تحلو "السيارين" والرحلات إلى قرية "الريحانية" الواقعة في "ريف المالكية" في أيام العطل والأعياد، وتعدّ وجهة الكثيرين من أبناء الجزيرة السورية، لقضاء ساعات المتعة والترفيه بين أحضانها وجمالها من ينابيع وأشجار ووديان.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 2 تموز 2016، وخلال زيارتها لقرية "الريحانية"، رصدت أعداداً كبيرة من الأهالي حلّوا على ديارها يقضون فيها ساعات طويلة، خاصة أيام العطل الرسمية، التي يعدها الموظفون والعمّال فرصة ضرورية للتمتع بتلك الطبيعة الخلّابة؛ هذا ما قاله "مصطفى محمّد" من أبناء مدينة "القامشلي"، وأضاف: «في هذه الأوقات من السنة تكون حرارة الجو مرتفعة جداً، وخاصة في المدن، لذلك مع إعلان بداية أولى ساعات العطلة الرسمية أتوجه مع كامل أفراد الأسرة إلى قرية "الريحانية" التابعة لمنطقة "المالكية" التي تبعد 110كم عن مدينة "القامشلي"، ففيها جوّ رائع، حيث تكسو أرضها الأشجار الخضراء الباسقة، وتشاهد الينابيع المتفجرة، إضافة إلى خضار الأرض هناك، لكون المنطقة زراعية، كل ذلك يساهم ببرودة الجو، والأجمل في المساء عندما نجتمع في جلسة عائلية اجتماعية ضمن حرم الدار، وعلى البساط الأخضر، ويتم تناول الشاي وغيره من المشروبات، ونسمات الهواء تلامسنا بمتعة وانشراح، أمّا بعد منتصف الليل، فيكون النوم على السطوح في أجواء ليلية باردة ومنعشة للغاية، لتكون كل الأجواء بين الطبيعة المثالية».

طوال فصل الصيف، لنا زيارات شبه يومية إلى قرية قريبة منّا، لأنها بحكم الطبيعة، خضراء وكثيرة الينابيع، واليوم وجهتنا كانت صوب "الريحانية"، ذهبنا أثناء العصر لتناول طعام الغداء هناك، والبقاء حتى غروب الشمس والعودة إلى الدار، علماً أنّ أهل الريف بأكملهم وبمجرد ذهاب أسرة أو مجموعة إلى مناطقهم يذهبون إليهم، ويعرضون عليهم ما يحتاجون إليه من طعام وشراب، حتى إنهم يعرضون عليهم النوم في ديارهم؛ من خلال هذه المواقف الطيبة، بنيت علاقات اجتماعية مثالية، وتطورت لتصل إلى أبعد درجات القرابة الاجتماعية، بيننا وبين أهالي قرية "الريحانية" وتعرفنا إلى كل طقوس وعادات وتاريخ قريتهم، وما فيها من أحداث تاريخية واجتماعية قديمة

أمّا الحاج "حسين المحمود" من أبناء قرية "قلعة الهادي الغربية" التابعة إلى بلدة "اليعربية" التي تبعد 66كم عن مدينة "القامشلي"، فذكر عن علاقته بقرية "الريحانية" بالقول: «في كل عيد نجتمع مع كل أفراد الأسرة، وبعد أن نقوم بواجباتنا الاجتماعية نقصد قرية "الريحانية"، فهي غاية في الجمال والروعة، وتظهر عليها صور من الإبداع وراحة البال، نكون فيها منذ الصباح الباكر لأن الهدف أن نكون مع ساعات الصباح الأولى لتناول طعام الإفطار، وبعد ذلك نعدّ العدة لتجهيز وجبة الغداء، وضمن تلك الأوقات يمارس الأطفال والشباب هواياتهم وألعابهم، بعيداً عن التوتر، وفي مساحات مفتوحة للفرح والتسلية والمتعة، وتتخذ النسوة حلقة دائرية لتجهيز الطعام والشراب، وتناول الأحاديث الخاصة بهن، وإعادة ذكريات الماضي، مع وجود فواصل ترفيهية ينفذها الشباب، سواء بالمسابقات الرياضية أو الألعاب، وحتى السباحة، فكثير من القرى هناك تكون فيها ينابيع كثيرة مخصصة للسباحة، أحياناً كثيرة يكون النوم في تلك المنطقة، بعد أن نكون قد أخذنا عدة النوم كاملة، وتكون الساعات هناك ثمينة للغاية، فهي تنعش النفس بالدرجة الأولى، وتقدم فرحة كبيرة للجميع، خاصة الأطفال، الذين يستحقون الفرح في كل لحظة ضمن الظروف العامة التي نعيشها».

إلى ريف المالكية

من أبناء "المالكية" الحاج "خليل سيد رسول" تحدّث عن زيارته وأسرته إلى قرية "الريحانية"، لأسباب يعدّها في غاية الأهمية، يقول عن ذلك: «طوال فصل الصيف، لنا زيارات شبه يومية إلى قرية قريبة منّا، لأنها بحكم الطبيعة، خضراء وكثيرة الينابيع، واليوم وجهتنا كانت صوب "الريحانية"، ذهبنا أثناء العصر لتناول طعام الغداء هناك، والبقاء حتى غروب الشمس والعودة إلى الدار، علماً أنّ أهل الريف بأكملهم وبمجرد ذهاب أسرة أو مجموعة إلى مناطقهم يذهبون إليهم، ويعرضون عليهم ما يحتاجون إليه من طعام وشراب، حتى إنهم يعرضون عليهم النوم في ديارهم؛ من خلال هذه المواقف الطيبة، بنيت علاقات اجتماعية مثالية، وتطورت لتصل إلى أبعد درجات القرابة الاجتماعية، بيننا وبين أهالي قرية "الريحانية" وتعرفنا إلى كل طقوس وعادات وتاريخ قريتهم، وما فيها من أحداث تاريخية واجتماعية قديمة».

أجواء جميلة