عمره مئات السنين، ويروي الكثير من قصص الماضي والحكايات الممتعة، وما يزال نهر "حياكة" يمثل أهم نقطة تلاقٍ واستئناس، ويسقي من خيراته عشرات الأراضي الزراعية.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 18 شباط 2015، تجوّلت في قرية "حياكة" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 70كم، ووقفت مطوّلاً عند إحدى أهم نقاطها الترفيهية والسياحية؛ وهو نهر "حياكة"، والتقت هناك عدداً من الزوّار والضيوف من خارج حدود القرية، والبداية كانت مع الشاب "خليل طاهر" وهو ابن القرية فتحدّث عن النهر قائلاً: «جماله ورونقه الرائع يكمن في الأشياء الجميلة التي تطوقه؛ فالأشجار كثيفة للغاية، والأزهار تزين جنباته والينابيع الكثيرة تنحدر في أحضانه وتنهمر على أطرافه، وهو بحد ذاته قصيدة شعرية، إضافة إلى الأراضي الزراعية المزروعة بالقمح والشعير والممتدة بكثرة في الساحات الملازمة له، فهي أيضاً تساهم برسم لوحة جميلة، وكل زائر له يجد عناوين المتعة والهدوء بجانبه، حتّى بات من أهم أماكن اللقاء والاجتماع وخاصة للشباب وفي فصل الربيع بالتحديد؛ فالنهر وكل ما يطوقه يكون شعلة من الجمال والبهاء، وفي هذه الزيارة أنا مع عدد من أبناء عمومتي الذين قدموا من مدينة "القامشلي" خصيصى للذهاب إلى النهر المذكور، ويكتفي الشخص بالجلوس أمامه والتمتع بمنظر الماء الصافي والنقي، ونعومة وهدوء هديره، ويكون هناك شرب الشاي وتناول المكسرات، والكثيرون من الزوّار يأتون لتناول طعامهم أيضاً».

منذ القديم كنّا نأتي ونقضي ساعات طويلة في السباحة في أماكن محددة، وأماكن أخرى تتواجد فيها الأسماك حتّى يومنا هذا، والأهم أنه يساهم بسقاية عشرات الأراضي الزراعية، وتتميز مياهه بالنقاوة والغزارة بوجه دائم، ولذلك تعد زراعة المنطقة من أنجح الزراعات على مستوى المحافظة كلها، وفي الصيف يلحظ عليه برودة مميزة للغاية، وكان للقرية علامة سياحية مهمة وتلقى إقبالاً كثيفاً جداً

السيد "جميل يوسف عبدي" قال حول زيارته الخاصة للنهر: «بالأساس أنا من قرية تجاور قرية "حياكة"، ومنذ عشرات السنين انتقلت إقامتي إلى العاصمة "دمشق"، إلا أنني وفي كل عام أخصص زيارة للجزيرة السورية وإلى منطقة النهر الذي يمثّل موقعه نقطة سياحية مهمة للغاية وتملك كل المؤهلات التي تعطي المنافسة على المناطق السياحية، فالطفل يحضر ويحمل المتعة والمرح، والشاب يجد عنده الهدوء والاستئناس، وكبير السن يلقى كل اللذة النفسية بالجلوس على جنباته الخضراء، وأرافق العائلة بأكملها ونتناول الطعام على أصوات هديره، علماً أن عشرات الأسر تزور المنطقة لتجلس بالقرب منه، تأكل وتشرب وتلعب، ومعظم تلك العائلات تأتي من المناطق والنواحي والقرى البعيدة، وأكثرها أيّام العطل، وفي أيّام الصيف بعض الأسر تنام في المنطقة لقضاء أكثر وقت أمام منظر رائع من مناظر الطبيعة».

جمال النهر

وفي لقاء مع السيّد "عبد الرحيم أحمد"؛ وهو ممن شدّ رحاله من "القامشلي" إلى تلك المنطقة للتعرف إلى جمالها عن قرب، قال: «خلال تلك اللقاءات تتكون علاقات اجتماعية ويحصل التعارف، وتبنى علاقات متينة، وأهم مزايا النهر الهدوء والسلاسة والعذوبة؛ وكل ذلك لأنه من الينابيع التي تنحدر إليه، وهذا النهر يصل طوله إلى عدد من الكيلومترات وبعرض يتراوح بين المتر والخمسة أمتار، وهو غزير جداً وصوت هديره يسمع من عدّة أمتار، وعلى أنغامه نجلس ونتناول المأكولات، وتلك الطقوس الجميلة هي التي رسمت في أذهان أطفالنا أجمل اللوحات، وهم يطلبون زيارة الموقع مع وصولنا إلى المنطقة، ونلبي طلبهم ونأتي أكثر من عائلة لنقضي أجمل الأوقات، وهذه الصور نبثها لأصدقائنا في المدينة ونقدم لهم ما التقطناه من صور».

أمّا أحد أبناء القرية السيّد "إسماعيل نجم الدين" فتحدّث عن خصوصيته وأهميته عندما قال: «منذ القديم كنّا نأتي ونقضي ساعات طويلة في السباحة في أماكن محددة، وأماكن أخرى تتواجد فيها الأسماك حتّى يومنا هذا، والأهم أنه يساهم بسقاية عشرات الأراضي الزراعية، وتتميز مياهه بالنقاوة والغزارة بوجه دائم، ولذلك تعد زراعة المنطقة من أنجح الزراعات على مستوى المحافظة كلها، وفي الصيف يلحظ عليه برودة مميزة للغاية، وكان للقرية علامة سياحية مهمة وتلقى إقبالاً كثيفاً جداً».

للأطفال حصة كبيرة من المتعة