إحدى أهم السمات التي تميز الأسواق الشعبية هي توافر كل حاجيات المواطن، ويمتاز السوق الشعبي كذلك باكتظاظ أعداد المواطنين به على مدار اليوم، ربما يرجع ذلك لرخص أسعاره، ومن هذه الأسواق سوق القصابة في مدينة "القامشلي" الواقعة في الجهة الشمالية من المدينة بالقرب من طريق البوابة الحدودية "القابي".

موقع eHasakeh بتاريخ 25/12/2010 التقى السيد "عثمان جدوع" أحد المرتادين لهذا السوق فقال: «حقيقة أنه سوق جذاب لكافة شرائح المجتمع، وهو يمثل الوجه السياحي لمدينتنا ففيه تأكل اللقمة حسب شهيتك ومذاقك لها، حتى عندما أسافر إلى المحافظات الأخرى فأتواجد في مثل هذا السوق وخاصة تلك المطاعم الشعبية ذات الفرش العربي».

لكثرة نفايات المطاعم والأفران ومحلات القصابة في هذا السوق نتمنى من مجلس مدينة "القامشلي" بتخصيص مجموعة من عمال النظافة بشكل يومي وذلك للحفاظ على نظافة هذا السوق الذي يعتبر الوجه السياحي لمدينة "القامشلي"

الأستاذ "محمد خير هزاع" موظف أضاف: «سورية معروفة بطعامها وذوقها الراقي، إضافة إلى الأكلات الشعبية المختلفة التي توفرها المطاعم السورية، فعندما تشعر بأنك نسيت عنوان مطعم ما في "القامشلي" لتأكل وجبة غذاء فيها، فما عليك أن تسأل عن عنوان هذا السوق الشعبي المعروف بسوق اللحامين لتتذوق النكهة المميزة لمأكولاتنا الشعبية».

القصاب أحمد عصمت

كما التقى القصاب "محمد حسين" ليتحدث عن تاريخ هذا السوق حيث قال: «منذ الستينيات من القرن المنصرم وجد هذا السوق الذي كان في بداياته عبارة سوق لبيع الحبوب والأعلاف والمواد الزراعية، بعدها توسع السوق وأصبح قسمين وذلك ببناء غرف من التوتياء التي تسمى كولبة لبيع الخضار والفواكه بالجملة والمفرق وكان السوق الرئيسي الذي يغذي مدينة "القامشلي" وضواحيها بالخضار والفواكه والقسم الثاني سوق اللحامين (القصابة) ومع مرور الزمن وبناء سوق مركزي لتجار الخضرة في منطقة الصناعة من قبل مجلس المدينة بقي هذا السوق خاص للحامين يتم ببيع اللحوم فيها ومحلات خضرة التي تلبي حاجة الزبون، بالإضافة إلى توسع السوق من الجهة الشرقية حيث تم إنشاء الأفران الخاصة السياحية التي تعمل على صنع "لحم بعجين" و"الطاواية" وهذه الأفران أصبحت الآن الجزء الرئيسي لسوق اللحامين بسبب العلاقة القوية ما بين اللحام وصاحب الفرن ولمصلحة الطرفين في تقديم خدماتهم للزبون».

السيد "أحمد عصمت" قصاب في السوق قال: «بدايةً يقوم الزبون بشراء اللحم من القصاب وذلك حسب ذوقه في نوع اللحمة، نقوم بفرمها بواسطة السيخ وهي سكين كبيرة الحجم مخصصة لفرم اللحمة، وفي هذا الوقت يكون الزبون قد أتى بصينية التي تسمى "طاواية" من أحد الأفران الواقعة في الطرف الثاني من الشارع، ومن محلات الخضرة يقوم بشراء البندورة والفليفلة الخضراء والبصل حسب حاجته ونقوم نحن بتجهيز "الطاواية"، بعد فرم اللحمة نبدأ بمدها ضمن "الطاواية" ومن ثم يتم تزينها بالبندورة والفليفلة والبصل مع رش القليل من البهارات المشكلة عليها بعدها يقوم الزبون بأخذها إلى الفرن، وهنا ينتهي عمل اللحام ولا يكلف الزبون عن واحد كيلو غرام من "الطاواية" المجهزة قبل أخذها للفرن أكثر من 500 ليرة سورية».

السيد حسن عبد الكريم

أما السيد "حسن عبد الكريم" صاحب "فرن حبيب" أضاف: «منذ أكثر من 45 عاماً وأنا أعمل في الأفران ونقوم بتجهيز بعض المأكولات الشعبية هنا للزبائن وللمناسبات الخاصة أيضاً منها "الشامبورك" و"لحم بعجين" و"الطاواية"، وبالنسبة للطاواية فبعد أن يتم تجهيز اللحم من قبل القصاب نقوم نحن بشويها في الفرن والتي لا تكون أكثر من عشر دقائق وتكون جاهزة، ومنذ عام 1995 أخذت هذه الموضة صداها بين الناس ونستقبل في هذا السوق الزبائن من كافة شرائح المجتمع بالإضافة إلى السياح الأجانب لكون السوق قريب من البوابة الحدودية بين سورية وتركية».

السيد "سمير العاني" صاحب فرن ومطعم "العاني" فيقول: «هذا السوق هو الوحيد في مدينة "القامشلي" التي تقوم بتجهيز مثل هذه المأكولات، وقد عملت على تجهيز ديكورات المطعم وأماكن الجلوس على النموذج العربي لكونه من تراث المنطقة وهذا النموذج هو الدارج في هذا السوق لاعتبارات عديدة منها أن أغلب الزبائن يرتاحون بوضيعة الجلوس على الأرض أثناء الغذاء».

مطعم العاني

عن بعض المقترحات في السوق يقول السيد "العاني": «لكثرة نفايات المطاعم والأفران ومحلات القصابة في هذا السوق نتمنى من مجلس مدينة "القامشلي" بتخصيص مجموعة من عمال النظافة بشكل يومي وذلك للحفاظ على نظافة هذا السوق الذي يعتبر الوجه السياحي لمدينة "القامشلي"».