أكثر من 90 حصاناً من الخيول العربية الأصلية، ضمن مزرعة في ريف "اليعربية"، شاركت بالمسابقات العربية والمحلية، ونالت جوائز عديدة، وأضافت جمالية واهتماماً إلى المنطقة برمتها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 كانون الأول 2017، خلال زيارتها إلى قرية "رجم العيار" في ريف "اليعربية" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 66كم، دخلت مزرعة الخيل العربية الأصيلة، التي لا مثيل لها في المنطقة، وهي قديمة جداً، يعدّها أبناء المنطقة إرثاً عظيماً لهم، حيث قال المزارع "صالح محمد علي" من قرية "قلعة الهادي الغربية": «المزرعة تنتمي إلى أسرة عريقة تهتم بالأصالة والتاريخ، وأعطت رعاية كبيرة للخيول العربية، وهي بالدرجة الأولى متنفس لعشرات القرى والمناطق، يزورها الأهالي يومياً من مختلف القرى والمناطق، فيتعرفون إلى أنواع الخيل، خاصة الأصيلة منها. أمّا ركوب الخيل عند الشباب، فهو ظاهرة يومية، وهي أيضاً ضرورية، لكونها رياضة من الرياضات، والمنطقة تفتقر إلى تلك الرياضة، حيث ساهمت المزرعة بدرجة كبيرة في نشر ثقافة الحفاظ على الخيل وتعلم الركوب والسباق. إضافة إلى ذلك، فالمزرعة نقطة التقاء بين الأهالي، وتزداد العلاقات الاجتماعية في ربوعها متانةً».

مجموع البطولات التي شاركنا فيها حتى الآن 222 بطولة محلية وعربية، ونملك 222 كأساً لمراكز متنوعة توجنا بها، ولدينا حصان اسمه "جرناس" هو بطل وبناته بطلات، وفي مسابقة محلية بـ"الديماس" عام 2006، حقق رقماً قياسياً جديداً، حيث قطع مسافة 1600 متر بزمن دقيقة و36 جزءاً من الثانية، والأهم أن الخيول تحظى بالرعاية والعناية ودعم من كافة النواحي، وخاصة من ناحية الطبابة، في سبيل الحفاظ على عراقتها وأصالتها

بدوره "فاضل حسن الدندح" المشرف على المزرعة حالياً، والمشارك بعشرات المسابقات المحلية والعربية، من خلال الخيول الموجودة، تحدّث عن كل تفاصيل المزرعة بالقول: «المزرعة عائدة إلى الشيخ "دهام أحمد الهادي"، عمرها بعمر أجداده، فقد كانت للجد، ثم انتقلت إلى الأب، وحالياً للشيخ "دهام". تمّ تسجيل أول رأس للخيل ضمن لجنة من منظمة "الواهو" عام 1986، تلك المنظمة العالمية "waho" الخاصة بالخيل. هناك خيول نادرة ضمن المزرعة أهمها "الهدب"، وهو نوع قديم جداً، يعود بسلالته إلى دور الصحابة، وهذا النوع وعلى مستوى المنطقة العربية موجود ضمن هذه المزرعة فقط، وتجدر الإشارة إلى أنّ أكثر من تسعين رأساً من الخيل ضمن المزرعة، بأنواع وأصناف عديدة، حيث شاركت بمسابقات ومنافسات محليّة وعربيّة. وقد عُرض على أصحابها منذ زمن بعيد، ومن مختلف الدول العربية، بيع أنواع منها، لكنهم رفضوا ويرفضون حتّى يومنا هذا، ولا يمكن التفريط بأي رأس منها».

اهتمام كبير من شباب القرية بالخيل

وعن بعض المشاركات، وأسماء بعض الخيل، يتابع "فاضل الدندح": «أنواع كثيرة للخيل الأصيلة ضمن المزرعة، فـ"الهدب انزحي" بالدرجة الأولى، إضافة إلى "كحيلات الربدة"، و"كحيلات الواطي"، إلى جانب "سعدة طوكان"، و"حمدانية بن غراب"، وتضاف إليها: "عبيد سحيلي، منشية الأقرع"، شاركتُ من خلال ما ذكر من الأسماء السابقة بأكثر من مسابقة للخيل في محافظات "اللاذقية، حمص، دمشق، الرقة، دير الزور"، ودائماً المراكز الأولى كانت من نصيب خيولنا، حتّى إن المتسابقين من جميع المحافظات الذين يشاركون معنا، يشهدون لنا بقوة المنافسة، ويعترفون بعراقة خيولنا، وأصالتها. أمّا في المسابقات الخارجية، فكانت لنا منافسات على الصعيد العربي، أهمها في "مصر"، و"الأردن"، ففي "مصر" شاركنا في سباق كبير لأول مرّة بمسافة 20كم، وكان خيلنا ضمن العشرة الأوائل».

ويختتم الفارس "فاضل" حديثه عن خيل المزرعة بالقول: «مجموع البطولات التي شاركنا فيها حتى الآن 222 بطولة محلية وعربية، ونملك 222 كأساً لمراكز متنوعة توجنا بها، ولدينا حصان اسمه "جرناس" هو بطل وبناته بطلات، وفي مسابقة محلية بـ"الديماس" عام 2006، حقق رقماً قياسياً جديداً، حيث قطع مسافة 1600 متر بزمن دقيقة و36 جزءاً من الثانية، والأهم أن الخيول تحظى بالرعاية والعناية ودعم من كافة النواحي، وخاصة من ناحية الطبابة، في سبيل الحفاظ على عراقتها وأصالتها».