تعدٌّ من القرى المؤسسة حديثاً، فعمرها حوالي الـ 50 عاماً، تتميز بالزراعة وتربية الأنعام وكثرة الأشجار، ولدت في آخر نقطة ضمن الحدود السورية العراقية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 7 كانون الثاني 2020 زارت قرية "تغلب" التابعة لبلدة "تل حميس" 80 كم عن مدينة "القامشلي"، ووقفت عند عدد من أبنائها لينقلوا تفاصيلها من مختلف النواحي، قال عنها بداية أحد أكبر المقيمين فيها "جاسم السحل" (100 سنة): «قريتنا من القرى التي أنشأت بداية الخمسينيات تحديداً عام 1952، سميت قرى بجانب قريتنا بأسماء القبائل العربية القديمة أمثال: "بكر، عدنان، غرناطة، تميم" وقريتنا سميت "تغلب"، أسرتي كانت من أوائل الأسر التي سكنت وبنت فيها منزلاً إلى جانب أسر "الثلاج، الخبل، الكراف"، معظمهم من عشيرة "الراشد" العربية، ساهم الأهالي مع بعضهم لتكون قريتهم من القرى الناجحة والمتميزة في عدد من المجالات خاصة الجانب الزراعي، حيث زرعوا فيها مختلف المحاصيل الشتوية والصيفية والتي وجدت بالاهتمام والمتابعة نجاحاً واضحاً ومن المحاصيل: القمح، الشعير، العدس، وغيرها، إضافةً إلى تربية الأنعام واعتبارها مصدر رزق للكثير من الأسر، لبيع حليبها ولبنها وجبنها وصوفها».

لنساء القرية دور إيجابي، فهم أيضاً شركاء حقيقيون في تأسيسها وتطويرها والحفاظ عليها حتى اليوم، تلك البساتين الجميلة والأراضي الزراعية والأنعام والطيور لهم حبات عرق كثيرة فيها، وأكثر من ذلك، فتلك الكفاءات العلمية في القرية لهن الفضل أيضاً بتخرجهم

يضيف عنها "جاسم السحل": «القرية تابعة إدارياً لبلدية "غرناطة" لذلك قدمت لها كلّ الخدمات الضرورية، وأبرزها إيصال شبكة للهاتف الأرضي والكهرباء والصرف الصحي، وبذلت مؤسسة المياه جهداً كبيراً لتأمين شبكة المياه من قرية "يثرب" التي تبعد 12 كم عن قريتنا، كون مياه قريتنا مالحة، هذا وقد ساهم الأهالي بإضفاء أهمية مضاعفة لقريتهم، بزراعة عدد من أصناف الأشجار فيها، أهمها أشجار الرمان والزيتون والعنب، استفادوا منها بشكل كبير، أهالي القرية لم يعتمدوا على موردهم بزراعة الأراضي وتربية الأنعام فقط، بل عملوا في شتى مجالات الحياة الصناعية والتجارية والتعليمية، وهناك أسر تؤمن رزقها من تربية الطيور والتجارة الحرة».

اهتمام القرية بزراعة الأشجار

أمّا التربوي "صالح السحل" مدير ثانوية قرية "تغلب" قال عن تفاصيل أخرى تتعلق بقريته: «قريتنا آخر قرية على الحدود، تقابل قرية "تل مشرف" ضمن الحدود الإدارية لدولة "العراق"، كان اهتمام شبابنا وأبناء القرية منذ القديم بالدراسة والعلم، ودعماً لهم وتعزيزاً لاهتمامهم الدراسي، أنشأت فيها مدارس لجميع المراحل، وصولاً للمرحلة الثانوية، وحصل طلابها وبشكل دائم على نتائج عالية ومراتب متقدمة على مستوى البلدة والمحافظة، فيها كفاءات علمية مختلفة ومتميزة، والأهم أن الكوادر الإدارية والتدريسية بنسبة كبيرة هم من القرية والقرى المجاورة.

يصل عدد سكان القرية إلى 10 آلاف نسمة، فيها أكثر من 300 منزلاً، وهي من القرى الكبيرة بالنسبة لمنطقتنا ومقارنة مع القرى المجاورة، لم تقف الحرب عائقاً أمام صمود الأهالي، واستمرارهم في الحياة، والمضي في تربية أنعامهم وزراعة أراضيهم».

جانب من القرية

يتابع عن قريته: «لنساء القرية دور إيجابي، فهم أيضاً شركاء حقيقيون في تأسيسها وتطويرها والحفاظ عليها حتى اليوم، تلك البساتين الجميلة والأراضي الزراعية والأنعام والطيور لهم حبات عرق كثيرة فيها، وأكثر من ذلك، فتلك الكفاءات العلمية في القرية لهن الفضل أيضاً بتخرجهم».

من جانبه "خالد سيد رسول" من أبناء مدينة "القامشلي" قال خلال حديثه عن جوانب اجتماعيّة مميزة في قرية "تغلب": «رغم بعد القرية عن مدينتنا، لكنها أثبتت تميزاً كبيراً في تواصلها الاجتماعي وخبراتها العلمية والزراعية وشخصياتها الساعية للخير ونشر السلام، تربطنا بالقرية زيارات دائمة، خاصة فيما يتعلق بالمناسبات والواجبات الاجتماعيّة، وهم أيضاً يبادلوننا ذات المشاعر والزيارات، ويبقى لهم فضل كبير بأنهم أثبتوا قدرتهم على خلق تواصل اجتماعي وتأسيس قريتهم بشكلها الحضاري والجمالي، خاصة وأنهم أبدعوا في الزراعة والتعليم».

موقع القرية على الخريطة