هو بمنزلة القلب من الجسد إذ تنبض الحياة منه، فموقعه الذي يتوسط المدينة بأسرها، يجعل جميع الأحياء تطوف في فلكه، لتكتسب من خيراته أو لتودِع خيراتها فيه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 أيار 2014 الخياط "آلان محمد" ليتحدث عن أهمية هذا الحي، فقال: «أنا من سكان حي "الصالحية" الذي يقع إلى الشمال من مركز المدينة بنحو 3 كيلومترات، في كل صباح أقطع هذه المسافة سيراً على الأقدام، حيث يشهد الطريق كثافةً بشرية لا تنقطع على مدار ساعات النهار، إذ يعدّ مركز المدينة وجهة جميع السكان المحيطين به دون استثناء، ففي المركز يوجد كل شيء وفي أماكن متقاربة، حيث يوفر التقارب والتنوع الموجود في المركز الوقت والجهد على أصحاب الحاجات، والأهم من هذا وذاك يؤمِّن الحراك البشري في هذا الحي أبواب رزق لجميع الراغبين في كسب قوتهم اليومي».

أن المركز يعد الخيار الوحيد لجميع سكان الريف، وعلى الرغم من قيام الكثيرين من الصناعيين بنقل أماكن حرفهم إلى الأحياء؛ التي تعد بوابة الأرياف من الجهات الأربع، إلا أن سكان الريف وبشكلٍ خاص قلما يتوقفون في الأحياء لقضاء حوائجهم، فمن وجهة نظرهم أن أي طارئ يحدث للمتسوق في الأحياء سيجبره على النزول إلى الأسواق الموجودة في مركز المدينة، لذا هم يوفرون على أنفسهم الجهد ولا يتركون خياراتهم للمصادفة

وبين السيد "وطبان الشرابي" من أهالي قرية "الحمر": «أن المركز يعد الخيار الوحيد لجميع سكان الريف، وعلى الرغم من قيام الكثيرين من الصناعيين بنقل أماكن حرفهم إلى الأحياء؛ التي تعد بوابة الأرياف من الجهات الأربع، إلا أن سكان الريف وبشكلٍ خاص قلما يتوقفون في الأحياء لقضاء حوائجهم، فمن وجهة نظرهم أن أي طارئ يحدث للمتسوق في الأحياء سيجبره على النزول إلى الأسواق الموجودة في مركز المدينة، لذا هم يوفرون على أنفسهم الجهد ولا يتركون خياراتهم للمصادفة».

منتزه الساحة وسط المدينة

من جهته بيّن مختار الحي "كرم السك": «أن المركز هو من أعرق الأحياء في المدينة، حيث تعود فترة نشوئه إلى ثلاثينيات القرن الماضي، عندما شكل القادمون من محافظة "دير الزور" والأرياف المحيطة بالمدينة وعدد من المحافظات الأخرى، مثل محافظات "حلب" و"حمص" و"حماة"؛ والنواحي والمدن المنتشرة في أنحاء المحافظة نواة هذا الحي، ولا يعد مركز المدينة في وقتنا هذا مركزاً سكنياً لعدد من الأسباب؛ أهمها تحويل أغلب المساكن إلى محالٍ تجارية تعلوها أبنية مكتبية بتصاميم لا تصلح للسكن، إلا أن الأمر لا يخلو من تواجد أعداد ليست بالكثيرة من السكان الذين تمكنوا من إقحام أنفسهم وسط هذه التحولات؛ حيث استثمر أصحاب البيوت عقاراتهم في التجارة وانتقلوا إلى الأحياء الناشئة؛ التي أحاطت بالمركز من جميع الجهات، ويقطن في حي "وسط المدينة" سكان من جميع المكونات، وهم على قلتهم يمثلون كافة أطياف النسيج الاجتماعي، وفي الأغلب لا تكون بين هؤلاء السكان صلة قرابة؛ فالاستقرار في الحي هو خيار فردي ويتطلَّب إمكانيات مالية غير قليلة؛ بسبب غلاء العقارات السكنية وقلة توافرها بشكل يلبي الأذواق».

بدوره أوضح رئيس مجلس المدينة القاضي "بسام العفين": «أن الحي يقع وسط المدينة يضم أهم وأقدم المباني الحكومية والخدمية، ومن ميزات الحي أن بناءه ما يزال على التنظيم القديم بسبب قدم حركة العمران التي شهدها، حيث تعود حركة العمران فيه إلى بداية تشكل المدينة أوائل القرن الماضي، ويضم المركز مبنى المحافظة ومديرية الخدمات الفنية، ومجلس المدينة، ومديرية الخدمات الفنية، المجمع الاستهلاكي، والقصر العدلي، ونقابة المعلمين، وأضخم فندق في المحافظة "فندق اللؤلؤة"، وأقدم مسجد في المدينة "معاذ بن جبل"، ومركز الهاتف الأول، وسوق الهال القديم، وأقدم ثانوية "أبي ذر الغفاري"، ومدرسة التطبيقات المسلكية؛ التي تم تحويلها منذ عدة سنوات إلى كلية الحقوق، إضافةً إلى التل الأثري الذي يعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد. ويحد الحي من الجهة الجنوبية "نهر الخابور"، أما من الجهة الشمالية فيحده محلق "كورنيش الصناعة"، ومن جهة الغرب شارع "فارس الخوري"، ومن الشرق شارع فردوسة. مشيراً إلى أن الحي يعد من أفضل الأحياء تخديماً بسبب موقعه ومكانته؛ ويعمل المجلس جاهداً على تطويره وتحديثه حسب الإمكانات التي يسمح بها وضع الحي».

نقابة المعلمين
فندق اللؤلؤة