كثيرة هي مظاهر الجمال العمراني والطبيعي التي زيّنت سوق الصاغة مؤخراً، ليتحول في فترة قصيرة إلى بقعة تضفي المتعة لزوار السوق وأهله، وبات بما حوله نقطة للاستجمام.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 28 كانون الأول 2015، زارت سوق "الصاغة"؛ الذي يعد من أشهر وأجمل أسواق المدينة، والذي اكتسب مع الأيام اهتماماً بمظهره، والتقت "غريب محمّد" صاحب أحد محال السوق، فحدثنا بالقول: «عُمر السوق بهذه الصورة الجميلة التي يمتاز بها حديث جداً؛ فأنا منذ ثلاث سنوات في السوق، وخلال هذه المدة وما قبلها سعى أهل السوق إلى البحث عن كل ما هو مميز من أجل تحويل سوقهم الخاص بـ"الصاغة" إلى فسحة من الجمال وراحة البال، ويعود سر الوصول إلى هذا الهدف تعاون وتكاتف أبناء المنطقة والسوق تحديداً، رغبة منهم بأن تكون هذه المنطقة نظيفة وأنيقة.

ما يشهده السوق حالياً وفي فترة زمنية وجيزة، جعله يشبه الحديقة؛ فهناك النافورة، ومنظر تدفق المياه منها يمثل لوحة رائعة، وحول ذلك أماكن خاصة للجلوس وقضاء بعض الوقت للاستمتاع بمنظر الأشجار والزهور من حولهم، فالجلوس حول النافورة يضفي مسحة من الهدوء وانشراح الصدر، علماً أنه في السابق لم يكن هناك زوّار كثر للسوق، إلا من يرغب بشراء "الصاغة"، أما اليوم فنشاهد ونرى أن كل شخص يرغب في زيارته والمرور فيه، والشباب في أيام العطل يفضلون قضاء وقت طويل بالجلوس أمام تلك النافورة، مستغلين هدوء السوق وانخفاض زحمته في يوم عطلته

وعليه بادر كل شخص بما يستطيع؛ سواء بجلب باقات من الورد ووضعها جانب محله، وإضافة الإنارة الخاصة بالزينة، والأشجار الاصطناعية وزراعة الطبيعية أيضاً، والحفاظ على سقايتها وجمال خضارها، أمّا النظافة فهي حالة يومية عند الجميع، ولذلك انتقل هذا السوق سريعاً من حال إلى حال، ونجد أن بعضهم باتوا يفضلون الجلوس وقضاء أوقات راحتهم ضمن حرم السوق حتى لو لم يكونوا من أهله».

السوق بصورته الحالية

بدورها ربّة المنزل "خديجة العمر" وهي من قرية "أم الفرسان" التابعة لريف "القامشلي"، تحدّثت عن موضوع قضاء بعض الأوقات ضمن حرم سوق "الصاغة"، وذلك من خلال كلماتها الآتية: «ما يشهده السوق حالياً وفي فترة زمنية وجيزة، جعله يشبه الحديقة؛ فهناك النافورة، ومنظر تدفق المياه منها يمثل لوحة رائعة، وحول ذلك أماكن خاصة للجلوس وقضاء بعض الوقت للاستمتاع بمنظر الأشجار والزهور من حولهم، فالجلوس حول النافورة يضفي مسحة من الهدوء وانشراح الصدر، علماً أنه في السابق لم يكن هناك زوّار كثر للسوق، إلا من يرغب بشراء "الصاغة"، أما اليوم فنشاهد ونرى أن كل شخص يرغب في زيارته والمرور فيه، والشباب في أيام العطل يفضلون قضاء وقت طويل بالجلوس أمام تلك النافورة، مستغلين هدوء السوق وانخفاض زحمته في يوم عطلته».

وكان لنا حديث مع الكاتب التاريخي "أنيس حنا مديوايه" وهو من أوائل الكتّاب الذين دوّنوا عن تاريخ وسيرة مدينة "القامشلي"؛ حيث قدم لنا نبذة تاريخية عن السوق، منذ ولادته وحتى يومنا، بقوله: «هو من أقدم الأسواق في مدينة "القامشلي" وقد نشأ مع نهاية العشرينيات، وولادة المدينة كانت في العشرينيات، وقد كان السوق عبارة عن مجموعة من المحال المصنوعة من التراب، ولم يكن ضمنه إلا محل واحد لـ"الصاغة"، وبعض المهن والحرف الأخرى، وشيئاً فشيئاً ازدادت أعداد "الصاغة" في السوق، ليكون السوق كله مع منتصف الثلاثينيات خاصاً ببيع الذهب والصاغة، ومع بداية الأربعينيات كانت محال السوق قد انتقلت من التراب إلى الإسمنت، وكان دوماً يشهد إقبالاً كثيفاً للبيع والشراء، وخلال الفترة الماضية جميع الشوارع الفرعية التي ضمنه تزينت بحجر "اللوك" الخاص بالزينة، إضافة إلى علامات أخرى للجمال».

السيد أنيس حنا