تعدّ من أقدم قرى المنطقة، أُسّست خلال مرحلتين، شهدت خلالهما الكثير من التطور العمراني والاقتصادي والزراعي، لتكون من القرى النموذجية بسعي من الأهالي لتبقى قريتهم جميلة ومميزة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 10 تشرين الثاني 2018، زارت قرية "المصطفاوية" التابعة لمنطقة "المالكية"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" مسافة 80كم، ورصدت حكاية التأسيس، حيث سرد عن بعض جوانبها رئيس المجلس البلدي "محمد نور الدين مجدل"، وقال: «أُسّست القرية عام 1840 من خلال "مصطفى محمد جولو"، ومن اسمه أطلق عليها "المصطفاوية"، عاش مع عدد من أهله وأقربائه سنوات عدة، ثم رحل عنها عام 1860، ليعيد "يوسف مجدل آغا" بناءها مجدداً عام 1880، والعيش فيها برفقة "محمد آغا"، قادمين إليها من القرى المجاورة، وتباعاً توافد إليها المقربون من آل "الآغا"، ثمّ قدم إليها عدد من أسر عشيرة "العباسين"، وخلال تلك المرحلة وصل عدد منازلها إلى 40 منزلاً، ومع مرور الزمن اتسعت القرية، وكثرت الدور السكنية، ووصل عدد المنازل إلى أكثر من 160 منزلاً، وعدد سكانها 5500 نسمة.

الأهالي يعشقون الأرض ويزرعون جميع المحاصيل الصيفية والشتوية، خاصة القمح، والقطن، والشعير، والعدس، والكمّون، والكزبرة، ويكون الإنتاج ناجحاً لوجود تربة مثالية، وقريتنا من المناطق التي تشهد أمطاراً مناسبة خلال فصل الشتاء، إلى جانب اهتمام الفلاح بمحصوله طوال مدة زراعته، وسقايته إذا لزم الأمر، وهناك تربية الأنعام والطيور، والاستفادة من خيراتها في الحياة اليومية، وبعض الأسر تستثمر تلك الأنعام والطيور من أجل بيع مشتقاتها في السوق. الأهم من كل ذلك، أن القرية تحوي "ربعة" تضمّ كل الأبناء والزوّار والضيوف، لتكون لوحة اجتماعية تنشد المحبة والسلام، التي اعتادتها منذ تأسيسها الأول

ظهرت في القرية الحياة المتجددة من خلال العمل بمختلف مجالات الحياة، خاصة الزراعية، إضافة إلى توجه الكثيرين منهم إلى التجارة والاقتصاد، حتى أعلن عن تأسيس مجلس بلدية في القرية عام 1998، حيث ساهم المجلس بتقديم كافة الخدمات التي تحتاج إليها».

أحجارها السوداء تحكي تاريخها

وعن خدمات القرية المتوفرة، يضيف: «نفذت فيها شبكة (مجرور) فرعية ورئيسة، ولكافة شوارع القرية، مع تعبيد معظم شوارعها ببقايا المقالع، ثم تزفيتها، خاصة أن القرية نظمت بمخطط تنظيمي كامل، إضافة إلى تنفيذ شبكة إنارة لكافة شوارعها، مع تقديم شبكة مياه الشرب، وتنفيذ شبكة الهاتف الثابت، لم تتوقف الخدمات عند تلك العناوين، بل تمّ تنفيذ جسور ومعابر مختلفة وعديدة ضمنها، حتى إن مداخلها أنجزت فيها دوّارات جميلة، وتوسعت القرية، وكل هذا أدّى إلى جعلها بلدة عام 2011، لاحقاً تنوع أبناء القرية، وأصبحت خليطاً اجتماعياً جميلاً كباقي القرى والبلدات والمناطق، يجمع فيما بينهم المحبة والإخاء، ويتشاركون في واجبات الأفراح والأحزان، وظهر فيها تطور عمراني مميز يميزها عن عشرات القرى التي تجاورنا، لكن مع الحفاظ على تاريخها وأصالتها، فالأحجار السوداء في كل مكان وزاوية، وهي إشارة إلى أن القرية قديمة جداً، وهنا نشير أيضاً إلى أن القرية تحوي مدارس للحلقتين الأولى والثانية، إضافة إلى وجود وحدة إرشادية، حيث يعمل الجميع حتّى اليوم لتكون قريتنا جميلة ومميزة».

أمّا "عبد الله الحاج إبراهيم" أحد أبناء القرية، فتحدّث عن الجوانب الأخرى في قريته قائلاً: «الأهالي يعشقون الأرض ويزرعون جميع المحاصيل الصيفية والشتوية، خاصة القمح، والقطن، والشعير، والعدس، والكمّون، والكزبرة، ويكون الإنتاج ناجحاً لوجود تربة مثالية، وقريتنا من المناطق التي تشهد أمطاراً مناسبة خلال فصل الشتاء، إلى جانب اهتمام الفلاح بمحصوله طوال مدة زراعته، وسقايته إذا لزم الأمر، وهناك تربية الأنعام والطيور، والاستفادة من خيراتها في الحياة اليومية، وبعض الأسر تستثمر تلك الأنعام والطيور من أجل بيع مشتقاتها في السوق.

موقع القرية عبر غوغل إيرث

الأهم من كل ذلك، أن القرية تحوي "ربعة" تضمّ كل الأبناء والزوّار والضيوف، لتكون لوحة اجتماعية تنشد المحبة والسلام، التي اعتادتها منذ تأسيسها الأول».

تنظيم مثالي للقرية