578 م) وكسرة نقد "لتيودوسيوس" الذي حكم بين عامي (379– 395 م) وذكر أن القرية /ريسانيا/ رأس العين، رقيت في سنة (380 م) إلى مرتبة مدينة، وتغير اسمها فأصبحت "تيودوسيوبوليس". وقد توقف العمل في الموقع حتى عام (2006 م) حيث تم الترخيص مجدداً لبعثة أثرية سورية- ألمانية مشتركة برئاسة الدكتور "عبد المسيح بغدو" عن الجانب السوري، و"دومنيك بوناتز" عن الجانب الألماني. وهي تعمل حتى الآن في الموقع وقد نشرت عدة مقالات حول نتائج التنقيب في هذا التل.(7)».

إذاً يمكن القول إن تل الفخيرية قدم لنا العديد من التوضيحات الهامة، وذلك من خلال الاكتشافات التي تحققت فيه، وخاصة من الناحية المعمارية، واللقى الأثرية، إضافة إلى أن التمثال أغنى معلوماتنا عن مملكة "جوزن" الآرامية أيضاً، حيث وصف "هدد يسعي نفسه" بأنه ملك "جوزن وسيكاني وأزران".

المراجع:

(1)- (2)- (4)- (6)- (7): بغدو، عبد المسيح: مئة وخمسون عاماً من البحث الأثري في الجزيرة السورية من ص 205 – 211)

(3) أبو عساف، علي: دمسة الملك هدد يسعي ملك جوزن، مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية، مجلد 32، 1982، ص 35 – 58.

(5) أبو عساف، علي: الآراميون تاريخاً ولغة وفناً، دار الأماني، طرطوس، 1979، ص 27.

(*) CALVIN W. McEWAN, SOUNDINGS AT TELL FAKHARIYAH, CHICAGO, 1958.