انضمامها إلى قائمة أجمل القرى التابعة إلى منطقة "المالكية"، من كثرة مزايا التميّز فيها؛ فالينابيع حاضرة، والطبيعة الخضراء في كل نقطة، جعلتها منتجعاً للانتعاش والأمل.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 29 حزيران 2016، زارت قرية "الكاظمية" التي تبعد عن منطقة "المالكية" 12كم، بدورها تبعد عن مدينة "القامشلي" 102كم، ورصدت المدونة فيها علامات كثيرة للتميز والعطاء خاصة في المجال الزراعي، بيّن عن ذلك أحد أبناء القرية المزارع "سمير يوسف إيليا" ويقول: «عمر القرية أكثر من ستين عاماً، وأوّل من سكن فيها بالخمسينيات، من عائلتي "عيسى إيليا"، "رمزي إيليا"، ثمّ توافد إليها الأهل وعدد من أبناء المناطق الأخرى، لتكون قرية مثالية للتآخي والمحبة. وأهم ما يميزها أنها زراعية بحتة، وكل مقومات نجاح الزراعة فيها متوافرة، ويبقى الأهم وجود العديد من الزراعات، بعضها غير موجودة في مناطق أخرى نهائياً، والسبب في ذلك تربتها ورطوبتها وأجواء طبيعتها، ومن الزراعات الموجودة فيها حصراً (السمسم، حبة البركة)، إلى جانب زراعة كافة المحاصيل الأخرى ونجاحها الكبير، وهي: (القمح، الشعير، القطن، الكمون، الكزبرة، العدس، البيقية).

منذ عشر سنوات وأنا أعمل في أراضي عائلة "إيليا"، تفصل قريتي عن قريتهم أكثر من 8كم، لكن جميع بنات القرية ومنذ سنوات يعملن في هذه الأرض، إضافة إلى العلاقة الاجتماعية بين أهل القرية وأجدادنا، فهناك جمال رائع للقرية، يعيش الشخص ضمن جوّ رائع ولا يشعر بالتعب والإرهاق أثناء العمل، فهناك غابات من الأشجار الخضراء في كل مكان، كل ذلك يشعر براحة نفسية

تعد القرية من المناطق الاقتصادية والسياحيّة، فالكثير من القطع والآلات الزراعية تمت صناعتها في قلب القرية، وهذا الأمر نادراً ما يحصل، كإنجاز المرحوم "يوسف إيليا" لحصادة "البيقية" بجهد ذاتي، والآلة حتى اليوم حاضرة، واستفاد منها كل أبناء المنطقة، وكما أسلفنا محاصيل القرية وخاصة الجديدة منها ساهمت بنشرها وانتشارها في السوق المحلي، لذلك الفائدة كانت كبيرة جداً، وهناك من يربي الأنعام وخاصة الأغنام، إلى جانب رغبة عدد من الأسر بإنتاج العسل المحلي».

سمير إيليا

للقرية عناوين أخرى، تضفي عليها جمالاً مضاعفاً، يقول عنها "سمير إيليا": «تشتهر القرية بالعلاقات الاجتماعية الطيبة، فهناك تواصل يومي بينها وبين كافة أبناء القرى والمناطق الأخرى، ومن خلال ذلك أنجزت الكثير من القضايا سواء المتعلقة بحياة العمل، أو المتعلقة بالجانب الاجتماعي، وقريتنا كانت المبادرة بتنفيذ الكثير من المواقف الاجتماعية، هذا إلى جانب شهرة أبنائها بالصيد، وهذا الأمر يتحدث به كل من سمع بقرية "الكاظمية"؛ وقد تم اصطياد عدة أنواع من الطيور في القرية، جاءت إليها من دول ومناطق بعيدة جداً.

ضمن القرية مدرسة للحلقة الأولى، ويتابع الشخص تحصيله في المراحل الأخرى في القرى المجاورة أو في "المالكية"، والكثيرون من أبنائها حصلوا على شهادات عليا وفي كل مجالات التعليم، أمّا خدمة الكهرباء فهي متوفرة ومنذ عشرات السنين، بل هي أوّل قرية أدخلت إليها المولدة الكهربائية الخاصة، في سبيل تنفيذ وإنجاز آلات زراعية، والارتقاء بالزراعة والاقتصاد إلى أعلى الدرجات الرقي، والطريق بين القرية والقرى الأخرى وبين "المالكية" سهل وسالك بسهولة جداً في كافة فصول السنة، لأنّ حركة السير عليه كبيرة يومياً، خاصة أنها تحتضن المئات من العمال الذين يعملون في الأرض على مدار السنة».

عطاء وإنتاج من القرية

المزارعة "نيركز علي" تتحدث عن علاقتها بالقرية وأهلها وتقول: «منذ عشر سنوات وأنا أعمل في أراضي عائلة "إيليا"، تفصل قريتي عن قريتهم أكثر من 8كم، لكن جميع بنات القرية ومنذ سنوات يعملن في هذه الأرض، إضافة إلى العلاقة الاجتماعية بين أهل القرية وأجدادنا، فهناك جمال رائع للقرية، يعيش الشخص ضمن جوّ رائع ولا يشعر بالتعب والإرهاق أثناء العمل، فهناك غابات من الأشجار الخضراء في كل مكان، كل ذلك يشعر براحة نفسية».

"محمد إسماعيل" من منطقة "اليعربية" يتحدّث عن زيارته إلى القرية ويقول: «هناك نبعة للسباحة غير موجودة في كل المنطقة، وهناك الكثير من المحاصيل الزراعية لا تزرع إلا في القرية المذكورة والتعرف إليها شيء مهم خاصة من طبقة المزارعين، إضافة إلى الينابيع التي تنتشر في أغلب مناطق القرية وزادتها جمالاً، لذلك الكثير من الأسر يتوافدون إليها لقضاء نهار كامل بين أحضانها، ومنهم من يعدّها متنزهاً للسيران والرحلات خاصة في فصل الربيع».

صورة للقرية من غوغل