إضافة إلى تلاحم أهلها وتآلفهم الفريد، تحمل "قصروك" مزايا كثيرة؛ سياحية، ودينية، وزراعية، وفي أحضانها نقاط سياحية وأثرية تجذب الزوار والسياح، ودور العبادة التي تقابلت للوفاق والمحبة، حيث يلتفت الأهالي فيها إلى الزراعة بشتى أنواع المحاصيل؛ الشتوية، والصيفية.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيّار 2018، زارت قرية "قصروك" التي تبعد مسافة 50كم عن مدينة "القامشلي"، والتقت "آل سهدو" أحد أقدم الأسر التي سكنت القرية، وحافظت على وجودها، ومنهم "كميل سهدو"، الذي تحدّث بالتفاصيل عن القرية، فقال: «تعدّ من أقدم القرى على مستوى المنطقة، إضافة إلى تميز قدمها، فهي نقطة سياحية بامتياز، لكونها تضم ثلاثة تلال أثرية، وطبيعة خلابة، ودور عبادة تاريخية، خاصة الكنيسة، التي تشهد إقبالاً كثيفاً بوجه دائم، لأنها من الأماكن المقدسة عند المسيحيين والمسلمين. تشتهر القرية بالزراعة، خاصة المحاصيل المروية، إضافة إلى شهرتها بمشاريع زراعية متميزة، هناك حالياً أكثر من 20 مشروعاً زراعياً، فهي تهتم بزراعة المحاصيل الصيفية والشتوية، حتّى إنها تحافظ على زراعة القطن حتى اليوم، وزراعتها ناجحة؛ للاهتمام الكبير بها، وكذلك فإن المحاصيل الشتوية ناجحة لأنها محاصيل مروية، وقام الأهالي في السنوات الماضية بزراعة محاصيل جديدة، مثل: الكمون، الكزبرة، حبة البركة، إلى جانب زراعة الثوم بكثرة، وهي من القرى القلائل التي تمتاز بزراعة هذا المحصول المهم في المنطقة. أمّا من ناحية تربية الأنعام والطيور، فهي حاضرة بقوة في القرية؛ لأن ذلك عنصر رئيس من عناصر الحياة في القرى بوجه عام، ميزة القرية أنها تقع على الطريق الدولي؛ وهو ما أعطاها خصوصية كبيرة، وحظيت بالخدمات الرئيسة، سواء من الكهرباء أو المياه، وتعبيد الطرق، ودور التربية والتعليم».

القرية متفوقة زراعياً واقتصادياً وطبيعياً واجتماعياً، ولديها اختصاصات جامعية منوعة ومختلفة، وساهم المزارعون بنجاح جميع المحاصيل الزراعية بامتياز، فحبهم للأرض والأنعام والحياة أثمر كثيراً. ومنذ سنوات بعيدة رصدنا كتابات باللغة السريانية على أحجار التلال، وهي شواهد تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي. أمّا ولادة القرية، فكانت في أربعينيات القرن الماضي، حيث أسست على يد مجموعة من الفلاحين السريان، كانت أرضها بوراً وصحراء، فحولوها إلى جنة. ومن الأسماء الأولى التي سكنت في القرية: "توما خانو كريم"، وهو جد بطريرك السريان الحالي "مار أغناطيوس الثاني"، وهو من وضع اللبنة الأولى للقرية، ثم بدأ التوافد من أسرته وأهله، ليصل عدد السكان إلى 1500 نسمة، ولاحقاً من الطوائف الأخرى، الذين تعاهدوا على الحفاظ على خيراتها وجمالها وكنوزها

أمّا الباحث "أنيس مديوايه"، فتحدّث عن جوانب تخص القرية تاريخياً، وقال: «لا بدّ من الوقوف بداية عند معنى اسم القرية، فهي اسم سرياني ومعناه: قصر "أوروك"، وواضح من معناه أنه كان قصراً ومقراً لأحد ملوك "أوروك" في الحقبة التي كان فيها "جلجامش". تقع في سهل الجزيرة الشمال الشرقي بالقرب من محطة قطارات "تل علو"، لتضيف إليها ميزة أخرى، وهي وسيلة مهمة لوسائل النقل، التي ساهمت بكسب زوار عبر تلك الوسيلة من مناطق ومحافظات عديدة، واكتشف في تلها الأثري كتابات قديمة وصور وكتابة سريانية منقوشة على أحجار ضخمة من قبل بعثة الاستكشاف "الهولندية". والأهم في القرية الحالة الاجتماعية المثالية، فهي من القرى القليلة جداً، التي تضم بجانب الجامع كنيسة، وتضم عرباً وكرداً إضافة إلى السريان، والأجمل أن الكردي يتكلم بالسريانية، والسرياني يتكلم بالكردية، ويشكلون لوحة اجتماعية جميلة في الجامع والكنيسة، وقدموا رسائل محبة وأخوة عديدة في أنشطتهم وفعالياتهم».

أنيس مديوايه

أحد كبار السن من القرية "نوري صبري" بيّن تفاصيل أخرى عنها، فقال: «القرية متفوقة زراعياً واقتصادياً وطبيعياً واجتماعياً، ولديها اختصاصات جامعية منوعة ومختلفة، وساهم المزارعون بنجاح جميع المحاصيل الزراعية بامتياز، فحبهم للأرض والأنعام والحياة أثمر كثيراً. ومنذ سنوات بعيدة رصدنا كتابات باللغة السريانية على أحجار التلال، وهي شواهد تعود إلى القرن الحادي عشر الميلادي. أمّا ولادة القرية، فكانت في أربعينيات القرن الماضي، حيث أسست على يد مجموعة من الفلاحين السريان، كانت أرضها بوراً وصحراء، فحولوها إلى جنة. ومن الأسماء الأولى التي سكنت في القرية: "توما خانو كريم"، وهو جد بطريرك السريان الحالي "مار أغناطيوس الثاني"، وهو من وضع اللبنة الأولى للقرية، ثم بدأ التوافد من أسرته وأهله، ليصل عدد السكان إلى 1500 نسمة، ولاحقاً من الطوائف الأخرى، الذين تعاهدوا على الحفاظ على خيراتها وجمالها وكنوزها».

تلها الأثري
القرية عبر غوغل إيرث