تُعدّ من أجمل القرى التي تنتمي إلى ريف "القامشلي"، فالينابيع تطوقها والأشجار الكثيفة تغطيها وعديد الحدائق الخضراء تزينها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 نيسان 2014 زارت قرية "المشيرفة" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 70كم، وتعرّفت العناوين المتميزة للقرية من خلال أبنائها وأهلها وحتّى من زوّارها، وكانت البداية مع الحاج "محمّد المرعي" أحد كبار السن ومن رجالات الماضي ليسرد عن بعض من الوقائع التاريخية لمنبت ولادته عندما قال: «يعود عمرها إلى أكثر من ثمانين عاماً، وأول من وضع اللبنة الأولى في القرية الحاج "إسماعيل عبدي مرعي" وتبعه أخوه وابن أخيه السيدان "رشيد محمد مرعي، وأمين رشيد مرعي"، ثم مع مرور الزمن توافد الأهالي إلى القرية تباعاً وأكثرهم من آل "مرعي"، والآن هناك أكثر من مئة دار سكني في القرية، علماً أن في القرية مزايا وخصالاً تفتقدها غالبية القرى في منطقتنا، فهي القرية الوحيدة التي تتميز بكثرة الحدائق الجميلة فيها ولكل منزل حديقة، وتلك الحدائق زُرع فيها بالماضي غالبية أنواع الخضار والفواكه وكانت تنتج بجودة عالية، ومنهم من كان يستثمر تلك الفواكه للبيع والعديد من أبناء مدينة "حلب" وغيرها كانوا يأتون إلى القرية من أجل شراء تلك الفواكه، والميّزة الأخرى للقرية أنها وبمساحة 5كم كانت تنتشر فيها الينابيع ما أعطت جمالية وبعداً حيوياً».

خلال الأيام الماضية قمنا بزيارتها وطالت الإقامة لعدة أيام مع أطفالنا، وجدنا طبيعة رائعة ومساحات خضراء رائعة، وجدنا المتعة والاستئناس والفرح بين أحضانها وعلى نغمة عصافيرها وطيورها

ويضيف الحاج "محمّد المرعي" حول طبيعة ومحاصيل القرية: «الذي كان يعطي القرية علامة التفوق أنها كانت من بين القرى النادرة التي كانت تقوم بزراعة الأرز وبمساحات كبيرة لكثرة ينابيع الأنهار، وبعد انخفاض نسب الينابيع افتقدت القرية إلى تلك الزراعة، وحافظت على زراعة الشعير والقمح والعدس والكمون والكزبرة والقطن والحمص، وهي زراعات ناجحة جداً بسبب الطبيعة الخضراء وكثرة الأمطار الشتوية والرطوبة التي تفرض نفسها لفترات طويلة من السنة، أمّا أعداد الأشجار فهي لا تعدّ ولا تحصى بل هناك من يشبّه كثافة تلك الأشجار بالغابات الكثيفة».

جمالها في كل منزل حديقة

أمّا السيد "جوان محمد سعيد مرعي" فقد تحدّث عن الخدمات التي تتواجد في القرية عندما قال: «بما أنّ القرية من القرى السياحية تقريباً وتشهد حركة كثيفة من الزوّار ومن كافة مناطق الجزيرة السورية وحتّى من يزورها من المحافظات الأخرى لقضاء ساعات المتعة والترفيه، فالقرية تحظى بشبكة اتصالات أرضية من عدّة سنوات، إضافة إلى وجود فرن حجري يستطيع تأمين كفاية الخبز للأهالي، أمّا شبكة الكهرباء فهي موجودة منذ الماضي البعيد، إضافة إلى ذلك هناك شبكة مياه وآبار ارتوازية عديدة، وهي مُخدّمة بتعبيد طريقها الواصل من منتصف القرية وحتّى الطريق الدولي العام وما يقارب الـ2كم، والقرية مجهزة أيضاً بشبكة كاملة من الصرف الصحي، وتلك العناوين عن الخدمات تعطي إشارات عديدة عن جمال القرية ورونقها، وإذا اكتملت القرية بوجود نقطة صحيّة فحينها تكتمل كامل احتياجاتها، علماً أن وسائل النقل تقوم يومياً بالذهاب والإياب بين القرية وباقي المناطق والنواحي وصولاً إلى مدينة "القامشلي"».

وكان للمدرّس "جمال المرعي" حديث عن الواقع التعليمي، وذلك بالقول التالي: «القرية ومنذ ولادتها تقريباً وجدت فيها مدرسة من اللبن والطين للتعليم ولكافة المراحل، ولكن وبعد ازدياد السكان والتلاميذ تمّ بناء مدرسة نموذجية للحلقتين الأولى والثانية وتستوعب تلاميذ الحلقتين، ومن أبناء القرية من يتابع دراسته لأبعد مراحلها وهناك الكثيرون ممن حصلوا على الإجازات الجامعيّة، والأمل بعد اكتمال أعداد طلبتنا أن نحظى ببناء ثانوية».

مناظر تبهج النفس

السيدة "حليمة علي" من سكان "القامشلي" تحدّثت عن فرحتها وهي تزور "المشيرفة" عندما قالت: «خلال الأيام الماضية قمنا بزيارتها وطالت الإقامة لعدة أيام مع أطفالنا، وجدنا طبيعة رائعة ومساحات خضراء رائعة، وجدنا المتعة والاستئناس والفرح بين أحضانها وعلى نغمة عصافيرها وطيورها».