لم يركن أهالي محافظة "الحسكة" للظروف الصعبة التي مرت عليهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن مدينتهم؛ فاستعان عدد منهم ببطاريات السيارات والشاحنات لإنارة حياتهم من جديد، وذلك عن طريق تعديلها لتكون صالحة للاستخدام المنزلي.

مدونة وطن "eSyria" تابعت طرق استخدام البطارية في إنارة المنزل وتشغيل بعض الأدوات الكهربائية الخفيفة عليها والتقت بدايةً الشاب "سهيل مرعي" بتاريخ 10 كانون الأول 2013 فقال: «تعدّ الكهرباء المحرك الأهم للحياة العصرية، فقد صممت المنازل في الفترة الزمنية الماضية وحتى يومنا هذا على العمل بالكهرباء من فتح الباب وحتى إغلاق النوافذ، وبين هذا وذاك جميع مستلزمات المطبخ والرفاهية، وعند انقطاع الكهرباء المفاجئ يمكن لمن يملك البطارية أن يشغل أي جهاز كهربائي خفيف مثل التلفاز أو المذياع وحتى الخلاط في المطبخ».

في السابق كانت المبيعات تقتصر على أصحاب الآليات الثقيلة والخفيفة كما كان أصحاب المشاريع الزراعية يقتنون البطارية لتشغيل محركات المياه، أما اليوم وبعد انتشار طرق تنوير المنازل عن طريق البطاريات وروافع الجهد، فازداد الطلب على البطاريات بشكل كبير، الأمر الذي رفع من أسعارها لسرعة نفاذها من الأسواق

وتابع "مرعي": «يوضع على البطارية جهاز لرفع الجهد من 12 فولت إلى 220 فولت، ويتم توصيله على كهرباء المنزل بعد إنزال القاطع الرئيسي لكي تتصل كهرباء البطارية مع كهرباء الشبكة، لأن أي عودة مفاجئة للتيار الكهربائي تتسبب في تلف رافع الجهد، كما تستلزم العملية جهازاً آخر لشحن البطارية من خلال تحويل التيار الكهربائي من 220 فولت إلى 12 فولت، وهي عملية عكسية، ولكل نوع من البطاريات قدرة تحمل تمتد بين الساعة الواحدة وحتى 20 ساعة».

رافع الجهد

المهندس الكهربائي "إبراهيم محمد سعيد" قال: «لا تعمل البطارية وحدها لأن مخرجاتها لا تساوي الطاقة التي تحتاج إليها الأدوات الكهربائية، فمن المعروف أن مخرجات البطاريات السائلة أو الجافة هي 12 فولت، كما أنها تعمل بطريقة التيار المستمر، بينما تعمل المنازل على التيار الكهربائي المتناوب، وهذا ما يقوم به جهاز رفع الجهد "POWER INVERTER" من خلال تبديل عمل الطاقة من مستمر إلى نبضي، ولهذه العملية نتائجها الإيجابية فهي تقلل اعتماد الناس على مولدات الكهرباء العاملة بالوقود، ومن ثم تقلل من انبعاث الدخان الذي يتسبب في تلوث الهواء، كما تقلل من النفقات المترتبة على تشغيل المولدات».

وأضاف المهندس "مرعي": «تتنوع الاستخدامات للبطاريات حسب رافع الجهد فمن الممكن استخدامها لتشغيل إضاءة ليزرية دون أي تعديل على البطارية، كما يمكن استخدام رافع جهد قوة ألف واط وهذا يمكن من تشغيل التلفاز وإنارة المنزل كاملةً وهناك استطاعات أكبر قد تصل إلى 3500 واط وهذه الاستطاعة تستطيع تشغيل البراد والغسالة، إلا أن البطارية لا تدوم».

البطارية أثناء التشغيل

من جهته قال "رعد الحلبي" تاجر بطاريات: «في السابق كانت المبيعات تقتصر على أصحاب الآليات الثقيلة والخفيفة كما كان أصحاب المشاريع الزراعية يقتنون البطارية لتشغيل محركات المياه، أما اليوم وبعد انتشار طرق تنوير المنازل عن طريق البطاريات وروافع الجهد، فازداد الطلب على البطاريات بشكل كبير، الأمر الذي رفع من أسعارها لسرعة نفاذها من الأسواق».

وبين "الحلبي": «تتواجد أنواع وأحجام متعددة للبطاريات وهي تقاس بعدد البلاكات في البطارية الواحدة، وينعكس عدد البلاكات على قوة الآمبير، حيث وصلت قوة البطاريات مؤخراً إلى 200 أمبير وهذا النوع يكفي لتشغيل التلفاز وإنارة توفير الطاقة لمدة تصل حتى 23 ساعة متواصلة، وتستلزم إعادة شحن البطارية نحو 10 ساعات متواصلة لتعاود العمل، وليس من الضروري أن تشحن حتى تمتلئ بل يمكن شحنها على فترات حيث تعطي كل ساعة شحن قرابة ساعتين إلى 3 ساعات من العمل».

شاحن البطارية

يذكر أن الواقع الكهربائي التي تعيشه محافظة "الحسكة" تطلب من الأهالي البحث عن مصدر بديل للطاقة، حيث تشهد المحافظة انقطاعات متكررة من المصدر، إضافة إلى خروج خطوط نقل الطاقة الأساسية عن الخدمة الممتدة بين محافظتي "الحسكة ودير الزور" ومحافظتي "الحسكة والرقة"، الأمر الذي حتّم على مدينة "الحسكة" على الاعتماد على الطاقة القليلة الواردة من محطة التوليد الكهرومائية في سد تشرين بالريف الشرقي لمحافظة "حلب".