تتعالى أصوات الباعة هنا وهناك، وعلى مساحة السوق الواسعة يتقدم المشترون والمهتمون بكثرة إما لشراء البضائع، أو للتمتع بتنوع البضائع وتعددها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 6 أيّار 2014 زارت وتجوّلت في سوق الثلاثاء بمدينة "القامشلي"، الذي يقع في الجهة الشمالية الشرقية بالحي الغربي، وكان اللقاء الأوّل مع السيّد "حليم سيد خليل" وقد تحدّث عن أهمية السوق فقال: «تعد الأسواق الجوالة في غاية الأهمية، فهي تتوزع على جميع أحياء ومناطق مدينة "القامشلي" على مدار الأسبوع الكامل، لبيع أغلب البضائع والمواد الأساسيّة التي تلزم البيت والأسرة، ما يوفّر علينا عناء الذهاب إلى السوق المركزي، ويبقى الأهم موضوع الأسعار فهي قريبة جدّاً من أسعار السوق الرئيسي، ولكنها أرخص من أسعار المحلات الخاصة المنتشرة في الأحياء، ويكون جلياً الإقبال الكبير على شراء الخضار والفواكه لأنها المواد اللازمة يومياً للمنزل، علماً أن مهمة الرجال في هذه الأسواق تكون في الدرجة الأساسية فرعية وغير رئيسية، والدور الأهم هو للمرأة التي تتبنى شراء البضائع والمواد الضرورية ونحن ندفع فقط».

أقف جانباً على أطراف السوق لأنتظر الوالدة عندما تنتهي من شراء البضائع، فأقوم بحملها على دراجتي العادية لتصل إلى المنزل، ولكن أحياناً كثيرة تقوم الوالدة بشراء شيء لي، وذلك احتراماً لجهدي ومرافقتي لها، وفي مرّات كثيرة أتجول معها في السوق لمشاهدة البضائع وخاصة الجديدة منها؛ لأن هناك شيئاً مميزاً وجديداً كل أسبوع

السيّدة "حسينة محمود" تحدّثت عن دور النسوة في السوق فقالت: «أكثر من 80% من روّاد السوق من النساء والفتيات، وذلك لأن متطلبات المنزل تكون على عاتقهن وهنّ الأدرى بالمطلوب، وفي بداية الأمر يتم شراء الخضار أولاً، ثم الأدوات المنزلية وراحتنا بهذه الأسواق الجوّالة تكمن في توافر كل متطلباتنا، حتّى إننا نجد الملابس والمنظفات والقرطاسية المدرسيّة، والشيء اللافت تنظيم السوق بشكل رائع؛ فكل نوع من أنواع البضائع يكون على نسق واحد، ووجود السوق في ساحة كبيرة يعطي المجال الكبير للتحرك بسلاسة ونثر تلك البضائع بشكل منظّم، وعندما ننتهي من شراء جميع مستلزماتنا يكون رب الأسرة هو المحاسب المالي ويدفع ما يترتب عليه من مواد أسبوع كامل، وتكون العودة إلى المنزل بشكل جماعي مع عدد من الجيران ما يشكل لوحة اجتماعية مميزة».

الحمص الأخضر مطلب الأطفال

الشاب "خليل السالم" تحدّث عن مهمّته في السوق، وذلك بالقول التالي: «أقف جانباً على أطراف السوق لأنتظر الوالدة عندما تنتهي من شراء البضائع، فأقوم بحملها على دراجتي العادية لتصل إلى المنزل، ولكن أحياناً كثيرة تقوم الوالدة بشراء شيء لي، وذلك احتراماً لجهدي ومرافقتي لها، وفي مرّات كثيرة أتجول معها في السوق لمشاهدة البضائع وخاصة الجديدة منها؛ لأن هناك شيئاً مميزاً وجديداً كل أسبوع».

السيد "سمير وليد" أحد البائعين في السوق تحدّث عن دوره: «أعمل في هذا السوق منذ أربع سنوات، والبائعون فيه شبه ثابتين، والمشترون تقريباً هم نفسهم؛ ولذلك تشكلت بيننا مودة وصداقة ومعرفة، وبالنسبة لي أنا أنوع في شراء البضائع من الخضار والمنظفات وأحياناً الملابس والأدوات الكهربائيّة، فالسوق متنوع ويجلب البضائع التي تحتويها السوق المركزية، والأسعار قريبة جداً منه، وطالما الحركة كثيفة بين الباعة والمشترين فالنتيجة مثالية».

جانب من مواد السوق

أمّا الطفل "خلدون صخري" فعبر عن سعادته وهو يشارك والده في البيع أحياناً عندما قال عن ذلك: «بما أن الحمص الأخضر متوافر ومنتشر في كل أسواق المدينة، فإنني رافقت والدي إلى السوق لأقوم ببيع تلك المادة حصرياً، فالأطفال لهم رغبة كبيرة في تناوله، وكل من يرافق والدته يطلب شراء الحمص، علماً أن الأسواق الجوّالة تهتم كثيراً بكل ما هو جديد من الفواكه والخضراوات وغيرها، خاصة من خيرات الجزيرة السورية، فالشوق لتناولها كبير بعد غياب تلك المادة عن الأسواق لأشهر عديدة بسبب انتظار نضجها».