بفعل الزمن الذي أكل وشرب على شبكة الصرف الصحي، طفت مؤخراً العديد من المشكلات الفنية، ترافقت مع إشكاليات في التخطيط والتنفيذ سابقاً، أدت مجتمعةً إلى اختناقات عانى منها عدد من سكان المدينة.

مدونة وطن "eSyria" بحثت في هذه المشكلة، والتقت "نزار حسن" من سكان حي "غويران"، فقال: «مشكلة الصرف الصحي والاختناقات تعد حالة يومية؛ يلعب في ظهورها عدد من العوامل، على رأسها قلة المياه المتدفقة عبر الشبكة وضعف ضغطها، الأمر الذي يتسبب في تكّون ترسبات، ينتج عنها انسدادات تمنع جريان المياه، وهذه الحالة أدت في المحصلة إلى اختلاط مياه الشرب مع الصرف الصحي، كانت النتيجة ظهور حالات كثيرة من الأمراض المعوية خصوصاً لدى الأطفال، لكن وبعد مراجعة الجهات المعنية عدة مرات؛ تم معالجة الخلل وإصلاح "المجرور"، من خلال تمديد وصلات جديدة وتلافي الأعطال، إلا أن الحالة تبقى قائمة ما دامت الشبكة بهذه الحالة الفنية المتردية».

أن الحالة العامة لمشكلة الصرف الصحي تراكمية، وأن الورشات تعمل وفق الإمكانات المتاحة؛ التي تعد ضعيفةً للغاية، ومع ذلك يقومون بالاستجابة السريعة لطلبات المواطنين، وإنجاز ما يمكن فعله بهدف تخفيف المعاناة، لكن العمل الذي تقوم به الورشات مقارنة بوضع الشبكة، يعد جزئياً أو إسعافياً إذا أمكن التعبير، وهناك حاجة إلى معدات تخصصية مثل الجرارات والصهاريج الضاغطة؛ ومناهل لتزويد الآليات بالمياه لتتمكن الورشات من تحقيق التقدم، وقبل كل هذا يجب إعادة تجديد وتأهيل الشبكة

من جهته بيّن "أحمد العيسى" مشرف على ورشة فنية تابعة لمجلس المدينة: «أن الحالة العامة لمشكلة الصرف الصحي تراكمية، وأن الورشات تعمل وفق الإمكانات المتاحة؛ التي تعد ضعيفةً للغاية، ومع ذلك يقومون بالاستجابة السريعة لطلبات المواطنين، وإنجاز ما يمكن فعله بهدف تخفيف المعاناة، لكن العمل الذي تقوم به الورشات مقارنة بوضع الشبكة، يعد جزئياً أو إسعافياً إذا أمكن التعبير، وهناك حاجة إلى معدات تخصصية مثل الجرارات والصهاريج الضاغطة؛ ومناهل لتزويد الآليات بالمياه لتتمكن الورشات من تحقيق التقدم، وقبل كل هذا يجب إعادة تجديد وتأهيل الشبكة».

تمديد وصلة إسعافية

بدوره قال رئيس مجلس مدينة "الحسكة" المحامي "بسام العفين": «تمتد شبكة الصرف بطول 600كم ضمن شوارع المدينة، وكان من المقرر أن يتم العمل على تأهيلها تباعاً، حيث قُسَّمت إلى أربع مراحل: الأولى محاذية لنهر "الخابور" بقطر 180سم، والثانية على المحور الشرقي للمدينة، والثالثة ضمن حي "الناصرة" مروراً بمركز المدينة، وأخيراً مركز المدينة الذي يعاني من صغر أقطار القساطل؛ إذ لا تتجاوز 30سم ويفوق عمرها 50 عاماً، حيث تم رصد الموازنة للبدء بالعمل عام 2010 إلا أن الظروف الراهنة حالت دون ذلك، وأكثر الأمور التي أثرت في عمل الشبكة؛ دخول المدينة في مرحلة تقنين المياه، وهو ما تسبب في تكون ترسبات أدت بالنهاية إلى حصول انسدادات».

يتابع: «من الأسباب الجوهرية التي عطلت عمل شبكة الصرف الصحي، وضع قساطل الصرف الصحي فوق شبكة المياه، حيث تعمل صمامات شبكة المياه عند انقطاع المياه عنها؛ على سحب وإدخال المياه من محيط القساطل إلى داخلها، وهذه العملية تتسبب في وصول مياه الصرف من بعض الوصلات المهترئة إلى شبكة مياه الشرب، وكل ما يمكننا القيام به هو تنفيذ وصلات إسعافية لـ"المجارير"، لكن هذه الحلول لا تعد جذرية، وللخلاص من هذه المشكلة يجب العمل على تجديد الشبكة وفق استراتيجية بعيدة المدى، وهذا الأمر غير متاح حالياً ولا حتى في المدى القريب».

من حي الغزل

يختم: «يعمل مجلس المدينة حالياً على الاستجابة السريعة وفق إمكانياته الضعيفة، من خلال 4 قطاعات بقوام 80 عاملاً، وهذا الرقم يعد قليلاً نظراً للحالة الفنية المتردية للشبكة، إضافةً إلى قلة عدد الآليات وقدمها، وهو ما يجبرنا في كثير من الأحيان على التعامل مع الطوارئ يدوياً، مشيراً إلى أن وزارة الإدارة المحلية قامت بتخصيص منحة بقيمة 30 مليون ليرة سورية لعملية التجديد، وقام المجلس بالإعلان عن مناقصات لمرتين على التوالي، لم يتقدم لها أحد بسبب ارتفاع أسعار المواد وصعوبة إيصالها من خارج المحافظة، لذا يقتصر العمل حالياً على تمديد وصلات سريعة، حيث تم تنفيذ 170 متراً طولياً في أحياء "القضاة، والغزل، وغويران"، ريثما يتم وضع تصورات نهائية للشبكة».

بسام العفين