رغبة كبيرة من محبّي الصيد بالذهاب إلى سدّ "الجوداية" لقضاء ليلة ممتعة وطويلة على جنباته؛ فإلى جانب صيد الأسماك، يشعرهم بالمتعة والسعادة والانشراح.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 16 آب 2016، رصدت أجواء النشاط في سدّ "الجوادية" الذي يبعد عن مدينة "القامشلي" 63كم، حيث حيوية وبهجة الشباب، الذين يستغرق تجمعهم عند السدّ منذ العصر حتى فجر اليوم التالي، وعن ذلك تحدّث لنا الشاب "شكري وحيد": «نعدّ تلك الأجواء والرحلة هواية، ومن أجمل وأغلى الهوايات عندنا، تعوّدنا ذلك منذ سنوات عدّة، حيث اتّفقنا نحن مجموعة من الشباب أن نقضي يوماً من كل أسبوع عند سدّ "الجوادية"، يكون الهدف الرئيس والأساسي هو الصيد، لكن إلى جانب الصيد نمارس أنشطة وطقوساً فنية وترفيهية هي الأهم عندنا، وقبل الذهاب إلى الموقع، نقوم بتوزيع المهام والواجبات على بعضنا، وكلّ ينفذ ما يقع على عاتقه من دور، فهناك من يبدأ تجهيز الأكل، والآخر يجهز الشاي، وشاب آخر يجهّز مقبلات الطعام، وهناك من يعدّ ويجهز الخيمة التي تكون مخصصة لوضع الوسادات وعدة الطعام ضمنها، ونادراً ما ينام في أحضانها أي شخص، فالهدف ليس النوم ولا للحظة واحدة».

نعدّ تلك الأجواء والرحلة هواية، ومن أجمل وأغلى الهوايات عندنا، تعوّدنا ذلك منذ سنوات عدّة، حيث اتّفقنا نحن مجموعة من الشباب أن نقضي يوماً من كل أسبوع عند سدّ "الجوادية"، يكون الهدف الرئيس والأساسي هو الصيد، لكن إلى جانب الصيد نمارس أنشطة وطقوساً فنية وترفيهية هي الأهم عندنا، وقبل الذهاب إلى الموقع، نقوم بتوزيع المهام والواجبات على بعضنا، وكلّ ينفذ ما يقع على عاتقه من دور، فهناك من يبدأ تجهيز الأكل، والآخر يجهز الشاي، وشاب آخر يجهّز مقبلات الطعام، وهناك من يعدّ ويجهز الخيمة التي تكون مخصصة لوضع الوسادات وعدة الطعام ضمنها، ونادراً ما ينام في أحضانها أي شخص، فالهدف ليس النوم ولا للحظة واحدة

أمّا "محمّد صديق محي الدين" من شباب مدينة "القامشلي" الذي يتجه إلى السدّ المذكور نهاية كل أسبوع، مع نخبة من أصدقائه، ويجد في تلك النقطة علامات كثيرة للسعادة، وأضاف بجملٍ أخرى: «نقوم بتنفيذ أكثر من نشاط رياضي على المساحات الموجودة من السدّ، إلى جانب مسابقات وألعاب كثيرة، وكل نشاط وأي فقرة محدد لها زمن معين؛ لأن ساعة الغروب وما بعدها حتّى الفجر، لا يمكن ممارسة لعبة رياضية أو مسابقة ترفيهية، وبعد تناول طعام العشاء، نأخذ قسطاً من الراحة، ومعظمنا يحملون عدة الصيد ويجلسون بجانب النهر، لنبدأ تنفيذ المهمّة الرئيسة وهي الصيد، وهنا أيضاً تكون المنافسة الطيبة بين الأصدقاء ليعرف كل شخص عدد الأسماك التي قام بصيدها، وصاحب أكبر رقم هو الأمهر والأكثر خبرة في عالم الصيد، وكحافز معنوي لصاحب المركز الأول، يُعفى من المهام الأخرى، كالغسل والطبخ والمشاركة بتجهيز الطعام أو الشراب، وكل ذلك للمرة القادمة، والسعادة تغمره ويكاد يطير فرحاً لهذا التكريم والتتويج».

"البابور" في رحلة الصيد

الشاب "عدنان حسين" من ريف "اليعربية" يتحدث عن مرافقته لعدد من شباب المنطقة إلى سدّ "الجوادية"، يقول: «لستُ من هواة الصيد نهائياً، لكنني سمعت مراراً من الصيادين عن الأجواء المرافقة لتلك الرحلة، فكان القرار أن نعيش معهم ليلة من تلك الليالي التي يُحكى عن متعتها الكثير، وبالفعل تحققت لي الزيارة، ورصدتُ كل ما قيل ويقال عن أجوائهم الجميلة، ولم نتردد في المشاركة في الألعاب الرياضية، خاصة كرة القدم، والطائرة، لكن الصورة الأجمل هي لحظات الصيد، التي تختار السكون والهدوء والصمت، والليل يكون في منتصفه، وتخرج صنارة من هنا وهي تحمل غنيمة، وصنارة أخرى من هناك فارغة من أي شيء، ويكرر صاحبها المحاولة حتى ينجح بصيد سمكة، ومن لا يمارس الصيد من الشباب يقوم بالتسلية وتنفيذ عمل آخر، سواء بشرب المشروب الساخن أو البارد، أو دردشة في موضوع أدبي أو ثقافي أو علمي، وقد يأخذ عدداً منهم وقتاً للمسير على أطراف السدّ، الذي يشعرهم براحة البال، خاصة في اللحظات الأخيرة من الليل، وقبيل إشراقة الشمس، وتبقى للرحلة الذكرى الأغلى في النفس».

الصيد من المهام الرئيسة