يعدّ كراج "جبو" من أقدم مراكز النقل في مدينة "القامشلي"، الذي كان بوابة العبور نحو منطقة "المالكية" وجميع المناطق والقرى الممتدة على الطريق، ويتوسط اليوم السوق المركزي في المدينة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 1 تموز 2014، وقفت عند عدد من كبار السن ورجالات الماضي للتعرف على طبيعة وخصوصية كراج "جبو" الذي يعدّ أوّل وأقدم كراج في مدينة "القامشلي"، والذي كان مخصصاً للذهاب إلى الجهة الشمالية من المدينة وتحديداً صوب ديار "المالكية"، وقد بدأ الحديث عنه السيد "حسين رمضان" الذي يتذكر الكثير من القصص والذكريات ويقول: «بشكل دوري كانت لي زيارة إلى الكراج للذهاب إلى "المالكية" حيث وجود الأهل والأقارب، وكان لا بدّ قبل أي شيء أن ننتظر فترة ما حتّى يحين موعد الرحلة، وربما يطول الانتظار أو يقصر، وخلال الانتظار كنّا نتعرف على أغلب الوجوه التي كانت في ساحة الكراج أو خارجه، وبذلك تشكلت علاقات اجتماعية عمرها حتّى اليوم، وبالنسبة للسيارات فكانت عبارة عن سيارات أجرة (تكاسي) كبيرة تتكون من ثلاثة مقاعد، وحتى اليوم هناك عدد قليل منها يطلقون عليها اسم سيارات "المالكية"، وعندما تقلع السيارة كانت البضائع ترص فوقها ضمن شبك حديدي ليتم تحميل أكبر كمية ممكنة، وتتجه السيارة حتى آخر نقطة وهي "المالكية"، ومروراً بالطريق كان يقف السائق عند المفارق العامة وعند القرى وفي البلدات والنواحي؛ حيث ينزل ركاب ويصعد آخرون إن كان هناك مجال لذلك».

إلى جانب الكراج كان هناك مطعم شعبي ومحل لبيع المثلجات الباردة ومقهى أيضاً، وتلك المحلات كان وجودها ضرورياً بجانب الكراج، وبعد عشرين عاماً تحول الكراج إلى بناية سكنية، ولم تدم طويلاً حتّى تحولت إلى قيصرية كاملة من المحلات التجارية في وسط السوق المركزي الآن، علماً أن مساحة الكراج تقدر بـ250م2 إضافة إلى المحلات التي كانت على جانبي الكراج وهي أربع محلات ترابية اثنان في كل جانب

أما الحاج "صالح المحمود" فيضيف تفاصيل أخرى عن الكراج وسياراته ويقول: «السيارة لم تكن تستوعب أكثر من عشرة ركاب، وأحياناً كثيرة كان يغير مسار الطريق ويتجه نحو قرية ليست على الطريق الأساسي من أجل إنزال ركاب تلك القرية مع بضائعهم، وذلك خشية أن يعلق الركاب على الطريق دون الوصول إلى قريتهم بسبب قلة السيارات حينها، حتّى عندما كانت السيارة تخرج من "القامشلي" ربما يحجز السائق عدداً من المقاعد لعدد من الركاب ينتظرونه على امتداد الطريق العام قبيل مغادرة المدينة، وذلك في حال وجود أطفال وكبار السن حتّى لا يتحملوا عناء التوجه نحو الكراج، وكل ذلك كانت تدخل ضمن إطار الحالات الإنسانية والكل كان يتقبلها، أما الفترة التي كانت تستغرق حتى تصل السيارة إلى "المالكية" فأحياناً تكون أكثر من ساعتين، مع أنها في الأساس لا تأخذ أكثر من ساعة في حال التوجه مباشرة، ولكن ومع ذلك كان أغلب الركاب يعتبرونها رحلة استجمام وترفيه».

شارع أبي العلاء ويقع عليه الكراج

أمّا الكاتب "أنيس حنّا مديوايه" من رجال التدوين فتحدّث بتفاصيل تاريخيّة عن الكراج، يقول: «جاءت تسمية الكراج بناء على اسم صاحبه "جبو قره باشي" فالجميع كان يقول له العم "جبو"، وكان ذلك في الأربعينيات، في ساحة كبيرة هي الآن وسط السوق المركزي، وتلك الساحة مع سورها كانت ترابية بالكامل، أمّا من الخارج فكانت هناك محلات على مساحة حائط الكراج الأمامي، وجميع تلك المحلات كانت أيضاً مبنية من التراب، وفي وسط المحلات الباب الترابي وهو مدخل للكراج، وفي بداية تأسيس الكراج كان يضم أربع سيارات فقط من التكاسي الكبيرة مهمتها الذهاب والعودة من "القامشلي" إلى المالكية" وبالعكس أيضاً، وذروة الأزمة والكثافة على الكراج كانت يوم الخميس، فالسفر كان في أوجه».

ويضيف: «إلى جانب الكراج كان هناك مطعم شعبي ومحل لبيع المثلجات الباردة ومقهى أيضاً، وتلك المحلات كان وجودها ضرورياً بجانب الكراج، وبعد عشرين عاماً تحول الكراج إلى بناية سكنية، ولم تدم طويلاً حتّى تحولت إلى قيصرية كاملة من المحلات التجارية في وسط السوق المركزي الآن، علماً أن مساحة الكراج تقدر بـ250م2 إضافة إلى المحلات التي كانت على جانبي الكراج وهي أربع محلات ترابية اثنان في كل جانب».

السيد أنيس مديوايه

يشار إلى أن كراج "جبو" يقع في شارع "أبي العلاء المعري"، يتقاطع مع شارع "السيد الرئيس" في وسط السوق المركزي مقابل المصرف التجاري السوري.