كان وما زال وسيبقى معروفاً بسوق "التنك"، إلا أن التسمية التي أخذت من حرفة السوق لم تعد تدل عليها إلا بالاسم، لأن السوق قد تغير عدة مرات منذ إنشائه، لكن الذاكرة تأبى أن تنسى بداياته.

مدونة وطن "eSyria" زارت السوق بتاريخ 28 شباط 2015، والتقت الحرفي "سليمان حسن سطام" صاحب محل لتصنيع الخزانات وتوابعها فقال: «يعود إنشاء السوق إلى أكثر من 60 عاماً، حيث كانت بدايته بسيطة يعتمد أصحابه على صناعة "التنك"، ثم تطور السوق بالتدريج ليقوم بتصنيع الأمور المخصصة للقرويين، فكانت تصنع "الروايات" وهي مستوعبات لنقل المياه، وتنك لحفظ مادة الجبن، ثم أخذ العمل يأخذ منحى آخر فبدت صناعة خزانات المياه، والسخانات الصغيرة وخزانات الحمام للاستخدام المنزلي، وتطور الأمر مرة أخرى لتلبية حاجة النساء اللواتي يعملن في مشتقات الحليب، فتمت صناعة أوعية لحفظ السمون كما صنعنا "الخضاضة"؛ لتعيض عن "الشكوة" التي تستخرج بواسطتها الزبدة، ثم أخذ السوق يتسع حتى أصبح لصناعة الأدوات التي يدخل "التنك" في صناعتها بالكامل، وبقي على هذا الحال حتى فترة متأخرة من الزمن، لكن فيما بعد وبعد أن ترك بعض أصحاب هذه المهنة مهنتهم لأسباب عديدة، بدأت تتقلص أعداد المحال لتحل مكانها مهن وحرف جديدة، واليوم أصبحت السمة الطاغية على السوق غير ما وجد عليه، إلا أنه ما زال معروفاً بسوق "التنك"، وما زال زبائنه من القرويين، إلا أنه شهد في السنوات الأخيرة توجه بعض المدنيين إليه، بسبب تطوره من حيث تلبية المتطلبات العصرية».

أنا بلا عمل، وقد قررت أن أبيع الشاي والمشروبات الساخنة، فبحثت عن الأدوات فلم أجدها إلا هنا، حيث يتم تصنيع السخانات المعدة لهذا الغرض، ويمكن أن يتم التعديل عليها في نفس المحل، كما أنني تمكنت من شراء لوازم العمل من هذا الشارع، وفي نهايته تمكنت من شراء المعدات الأخرى، حيث يتميز هذا الشارع بوجوده بين العديد من المحال التجارية، التي يتكامل عملها مع المواد المعروضة للبيع هنا، وهذا ما يميز السوق العتيق

من جانبه بيّن صاحب محل بيع قطع غيار المولدات "جمال البوطي": «أن السوق انسلخ من هيئته التي نشأ عليها، ودخلت إليه الكثير من الأمور، فهو اختص ومنذ فترة ببيع قطع المولدات الكهربائية، وأصبح الناس يقصدونه لهذا الخصوص، بينما لم يكن المحل على هذه الشاكلة قبل عشرة أعوام فالناس قد تحولوا إلى توليد الكهرباء بالطرائق الفردية في الأعوام القليلة الماضية، فقد كان والده يبيع الخردوات ومواد البناء والعمارة، لكن الزمن بدأ يتغير ومعه الحرف وطبيعة العمل، ومن الممكن أن يتحولوا إلى بيع أمور أخرى في أعوام قادمة، لأنهم يجهلون ما يخبئه لهم المستقبل، كما من المتوقع أن يبقوا على محلهم هذا إذا بقي الحال على ما هو عليه».

سليمان ومحمد

بدوره أوضح "حبيب شيخ إبراهيم" صاحب محل لبيع الخردوات الريفية: «أنه اشترى المحل منذ أكثر من عقدٍ ونصف العقد، ولم يغير العمل الذي كان يمتهنه في مدينة "الدرباسية"، فهو يبيع الأغراض التي يحتاجها الفلاح والراعي والصياد، حيث يتوجه إليه كل القرويين لشراء حاجاتهم، مشيراً إلى أن السوق أصبح ذا شهرة ومعروفاً من قبل الجميع، وحتى من يجهل مكانه ويأتي باحثاً عنه فلن يصل ما لم يسأل عن "سوق التنك"، مع العلم أن من بقي يعمل بالتنك هم ثلاثة محال فقط، فيما تتنوع البضائع المعروضة فيه، التي تلبي معظم الأذواق».

وقال "محمد الحسين": «أنا بلا عمل، وقد قررت أن أبيع الشاي والمشروبات الساخنة، فبحثت عن الأدوات فلم أجدها إلا هنا، حيث يتم تصنيع السخانات المعدة لهذا الغرض، ويمكن أن يتم التعديل عليها في نفس المحل، كما أنني تمكنت من شراء لوازم العمل من هذا الشارع، وفي نهايته تمكنت من شراء المعدات الأخرى، حيث يتميز هذا الشارع بوجوده بين العديد من المحال التجارية، التي يتكامل عملها مع المواد المعروضة للبيع هنا، وهذا ما يميز السوق العتيق».

جمال البوطي ومراسل المدونة

بقي أن نذكر، أن سوق "التنك" يقع في مركز المدينة، ويصل بين محوري سوق "الصاغة"، وشارع "بيروت".

حبيب شيخ إبراهيم