كثرة الإقبال على شراء الأقمشة من قبل الأهالي في مدينة "القامشلي" في الماضي القريب، كان السبب المباشر ليعلن "قيصرية المركزي" عن تخصصه بالأقمشة، الذي ولدت فيه الكثير من العلاقات الاجتماعية المميزة.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 شباط 2016، زارت "قيصرية المركز القديم" في مدينة "القامشلي"، للتعرف إلى أجوائه وطقوسه، وتعدد المهن الموجودة فيه، فكانت الوقفة الأولى مع "محمّد الإسماعيل" أحد زوّار المكان والقادم من منطقة "اليعربيّة"، ليتحدّث عن العلاقة التي تجمعه مع المكان الحالي، ويقول: «قبل خمسة وعشرين عاماً، كانت زيارتي الأولى للمكان، كنت بحاجة إلى قطعة قماش، فحصلت على الطلب بسرعة فائقة، لوجود العديد من الأصناف والأشكال والألوان، حكماً الأسعار تقريباً واحدة، لتخصص المكان كلّه بالأقمشة، والأهم بالنسبة للشباب أنّ الطابق الأرضي مخصص للخياطة الرجالية، وهي ميزة في غاية الأهمية، يعني أننا سنحصل على اللباس كاملاً وجاهزاً، من شراء القماش وخياطته بمكان واحد، وهو ما يهمنا كأبناء الريف، حيث ننجز عملنا في مكان واحد، بعيداً عن التجوال الكثير.

السوق قبل ولادته كان عبارة عن بيت عربي قديم جداً، لصاحبه المرحوم "فرج موشي"، وتم بيعه منتصف السبعينيات لـ"غازي برو"، وقد حوله إلى سوق بطابقين يضم 34 محلاً، وتوجه عدد من الأشخاص لاستثمار تلك المحال لبيع الأقمشة، لحاجة المدينة إلى تلك المادة وندرتها في ذلك الوقت، وبعد أربع أو خمس سنوات، توجه عدد من أبناء عائلة "الحاج طاهر" لاستثمار الطابق الأرضي وعدد من محاله في الخياطة، لأنها المهنة الأقرب إلى الأقمشة، وبعد مدة من الزمن، كانت المحال العلوية بمجملها للقماش، والسفلية بأكملها للخياطة. تبلغ المساحة الإجمالية لـ"القيصرية" ما يقارب 25م×20م، علماً أنه حتى الثمانينيات كان سعر المحل لم يتجاوز 190 ألف ليرة سورية، لكنه اليوم تحول إلى أهم منطقة تجارية في المدينة؛ لأنه يقع على امتداد شارع "الحمام"، ومقابل مجلس البلدية تماماً

والميزة الأخرى أن هذا المكان يقع في قلب السوق المركزي، والوصول إليه سهل جداً، بمجرد الوصول إلى السوق، كل ذلك كان سبباً ليتعرف إليه شباب المنطقة بمساحتها الشاسعة، وكثيرة هي المرات التي التقينا بعضنا بعضاً في سوق الأقمشة، وقد تكوّنت علاقة اجتماعية طيبة مع الخيّاطين وبائعي الأقمشة، وبات الحال واحداً، والتعارف في أعلى درجات المحبة والإخاء، بل وصلت إلى زيارات عائلية فيما بيننا».

أنيس مديوايه

كان لـ"أكرم عبد الله" أحد الخياطين في السوق، حديث عن مكان وجوده وطبيعته، ويقول: «مع منتصف الثمانينيات وجد في السوق المقسّم إلى قسمين، الطابق العلوي وهو خاص ببيع القماش فقط، والطابق السفلي مخصص للخياطة الرجالية، وضمن كل طابق 17 محلاً، وهناك ضمن حرم "القيصرية" مهن أخرى كمكواة الملابس، وبيع الأحذية وأدوات الزينة والتجميل، لكن التخصص الأغلب للمهن ضمن الطابقين، ومازال هناك رموز وإشارات ضمن السوق تعبر عن قدم وعراقة والتاريخ البعيد له؛ مثل الجدران التي تعبر عن قدمها، ومع منتصف الثمانينيات تمّ تحويل أرضية "القيصرية" من الطين إلى البلاط، وجميعنا الآن بات له عشرات السنين هنا، كل تلك السنوات مبنية على الحب والتعارف والأخوة، بين الباعة والخياطين والزوّار، الذين يزورنه من كل المناطق والقرى والبلدات التابعة للمدينة، حتّى بعض الزوار من خارج المحافظة، يزور "القيصرية" بهدف التعرف إلى الأقمشة التي ترمز إلى الفلكلور الجزراوي، وتوجد بكثرة فيه، خاصة أوقات المناسبات».

أمّا "أنيس مديوايه" أحد أقدم رجالات مدينة "القامشلي"، فتحدّث عن السوق وتاريخه، ويقول: «السوق قبل ولادته كان عبارة عن بيت عربي قديم جداً، لصاحبه المرحوم "فرج موشي"، وتم بيعه منتصف السبعينيات لـ"غازي برو"، وقد حوله إلى سوق بطابقين يضم 34 محلاً، وتوجه عدد من الأشخاص لاستثمار تلك المحال لبيع الأقمشة، لحاجة المدينة إلى تلك المادة وندرتها في ذلك الوقت، وبعد أربع أو خمس سنوات، توجه عدد من أبناء عائلة "الحاج طاهر" لاستثمار الطابق الأرضي وعدد من محاله في الخياطة، لأنها المهنة الأقرب إلى الأقمشة، وبعد مدة من الزمن، كانت المحال العلوية بمجملها للقماش، والسفلية بأكملها للخياطة.

الطابق الأرضي للقيصرية

تبلغ المساحة الإجمالية لـ"القيصرية" ما يقارب 25م×20م، علماً أنه حتى الثمانينيات كان سعر المحل لم يتجاوز 190 ألف ليرة سورية، لكنه اليوم تحول إلى أهم منطقة تجارية في المدينة؛ لأنه يقع على امتداد شارع "الحمام"، ومقابل مجلس البلدية تماماً».