سوق "الصالحية" يحمل ذات الاسم كما في "دمشق"، لكنه اختلف عنه من حيث الازدحام ونوعية البضائع، فالسير في أروقته يعد رحلةً لطيفة، يأتي التسوق ثاني أهدافها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 نيسان 2015، تجوّلت في سوق "الصالحيّة"، ووقفت عند أهله وزوّاره لرصد ما خلَّفه من حياة، فكانت البداية مع السيّدة "صفاء محمّد مرعي"، وقد أشارت إلى أنها تفضل هذا السوق على سواه لشراء ما يلزم للأطفال: «أنا وغيري من ربات المنازل، نفضل الابتعاد عن ازدحام السوق المركزي عند شراء ملابس الأطفال، فنحن نصطحبهم معنا، ولا نفضل هذا المشوار إلا في مكان هادئ كسوق "الصالحية"، فمن إيجابياته أنه يضم محال للهدايا والألعاب والملابس المتنوعة والمختلفة، إضافة إلى بائعي الورود والعطور والأحذية، فهو شبه شامل من حيث نوعية البضائع، وكذلك ميزته أنه يقع في نهاية السوق المركزي، وقريب نوعاً ما من الكثير من الأحياء ولا يحتاج الوصول إليه سيارات أجرة أو غيرها».

بالنسبة لتسميته باسم "الصالحية" فهو نسبة إلى سوق "الصالحية" في العاصمة "دمشق"، وربما هذا الاسم هو من أكسب تجاره نوعاً خاصاً من العلاقة فيما بينهم، فالعلاقة التي تحكمهم معنونة بالمحبة والانتماء

أما "جورج شمعون" أحد أقدم تجار السوق، فحدثنا عنه: «في الأربعينيات كان مكان "القيصرية" عبارة عن بيت عربي مبني من الطين، ومع تطوّر المدينة عمرانياً وسكانياً، كان هناك تطور تجاري اقتصادي، ففي الستينيات أخذ البيت العربي شكلاً آخر من العمران، حيث بات بيتاً من الإسمنت، ومع بداية الثمانينيات تحوّل المربع كله إلى قيصرية تضم عديد المحال وذلك من خلال عائلة "قدور بك"، وتعد هذه "القيصرية" الأقدم في المدينة، بل من أقدم أسواقها، وقد افتتح أول محل فيها عام 1986، كان يبيع ألبسة "البالة"، وبعده كان هناك محل لبيع الأحذية، وشيئاً فشيئاً ازدادت المحال فيه، ووصل عددها إلى أكثر من أربعين محلاً موزعين على طابقين، وتحتوي على شتى البضائع وخاصة الأساسية منها، وبدرجة كبيرة الملابس على مختلف أصنافها، وكان السوق يحظى بإقبال كبير وكثيف لسنوات طويلة خاصة من المغتربين وتحديداً في فصل الصيف موعد زيارة المغتربين للبلد، فلم يكن هناك مغترب إلا وكان يزور السوق سواء للشراء أو للتجوال، وتحديداً مع بداية التسعينيات وحتى عام 2005، ففي هذا التاريخ افتتحت أسواق كثيرة، حتّى ضمن الأحياء أصبحت هناك أسواق سواء المتجوّلة أو الثابتة، وهو ما كان سبباً لتخفيف عدد زوّاره».

الطابق السفلي من السوق

وتحمل صفحات ذاكرة السيد "جورج" معلومات أخرى عن سوق "الصالحية"، يتابع قائلاً: «بالنسبة لتسميته باسم "الصالحية" فهو نسبة إلى سوق "الصالحية" في العاصمة "دمشق"، وربما هذا الاسم هو من أكسب تجاره نوعاً خاصاً من العلاقة فيما بينهم، فالعلاقة التي تحكمهم معنونة بالمحبة والانتماء».

وللسيد "أحمد الخلف" حكاية جديدة ضمنه، قال عنها: «منذ أسابيع قليلة فقط كان حصولي على محل ضمن هذا السوق، فقد جذبني اسمه، وابتعاده عن زحمة الأسواق الأخرى، وكذلك العائلة الصغيرة والجميلة التي تجمع أهله، أمّا الهدوء الذي يحظى به فهو أهم مزاياه، إضافة إلى قربه من محال الجملة التي نتبضع منها، ولذلك ورغم عمري القصير فيه، فقد وجدت كل السعادة والمتعة والراحة بين جدرانه ومع أهله وزوّاره».

السيد أحمد الخلف