إلى الجهة الجنوبية الغربية من مركز المدينة، نهض حي "المرديان" مترافقاً مع طفرة عمرانية وتنظيمية رائعة، تجلت أجمل صورها في محاكاة الحداثة والبساطة في التكوين.

مدونة وطن "eSyria" زارت الحي وتجولت فيه بتاريخ 10 تشرين الثاني 2014، والتقت من أهله المهندس الزراعي "سعد الدين جديد"، فقال: «لهذا الحي نكهة خاصة من عدة جوانب، ففي المقام الأول يعد من الأحياء الأكثر هدوءاً وتنظيماً، كما يلعب موقعه الجغرافي دوراً بارزاً في إقبال الناس عليه، فمن الجنوب والغرب يحده نهر الخابور، ومن الشمال شارع المحافظة، ومن الشرق شارع "غويران" العام، وقد شهد هذا الحي نهضة عمرانية لا تكاد تتوقف إلى يومنا هذا، فهو وجهة جميع الأشخاص الذين يريدون الخروج من زحمة المدن، كما يريدون أن تؤمن لهم وجهتهم القرب من مركز المدينة والأحياء الأخرى، وهذا ما يؤمنه الحي لسكانه فعلياً، كما أن التنظيم العمراني الذي بُني عليه الحي يؤمن مسكناً صحياً لأصحاب المنطقة، فعرض الشوارع وتصميمها يجعل البناء في فسحة جيدة، كما يتركه عرضة لأشعة الشمس والهواء؛ وهو أمر صحي بحت».

يعد الحي اليوم وجهة لأغلب الناس لشراء مساكن فيه، على الرغم من غلاء أسعار العقارات، وذلك بسبب موقعه وتنظيمه الحديث وجودة الأبنية، ويسكن في الحي خليط متنوع من كل المحافظة وحتى من خارجها، كما يلعب قرب الحي من مركز المدينة وانفتاحه على الأحياء الأخرى وخصوصاً المركز، دوراً كبيراً في ارتفاع الإقبال عليه، ويزيد عدد سكان الحي وفق الإحصائيات الأخيرة على 10 آلاف نسمة

يتابع: «يوجد في هذا الحي عدد من الدوائر والمؤسسات الخدمية المهمة، وعلى رأسها مديريتا الزراعة والتربية، وهما المديريتان الأكثر خدمةً للمواطنين لاعتبارات تتعلق بطبيعة المحافظة، خصوصاً في المجال الزراعي ولا يمكن إغفال الجانب التعليمي، كما يوجد في الحي ما يمكن وصفه بالمعلم الأهم في المحافظة، وهو فندق "المرديان" الذي بني وفق أحدث الطرز المعمارية، إلا أنه لم يستثمر لهذا التاريخ، ولذا يمكن القول إن ذوي الطلاب يتطلعون ليقوم المسؤولون بتحويل هذا الصرح العمراني إلى كلية علمية، ولأن كلية الهندسة المدنية تقع خارج حدود المدينة، يطمح الجميع لتحويل الفندق إلى كلية للهندسة المدنية».

فندق المرديان

بدوره قال المعلم "محمد الأحمد": «أهم ما يميز الحي هو وجود مديرية التربية التي تقدم خدماتها لعدد كبير من الطلاب، ولأن هذا الحي مصمم وفق منهجية حديثة، لا يمكن للشخص مشاهدة الازدحام الذي يحصل أمام هذه المؤسسة نظراً لكثرة الكوادر التعليمية، كما يؤمن الحي جواً هادئاً ومثالياً لتقوم هذه المؤسسة بعملها على الوجه الأمثل، أما من ناحية موقع الحي فهو مفتوح على معظم الأحياء، ويعد الوصول إليه ميسراً لكن سيراً على الأقدام، لأنه غير مزدحم بوسائط النقل وهذه برأيي الإيجابية الأكبر، لذا ترى الحي نقياً ولا يعاني من التلوث كما باقي الأحياء».

من جانبه قال رئيس مجلس المدينة المحامي "بسام العفين": «يعد حي "المرديان" من أحدث الأحياء نشوءاً، فقد كان ولوقت قريب أشبه بواحةٍ خضراء، حيث كانت أراضي الحي تستخدم لزراعة الخس والبقدونس والفجل والجزر والبندورة، وساهم في هذه الحالة نهر "الخابور" الذي يحد الحي من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية، وبسبب رخص أسعار الأراضي وقربها من مركز المدينة، توجه أغلب الناس إلى شراء قطع سكنية وتشييد المباني، كما قام المجلس بتخديم الحي على أعلى مستوى من حيث شبكات الصرف الصحي؛ وأعمدة الإنارة وتعبيد الطرقات وما إلى ذلك من خدمات، وساهم في ازدهار الحي وجود عدد غير قليل من المؤسسات الخدمية المهمة مثل: "مديرية التربية والزراعة، ومديرية المصالح العقارية، ومديرية الجمارك، ونقابة المهندسين الزراعيين، وهيئة تنمية البادية، والتأمينات الاجتماعية، ومتحف "الحسكة" الجديد، وفندق "المرديان"».

شارع التربية

ويختم: «يعد الحي اليوم وجهة لأغلب الناس لشراء مساكن فيه، على الرغم من غلاء أسعار العقارات، وذلك بسبب موقعه وتنظيمه الحديث وجودة الأبنية، ويسكن في الحي خليط متنوع من كل المحافظة وحتى من خارجها، كما يلعب قرب الحي من مركز المدينة وانفتاحه على الأحياء الأخرى وخصوصاً المركز، دوراً كبيراً في ارتفاع الإقبال عليه، ويزيد عدد سكان الحي وفق الإحصائيات الأخيرة على 10 آلاف نسمة».

حي المرديان من الفضاء