بين زحمة الحياة ومتغيراتها وكثرة العرض والطلب أحياناً؛ وقلته أحياناً أخرى، يبقى الكتاب وحضوره في المشهد اليومي؛ خير جليسٍ للأنام، وميراث من لا ميراث له، محافظاً على صلته بالعارفين.

مدونة وطن "eSyria" زارت سوق الكتب بتاريخ 14 أيار 2015؛ لتقف عند وقع الكتاب على نفوس المثقفين، وما آلت إليه العلاقة فيما بينهما، والتقت "خوشابا إيشايا" من أهالي قرية "تل طويل" فقال: «أنا من المغرمين بالقراءة والكتب المعرفية، وأتخذ توجهاً في قراءتي للكتب الروحانية؛ فهي تغذي الجانب الباطني والإنساني، المتصل بوجدان الشخص وطريقة تفكيره ونظرته إلى الآخر، ولدي مكتبة تضم 100 كتابٍ قيّم، لكنَّ الظروف الراهنة حالت بيني وبين الوصول إليها، كما أن الظروف تغيرت عن السابق، ففي الماضي كنا نسأل عن الكتاب لنطمئن عن وجوده غير عابئين بسعره، أما اليوم فقد اختلفت المعادلة كثيراً؛ لأن أول ما يسأل عنه المثقف هو سعر الكتاب، لذلك يُلاحظ بعض التراجع في الإقبال على الشراء، عزز ذلك التراجع وصول الإنترنت إلى أغلب الأشخاص، إضافةً إلى عدم وصول كل ما يطلبه القارئ من عناوين إلى المكتبات المتخصصة».

أنه يعمل حالياً على جمع عناوين مختلفة لتكريم المعلمات في المدرسة، فهو يرى أن أفضل ما يمكن اقتناؤه أو تقديمه إلى الآخر هو الكتاب، ذلك الشيء الذي لا يفقد قيمته على مر الزمن، كما تعد هذه الفكرة إحياءً لثقافة القراءة ودعماً للتواصل بين القارئ والكتاب، ويمكن لمن سيتم تكريمهنَّ؛ أن يتبادلن الكتب فيما بينهن لتعم الفائدة على الجميع من دون تكلفة مضاعفة، لافتاً إلى أنه يعمل وبمساعدة بعض الشباب على إطلاق مشروع شبابي تحت عنوان "ورشة اقرأ"، وأنه سيكون مشروعاً عاماً يمكن للجميع المشاركة فيه وإبداء الآراء أو المساهمة في إثرائه

من جهته بيّن "محمد بشير" المشرف في مدرسة البر؛ ومدرس مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية: «أنه يعمل حالياً على جمع عناوين مختلفة لتكريم المعلمات في المدرسة، فهو يرى أن أفضل ما يمكن اقتناؤه أو تقديمه إلى الآخر هو الكتاب، ذلك الشيء الذي لا يفقد قيمته على مر الزمن، كما تعد هذه الفكرة إحياءً لثقافة القراءة ودعماً للتواصل بين القارئ والكتاب، ويمكن لمن سيتم تكريمهنَّ؛ أن يتبادلن الكتب فيما بينهن لتعم الفائدة على الجميع من دون تكلفة مضاعفة، لافتاً إلى أنه يعمل وبمساعدة بعض الشباب على إطلاق مشروع شبابي تحت عنوان "ورشة اقرأ"، وأنه سيكون مشروعاً عاماً يمكن للجميع المشاركة فيه وإبداء الآراء أو المساهمة في إثرائه».

خوشابا إيشايا

وأوضح "محمود درويش" صاحب مكتبة متخصصة ببيع الكتب: «أن الذي شجعه ليسلك هذا الخط هم مثقفو محافظة "دير الزور"، الذين أقبلوا على شراء الكتب فور وصولهم إلى المحافظة، كما أن نوعية القارئ لديهم مغايره لما عرفه في حياته، وعلى الرغم من قلة الوارد الذي يؤمنه بيع الكتاب، فهو لم يفكّر في تغيير عمله، خصوصاً مع تراجع المبيعات لعدد من الأسباب؛ أهمها هجرة المثقفين والقرّاء، وغلاء أسعار المعيشة والكتب في آنٍ معاً، يرافقه تراجع القدرة الشرائية عند الناس، مبيناً أنه يحاول تأمين الإصدارات الجديدة من الكتب، خصوصاً ذات الطلب المرتفع مثل الدينية والثقافية، وهذه الأخيرة هي لطلاب الجامعات التي يلجأ الكثيرون من الطلاب إلى تصوير حاجتهم بكاميرا الهاتف النقال، ولا يعارض هذا الأمر لأن عمله في هذا المجال ليس ربحياً بل من باب التشجيع على العلم».

بدروه قال "فراس الراشد" المخرج المسرحي وصاحب مكتبة: «أنا أرى إقبالاً على القراءة، بل تعطّشاً في البحث عن الكتاب، لكن في اتجاهٍ واحد وهو الاتجاه الأدبي، وأكاد أجزم أن الفتور الحاصل بين القارئ والكتاب، الذي حدّ من كم المبيعات عما كنا نشهده في السنوات السابقة، يرجع إلى عدة أسباب أهمها: هجرة عشاق القراءة والمثقفين، يليه عدم قدرتنا على تأمين الإصدارات الجديدة، التي يطلبها القارئ المزدوج الذي يطلّع على شبكة الإنترنت ويتابع جديد الإصدارات، مبيناً أن الشريحة التي تقرأ الكتاب تنحصر بين عامي 30 و50 عاماً، وتعد هذه الشريحة هي الأكبر لكوننا من المجتمعات الفتية، ويمكن لهذا التميز أن يرفع عدد القراء قياساً بعدد المواطنين».

فراس الراشد
محمد بشير