على البوابة الجنوبية وبالقرب تماماً من مركز المدينة يقع الحي الذي ضربت أطنابه عميقاً في القدم، وخاض اليوم تمازجاً ثقافياً وتطوراً عمرانياً جعله من الأحياء النامية في المدينة.

مدونة وطن "eSyria" زارت حي "غويران" في "الحسكة" بتاريخ 23 تموز 2014، والتقت "أحمد عليوي" أحد سكان الحي، ويقول: «للحي الكثير من المزايا التي تجعله في صدارة المدينة، فمن الناحية التاريخية يعدّ موطناً لحضارة أقوام سابقين بدليل التل الأثري الذي قامت البعثات الأثرية بالتنقيب فيه واكتشفت الكثير من الأسرار والرقم، أما من الناحية الجغرافية فهو أقرب الأحياء إلى مركز المدينة حيث لا يفصل بينهما سوى الجسر الذي يقطع نهر "الخابور"، ومن الناحية المعيشية واليومية فيعد من الأحياء الحيوية والنشطة على كافة الصعد، وتلعب الطبيعة الديموغرافية دوراً مهماً فيه، إذا تغلب عليه الطبيعة العشائرية، فغالباً يسكن الرجل بالقرب من أقاربه أو على أبعد تقدير في الشارع الثاني، ولهذه الظاهرة إيجابياتها إذ يمكن القول إن أغلب سكان الحي يعرفون بعضهم بعضاً، ويزورون بعضهم ويتقاسمون الأمور الحياتية في ما بينهم، ويمكن رؤية التكافل الاجتماعي في أوجه بين أبناء الحي».

يتجاوز عدد سكان الحي كاملاً 14 ألف نسمة، حسب الإحصاء الذي أجري عام 2012، ويعد "غويران" من الأحياء النامية والمتزايدة بشكل ملحوظ

وفي لقاء مع "عبود العكلة" مختار الحي يقول: «يعد "غويران" من الأحياء القديمة جداً تاريخياً، أما حديثاً فقد بدأ يشهد تزايداً عمرانياً منذ خمسينيات القرن الماضي، ويشهد اليوم طفرة عمرانية عمودية وأفقية وتوسعاً كبيراً في مساحته، ومما يميزه أن الهجرة إليه لم تكن ريفية بحتة ككل الأحياء، بل علاوةً على من تركوا الريف الجنوبي للمحافظة وتوطنوا في الحي، تم تسجيل حالات كثيرة لقدوم عوائل عريقة من محافظة "دير الزور" وسكنوا فيه، حتى إن اللهجة الديرية عرفت طريقها نوعاً ما إلى الحي بأسره، وتمازجت ثقافة المحافظة بثقافة القادمين إليها، واليوم يسكن الحي خليط من النسيج الاجتماعي إلا أن العرب "العشائر" هم الأكثرية».

تل غويران الأثري

رئيس مجلس مدينة "الحسكة" القاضي "بسام العفين" يقول: «للحي أهمية كبيرة إذ إنه يعد البوابة الجنوبية للمدينة، حيث تطالع تلته الأثرية كل القادمين من الجنوب ليروي لهم قصة المدينة أو الحي، من هنا انطلق مجلس المدينة للاهتمام بهذا الحي وتخديمه على أكمل وجه، فقد تم شق الطرقات العريضة التي تمر من تحت التل الأثري، كما تم توسيع الطرق الضيقة لإضفاء السمة السياحية على الحي، وتنوير الطرقات وفق أحدث المعايير، ويقسم الطريق الرئيسي الحي إلى قسمين هما "غويران الشرقي"، و"غويران الغربي"، ويصل هذا الطريق إلى طريق "الحسكة - دير الزور" السريع مباشرةً، ويحد الحي من الجهة الشمالية نهر "الخابور" الذي يعد الحد الفصل مع مركز المدينة، ومن الجهة الجنوبية شارع "المدينة المنورة"، ويحده من الشرق المحلق الشرقي، ومن الغرب شارع الشهيد "باسل الأسد"، ويضم الحي كراج الانطلاق الجنوبي وهو الكراج الأقدم في المدينة، إضافة إلى عدد من الدوائر والمؤسسات الحكومية، ويضم سجن المدينة المركزي».

بدوره بيّن "عز الدين الناصر" مدير دائرة الإحصاء في المدينة أنه تم تقسيم الحي إلى عدد من الأحياء الإدارية لضمان تنزيل البيانات بدقة، ويقول: «يتجاوز عدد سكان الحي كاملاً 14 ألف نسمة، حسب الإحصاء الذي أجري عام 2012، ويعد "غويران" من الأحياء النامية والمتزايدة بشكل ملحوظ».

حي غويران من الفضاء