تحول النهر "الصغير" إلى مكان يعجّ بالحركة والمتعة منذ أن بنيت قرية "عين ديوار" على أطرافه، فأحاطته أعداد هائلة من الأشجار المنوعة، وحوله مساحات واسعة للراحة وقضاء ساعات طويلة في أحضان الطبيعة، وبات المكان الخصب لممارسة السباحة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 2 حزيران 2018، زارت النهر "الصغير" في قرية "عين ديوار" التابعة لمنطقة "المالكية" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 100كم، ورصدت أجواء النهر وما يحيط به؛ من خلال حديث "نور الدين زكي طيب" من أهالي المنطقة، الذي قال: «نحن مجموعة من الشباب، نجتمع معاً من منطقة "المالكية"، نحضر دائماً لزيارة هذا النهر، خاصة أيام العطل، لا يهم إذا كان الفصل شتاء أو ربيعاً، فمجرد عدم وجود البرد القارس، نتهيأ جيداً، ونعدّ العدة للأكل والشراب واللعب والمرح، ونتجه منذ الصباح الباكر إلى النهر، لنمارس طقوسنا في الاستمتاع بالطبيعة. ونحرص عندما يزورنا ضيوف من مناطق مختلفة من المحافظة، لكي يكونوا حاضرين في هذه الجولات، فنتجه معاً قبيل شروق الشمس إلى تلك المنطقة، ونقضي أجمل اللحظات حتى موعد غروبها، فقد تحول النهر "الصغير" في ربوعنا إلى نقطة اصطياف وسياحة».

نحن مجموعة من الشباب، نجتمع معاً من منطقة "المالكية"، نحضر دائماً لزيارة هذا النهر، خاصة أيام العطل، لا يهم إذا كان الفصل شتاء أو ربيعاً، فمجرد عدم وجود البرد القارس، نتهيأ جيداً، ونعدّ العدة للأكل والشراب واللعب والمرح، ونتجه منذ الصباح الباكر إلى النهر، لنمارس طقوسنا في الاستمتاع بالطبيعة. ونحرص عندما يزورنا ضيوف من مناطق مختلفة من المحافظة، لكي يكونوا حاضرين في هذه الجولات، فنتجه معاً قبيل شروق الشمس إلى تلك المنطقة، ونقضي أجمل اللحظات حتى موعد غروبها، فقد تحول النهر "الصغير" في ربوعنا إلى نقطة اصطياف وسياحة

بدورها "مهدية سيد خليل" من ريف "المالكية"، تحدّثت عن خصوصية النهر "الصغير" في منطقتها، والزيارات التي تقوم بها مع أفراد أسرتها إلى تلك المنطقة، وقالت: «منذ مطلع شهر نيسان حتى نهاية شهر أيلول، هناك زيارات كل يوم جمعة إلى النهر "الصغير"، نتناول طعام الإفطار والغداء على جنباته، إضافة إلى جلسات أسرية، منها ما هو خاص بالنساء، وأحياناً جلسات مشتركة، فيها المرح والضحك. ومرات أخرى نتناقش في قضايا أسرية ومجتمعية، ونحل المشكلات وسط هذه الطبيعة الساحرة. ويمارس الشباب ألعاباً مختلفة، أغلبها في السباحة، حتّى الأطفال لهم حصة من السباحة وألعاب شعبية أخرى. أمّا الفتيات، فبعد أن يجهزن موائد الطعام، يقمن أيضاً باللعب الهادئ، ومناقشة أمور تربوية فيما بينهن. تلك اللحظات التي نقضيها في ربوع تلك البقعة لا تنسى، ونتذكرها على مدار السنة، حتى يحين موعد العودة من جديد إلى النهر».

النهر مسرح للسباحة والمرح

الباحث في تاريخ المنطقة "عمر إسماعيل" ابن قرية "عين ديوار"، تحدّث عن مزايا تخص ذلك النهر، بالقول: «عمره بعمر المنطقة، يستأنس الجميع به، ومنذ نهاية الستينات وأنا أجمع ذكريات خاصة وعامة عند ضفتيه، وفي فصل الربيع تكون أهم نقطة اصطياف على مستوى المنطقة، وفي أيام الصيف تحديداً، يجتمع عدد كبير من أبناء القرية والقرى المجاورة الذين تراوح أعمارهم ما بين 14-50 عاماً، ويمارسون هواية السباحة ضمن طقوس معينة ومرتبة، فالملابس توضع في أماكن خاصة، ولكل فئة مكان مخصص للسباحة، بعض الشباب كانوا يقطعون نحو 3كم سباحة، يستمرون بالسباحة فيه لساعات طويلة، ويكون الخروج أحياناً لتناول قطع الحلوى أو الطعام، وقد تكون قطعة من "البطيخ" اللذيذ، الذي كان يكثر في السهول التي تجاوره. وأذكر أنه في بعض الأحيان كان النهر يفيض كثيراً، وتصعب السباحة، لكن الشباب كانوا يغامرون، وقد أصبح كثيرون منهم سباحين ماهرين، وانتسبوا إلى أندية المحافظة بلعبة السباحة، وشاركوا بمسابقات محلية عديدة، وحقق بعضهم نتائج مميزة».

جانب من طبيعة "عين ديوار" الجميلة