إلى الغرب من مدينة "الحسكة" وعلى بعد 45 كيلومتراً تغفو على الضفة الشرقية لنهر الخابور، تقاسمه حبه وعطاءه لأهل تلك المنطقة.

فإذا قصدت المدينة من أي جهة تُطالعك تلتها الشهيرة التي اكتسبت الناحية اسمها منها، فهي تنتصب فوق أرض سهلية ليس فيها اعوجاج، وعنها يقول الحاج "خضر السلوم" أحد وجهاء ناحية "تل تمر" في حديثٍ مع مدونة وطن "eSyria" أجري بتاريخ 5 نيسان 2014: «تتوسط البلدة مساحاتٌ شاسعةٌ من الأراضي الزراعية الخصبة، التي تمتد على سريري "نهر الخابور" الذي يعدّ عصب الحياة للمنطقة برمتها، حيث يعمل أغلب سكان المنطقة في الزراعة، وتُعد "تل تمر" وجهة معظم أهل القرى إن لم نقل كلهم، فقد تطورت هذه الناحية على مختلف الصعد لتلبي حاجات السكان المحليين إضافةً إلى أهل القرى المتناثرة حولها من الجهات الأربع، حيث اتجه أهلها لمواكبة المتطلبات اليومية للفلاحين من خلال تأمين حاجاتهم قدر الإمكان، ساعدها في ذلك قربها من مدينة "الحسكة" ووقوعها على الطريق الدولي الممتد إلى محافظتي "حلب والرقة"، وفي الوقت عينه قصدها أصحاب بعض المهن وعلى رأسهم أصحاب مهنة الميكانيك، وذلك بسبب كثرة الأراضي الزراعية التي تعتمد في الري على مياه الآبار الارتوازية، وفي الدرجة الثانية على أصحاب الصيدليات الزراعية، لما لهذين التخصصين من أهمية».

إلى أن أهمية الناحية تأتي من موقعها الجغرافي حيث يمر الطريق الدولي القادم من "اليعربية" والممتد إلى محافظة "حلب" من وسطها، كما تعدّ واسطة العقد بين منطقة "رأس العين" و"القامشلي" ومدينة "الحسكة"، وبين الريف الجنوبي الغربي للمحافظة، وفيها مركز لتسلّم الحبوب "الميرة" الذي يعد من أقدم المراكز في المحافظة

يتابع "السلوم": «كانت ناحية "تل تمر" في بدايتها قرية صغيرة محيطة بتل قديم، وهو من التلال الأثرية كما كل تلال المحافظة، ويذكر سابقاً أن البلدة كانت مقصد تجار التمور القادمين من "العراق"، حيث كان التجار يعرضون بضاعتهم إلى جانب التل، ويقصد المكان أهل القرى المحيطة لشراء حاجتهم من المادة، إلى أن حمل التل اسم التمر وبقي هكذا حتى يومنا هذا، لكن الفارق بين اليوم والأمس هو التوسع الذي شهدته البلدة والتأقلم مع الحياة العصرية خصوصاً بعد جفاف "نهر الخابور" بشكلٍ كامل وتحول أهل المنطقة إلى الزراعة المروية بالآبار».

صورة للكنيسة وسط تل تمر

أما مختار الناحية "محمد عبد الرحمن" فيقول: «إن أجمل ما تمتاز به ناحية "تل تمر" اللوحة الفسيفسائية التي يشكلها التنوع السكاني، حيث يقطن مركز الناحية الآشوريون الذين جاؤوا إلى المنطقة عام 1935 من "العراق" فاستوطنوا فيها وتعايشوا مع أهلها وأصبحوا جزءاً من المكون السكاني، وهي حالةٌ متفردة من الطيبة قلّ أن تجد نظيرها في العالم، ويشاركهم في المنطقة الأكراد والعرب وأكثرهم من قبيلة "البقارة"، ولا يمكن للقادم من خارج المكان أن يميز بين شخصٍ وآخر بسبب الانصهار الذي حصل بين المكونات كلها، من جهةٍ أخرى ترى على الجميع هيئة الفلاحين بما فيهم المثقفون، فالكل يمتلك أرضاً ويعمل فيها وغالباً ما تراهم في نهاية النهار قد تعفروا بترابها، أما التعايش الاجتماعي والتزاور والتعاضد فيما بين الجميع فحدث ولا حرج، فهم في الأفراح والأتراح سواء وهذه الصورة لا يمكن أن تراها في الكثير من الأماكن».

بدوره بين رئيس مجلس الناحية "فارس الحاتم": «أن المخطط التنظيمي للناحية يمتد على مساحة 400 هكتار، ويقطنها أكثر من 20 ألف نسمة من كل المكونات، وتوجد فيها 12 حديقة مجهزة تعدّ وجهة للتنزهه لكل السكان المقيمين، كما يوجد فيها نادي "الخابور الرياضي" الذي يحتوي على ملعب لكرة القدم والكرة الطائرة، ومضمار لسباق الدراجات الهوائية، وصالة رياضية مغلقة لممارسة الرياضات الشتوية، ومن الناحية السياحية يوجد مقصف وكازينو "الخيمة" على ضفاف نهر الخابور يقصده السكان في العطلة الأسبوعية للترويح عن أنفسهم، وفي الجانب التنظيمي والخدمي تعد الناحية منظمة وفق أسس حديثة من حيث الطرقات والأبنية، وقد تم تنفيذ شبكة للصرف الصحي بطول 35 كيلومتراً تخدم جميع المنازل، مشيراً إلى وجود عدد من الدوائر الحكومية لتسهيل عمل المراجعين وتخفيف عناء السفر إلى مدينة "الحسكة"».

صورة لناحية تل تمر من الفضاء

ولفت "الحاتم": «إلى أن أهمية الناحية تأتي من موقعها الجغرافي حيث يمر الطريق الدولي القادم من "اليعربية" والممتد إلى محافظة "حلب" من وسطها، كما تعدّ واسطة العقد بين منطقة "رأس العين" و"القامشلي" ومدينة "الحسكة"، وبين الريف الجنوبي الغربي للمحافظة، وفيها مركز لتسلّم الحبوب "الميرة" الذي يعد من أقدم المراكز في المحافظة».