كل عام وبموعد غير ثابت يعيد نفسه على البشر، ليعلن لهم انتهاء مرحلة الامتناع عن الطعام والشراب، ويطلق لهم موجات من الفرح في مضمار الحياة، فتكون الأسواق مرآة النفوس.

مدونة وطن "eSyria" جالت في أسواق المدينة بتاريخ 15 تموز 2015؛ لترصد حركة الأسواق وأحوال الناس في استقبال عيد الفطر، والتقت "حسن العلي" من سكان حي "النشوة"، فقال: «للعيد قدسية كبيرة لدينا؛ وهذا يتضح على وجوه الأشخاص، فقد كان الناس في "الحسكة" يستعدون منذ دخول العشر الأواخر لشهر رمضان، أما اليوم فيمكن أن تقتصر التحضيرات على اليوم الأخير، وهذا يرجع لعدة أسباب، أهمها الوضع الاقتصادي للناس، الذي يحد من قدراتهم الشرائية كما يقلص خياراتهم في البحث، لكن مع هذا وذاك تبقى أجواء العيد حاضرة في الشوارع، ويشارك في رسمها الصغار والكبار، فيجب أن نحافظ على عاداتنا في أيام العيد وألا نتأثر بالمحيط، لنحافظ ولو بالحد الأدنى على عادات ومكتسبات عاشت زمناً مع سكان هذه المحافظة».

أن الإقبال على شراء الحلويات يكاد يكون مشابهاً للأيام العادية، فقد اختفت عادة ضيافة "السكاكر والشوكولاتة" والمعجنات، واقتصرت على بعض أنواع الحلويات غير الغالية، التي غالباً ما يتم شراؤها للأهل نفسهم، كما أن المبيعات تناقصت بوضوح؛ بسبب امتناع الكثيرين عن الاحتفال بالعيد نظراً لما يمر به الوطن، مشيراً إلى أن أنظار الجميع تحن للعودة إلى أيام الماضي وممارسة طقوس الأعياد

وبيّن الدكتور "إلياس إسحاق": «أن عيد الفطر لا يقتصر على المسلمين، فوحدة الحال التي تعيشها المحافظة؛ تجعل من العيد مختلفاً بكل المقاييس، ففي السابق كان الأطفال المسيحيون يحتفلون جنباً إلى جنب مع المسلمين؛ اليوم لم تتغير العادة إلا أن أجواء العيد اختلفت، ويمكن القول إن البهجة تناقصت تناقصاً ملحوظاً في مراسيم الأعياد، لكن الإصرار الذي يبديه الجميع للاحتفال بالعيد، يجعل من هذه المناسبة فرصة للتزاور والتحادث وتناول الأطعمة، وها أنا اليوم أتماشى مع عيد الفطر وأشتري الحلويات، لنتشارك في عيد الفطر مع إخواننا؛ متمنين أن يعيده الله على وطننا بالخير والأمان».

إلياس إسحاق

وبيّن صاحب محل بيع الألبسة "محمد جبريني": «أن الوضع اختلف عن السابق من حيث كمية المبيعات، ففي مثل هذا الوقت كان من الواجب على الزبائن الانتظار بالعشرات حتى تأتي أدوارهم، كما أن تشكيلة الألبسة كانت أوسع من ناحية تأمين طلبات مختلف الشرائح العمرية، اليوم يقتصر اللباس على عدد غير كبير من الكبار، أما باقي المبيعات فتكون للأطفال الذين يعدّون العيد جزءاً لا يتجزأ من اللباس الجديد، لكن ما يجب التنويه إليه أن عادات العيد بدأت تتعافى من جديد، فهذا العيد هو أفضل بكثير من الأعياد في السنوات السابقة».

من جانبه أوضح صاحب محل بيع الحلويات "ناصيف خباز": «أن الإقبال على شراء الحلويات يكاد يكون مشابهاً للأيام العادية، فقد اختفت عادة ضيافة "السكاكر والشوكولاتة" والمعجنات، واقتصرت على بعض أنواع الحلويات غير الغالية، التي غالباً ما يتم شراؤها للأهل نفسهم، كما أن المبيعات تناقصت بوضوح؛ بسبب امتناع الكثيرين عن الاحتفال بالعيد نظراً لما يمر به الوطن، مشيراً إلى أن أنظار الجميع تحن للعودة إلى أيام الماضي وممارسة طقوس الأعياد».

جانب من عمليات البيع
حلويات العيد