تعدّ من أقدم القرى التي تنتمي إلى ريف "القامشلي"، تمتاز بحركة تجارية وزراعية قوية، أمّا طريقها البري، فهو نقطة الوصل والترابط بين العديد من القرى والبلدات والمدن، ونقطة عبور مهمة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 27 آذار 2018، زارت قرية "ذبانة" التي تبعد 10كم عن مدينة "القامشلي"، وجدت فيها مزايا كثيرة، تجعلها قريبة من حيوية المدينة، خاصة الكثافة السكانية في سوقها ومحالها، عن تلك المزايا وغيرها من الأمور، إضافة إلى ولادتها ونشأتها، تحدّث أحد كبار السن في القرية "إبراهيم الحربي" قائلاً: «قدم مجموعة من السكان إلى القرية منذ بداية عام 1914، وكان أول من بناها مجموعة من الأسر السريانية والأرمنية، حتّى إن اسمها في تلك المدة كان مؤلفاً من كلمتين "دو، وبانة"؛ أي فئتان، وهما بذلك يقصدان الأرمن والسريان، مع مرور الزمن، اعتاد الأهالي لفظ اسم القرية بكلمة "ذبانة" للاختصار والسهولة، وبهذه التسمية تم تدوينها في السجلات الرسمية وضمن الدوائر.

تشتهر القرية منذ القديم بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية، وهناك اهتمام كبير وحب من الأهالي بزراعة تلك المحاصيل، ويقومون بوجه دوري بإضافة محاصيل جديدة إلى قريتهم، كزراعة الكمون والكزبرة وحبة البركة، والقرية تشتهر أيضاً بزراعة بعض الخضار الصيفية والشتوية، لدعم السوق المحلية، هذا إلى جانب تربية بعض الأسر للأنعام والطيور، وهم بذلك يحافظون على إرث الآباء والأجداد

ومع بداية الخمسينات بدأت هجرة الأرمن والسريان إلى دول "أرمينا" و"السويد" وبنسبة أكثر إلى مدينة "القامشلي" من أجل التجارة والاقتصاد، والاستقرار فيها أيضاً بوجه دائم، حتّى إن تلك الأسر ساهمت بتأسيس المنطقة الصناعية في مدينة "القامشلي" واعتمد عليها الأهالي، وكانوا يزورونها من مختلف مناطق المحافظة.

طرق فرعية في القرية

بعد الخمسينات تنوع الأهالي في القرية، وبات خليطاً جميلاً من العرب والأكراد والسريان، وحتى يومنا هذا، التنوع قائم، ولا يشعر الأهالي إلا وكأنهم أسرة واحدة، حيث يصل عددهم إلى 500 نسمة، وتتوفر في القرية جميع الخدمات من صرف صحي، وتعبيد طرق، واتصالات، وكهرباء، ومياه».

يتابع "الحربي" حديثه عن مزايا أخرى عن قريته وأهلها: «تعد "ذبانة" المدخل الرئيس لمدينة "القامشلي" من جهة الجنوب، وتعدّ مدخلاً تجارياً مهماً وفعّالاً، فكل من يريد الذهاب الى مدينة "القامشلي" وهو قادم من بلدة "تل حميس" أو "تل براك" وحتى من الريف الجنوبي، لا بدّ أن يمر عبر مدخل قرية "ذبانة"، وهذا الأمر أدى إلى تطويرها عمرانياً وتجارياً واقتصادياً وزراعياً، حيث إن الشارع الرئيس يحتوي على جانبيه عشرات المحال التجارية، وفيها مواد غذائية وتجارية، ومواد صناعية وطبية وزراعية، إضافة إلى تجار ساهموا بخلق حركة تجارية قوية على مستوى القطر، من خلال تبادل المواد بين القرية وباقي المحافظات، وأغلب الأحيان يأتي الناس من الريف الجنوبي ويكتفون بقرية "ذبانة" عبر شراء كل ما يلزم لحياتهم اليومية، ولا يحتاجون إلى الذهاب لمدينة "القامشلي"، بخلاف القرى التي تقع في الجهة الشمالية والشرقية، فلا غنى عن أسواق "القامشلي"، حتّى إن بعض الأشخاص من مدينة "القامشلي" يستثمرون محالاً في القرية، وهم يومياً يتواصلون ويداومون في القرية من أجل رزقهم، وكونوا علاقة اجتماعية مثالية».

القرية عبر غوغل إيرث

أمّا "محمد الحمادي" مزراع من القرية، تحدّث عن الجانب الزراعي من خلال حديثه التالي: «تشتهر القرية منذ القديم بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية الشتوية والصيفية، وهناك اهتمام كبير وحب من الأهالي بزراعة تلك المحاصيل، ويقومون بوجه دوري بإضافة محاصيل جديدة إلى قريتهم، كزراعة الكمون والكزبرة وحبة البركة، والقرية تشتهر أيضاً بزراعة بعض الخضار الصيفية والشتوية، لدعم السوق المحلية، هذا إلى جانب تربية بعض الأسر للأنعام والطيور، وهم بذلك يحافظون على إرث الآباء والأجداد».

أحد التربويين الذين ساهموا بانطلاقة طيبة للحالة التربوية والتعليمية في القرية "أحمد العلي"، قال عن ذلك الجانب: «تضم القرية مدارس نموذجية لطلاب جميع الحلقات، وأبناء القرية على مدار جميع السنوات يحصلون على علامات متقدمة ومراكز متفوقة على مستوى المحافظة وأبعد، وفي القرية شهادات علمية كثيرة وفي أغلب الاختصاصات، وأكثر من ذلك، كان اهتمامنا منصباً على أن تكون المدارس مثالية من حيث زراعة الأشجار الكثيفة والنظافة والتفوق العلمي، وظهور المواهب المختلفة، إلى جانب تنفيذ الأنشطة والورشات الدورية التي تخص الجانب التعليمي».