تخطى الشارع كونه وسيلة للمرور أو وصول الإنسان إلى وجهته من خلال السير فيه، بل أصبح منذ سنواتٍ خلت ملتقى للأحبة والأصدقاء.

حيث يلعب موقع الشارع الجغرافي دوراً مهماً جعله عقدة وصلٍ لكل الطرق في المدينة، إضافةً إلى تكوينه العمراني ومروره من أمام استراحة جذابة، يقع وصفها بين الحديقة والمنتزه، الأمر الذي جعله يسمى ملتقى للأحبة.

أخرج مع صديقاتي في المساء، ونمشي في هذا الشارع للترويح عن أنفسنا، ونقوم بشراء بعض الحلويات والجلوس في إحدى الكافيتيريات المنتشرة على جانبيه، ثم نعود إلى منازلنا بعد أن نقضي بعض الوقت في التجوال

مدونة وطن "eSyria" رصدت مكانة هذا الشارع لدى أبناء المدينة والتقت المحامي "رياض النايف" بتاريخ 19 آذار 2014، فقال: «لهذا الشارع مكانة كبيرة في نفوس الزائرين لهذه المحافظة عموماً وأهل "الحسكة" خصوصاً، فهو يقسم مركز المدينة إلى نصفين نصف في الغرب وآخر في الشرق، حيث ينتهي جنوباً على بوابة القصر العدلي، الأمر الذي يجعلني أسلكه بشكلٍ يومي، علاوة على وجود مكتبي بالقرب منه وعليّ أن أسلكه للوصول إلى مكان عملي، غير هذا يعدّ هذا الشارع مقصداً للجميع لعدة اعتبارات، أهمها وجود مكان للجلوس في وسط الشارع، فهو عريض بما فيه الكفاية وله اتجاهان، وقد تم تخصيص مساحة واسعة منه على شكل منتزه، فترى الناس يحتشدون فيه صيفاً ليجلسوا تحت ظلال الشجر، وفي أيام الشتاء المشمسة يجد الراغب مكاناً تحت أشعة الشمس».

متنزه شارع القامشلي

يتابع "النايف": «يعدّ الشارع علامة فارقة ونقطة علاَّم للجميع، وهذا يسهل الالتقاء فيه والانطلاق منه إلى أي مكان آخر، أما الناحية الأخرى في أهميته فتكمن في امتداد الدوائر والمؤسسات الحكومية الخدمية على جانبيه، ما يحتم على معظم أصحاب الحاجات المرور فيه، من جهة ثانية تم استغلال الشارع بالشكل الأمثل من قبل أصحاب المحلات التجارية، أما إذا لم تقصد كل ما ذُكر آنفاً فيمكن للراغبين السير فيه جيئةً وذهاباً للترويح عن النفس والتمتع بمشاهدة الناس خصوصاً بعد غروب الشمس وحتى وقتٍ متأخرٍ من الليل».

من جهته بين الطالب "محمد السلطان" من ثانوية "أبي ذر الغفاري": «أن الشارع الذي يوصله في كل صباح إلى مدرسته يعدّ ملتقى له ولأصدقائه الطلاب، فهو يقع بين تجمع للمدارس الثانوية، وتساهم الحديقة الصغيرة في منتصفه في جمع شمل رفاقه للجلوس وتجاذب أطراف الحديث، مشيراً إلى أن اكتظاظ الطلاب في هذا الشارع يكون على أشده أيام الامتحانات، حيث ينتظر من خرج باكراً من القاعات الامتحانية زملاءه ليتجمعوا ويراجعوا الحلول التي قدموها ومن ثم ينصرفون ليتجمعوا في اليوم التالي».

جانب من الشارع

أما الشابة "فلورا شمعون" فرأت أن للشارع نكهته الخاصة في فصل الصيف، خصوصاً أنها تسكن في شارع "المحطة" القريب منه، وقالت: «أخرج مع صديقاتي في المساء، ونمشي في هذا الشارع للترويح عن أنفسنا، ونقوم بشراء بعض الحلويات والجلوس في إحدى الكافيتيريات المنتشرة على جانبيه، ثم نعود إلى منازلنا بعد أن نقضي بعض الوقت في التجوال».

من جانبه أوضح رئيس مجلس المدينة "بسام العفين": «أن خصوصية شارع "القامشلي" بالنسبة للمدينة جعلته مصب اهتمام المجلس، فهو مخدّم على أعلى مستوى من خلال الإنارة والنظافة والمتابعة، كما تتأتى أهميته من كم الخدمات التي يقدمها للمواطن، إذ يعدّ الوجهة الأولى للمواطنين، فمنهم من لديه معاملات مع الدوائر الرسمية ومنهم من يريد أن يروّح عن نفسه، ومن أهم ما يميزه وجود عدد كبير من المؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة فيه، مثل: القصر العدلي، ونقابة المعلمين، واتحاد العمال، واتحاد الحرفيين، واتحاد الفلاحين، ومصرف التسليف الشعبي، والمصرف العقاري، والمستوصف الطبي، ونقابة الأطباء، والاتحاد النسائي، وشركات الهواتف الخلوية، وعدد من المطاعم، وحديقتان وكم كبير من المحال التجارية متعددة الاختصاصات، ومكاتب محاماة، وعيادات طبية، ومكاتب هندسية.

شارع القامشلي من الفضاء

إضافةً إلى كونه يربط أهم الشوارع التجارية والخدمية بوسط المدينة ومن أهمهم: "شارع فلسطين"، وشارع "المحطة"، وشارع "جمال عبد الناصر" المعروف بشارع "الجامع الكبير"، وفيه أقدم نافورة مائية اسمها "السبع بحرات"».