تعدُّ عائلة "رفيع" أول وأشهر عائلة في صناعة ومبيع المثلجات والحلويات بمدينة "القامشلي"، ساهمت بصناعتها كخطوة أولى ثم عملت على تطويرها، وورث المهنة الأبناء من الآباء.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الأول 2020 زارت "عبد الرحمن رفيع" أحد أبناء الأسرة، للحديث عن العلاقة بالحلويات والمثلجات، وكيفية صناعتها فقال: «جاء جدي "عبد الله" وعمّي "محمد" وأبي "أحمد" مع بداية الأربعينيات إلى مدينة "القامشلي" من مدينة "حلب"، لذلك تعد عائلتنا إحدى أقدم الأسر في المدينة مع تأسيسها، ومع وصولهم باشروا بصناعة المثلجات، وبعد سنين من الكد بهذه المهنة، توجّهوا إلى مصلحة الطبخ، وافتتحوا مطعماً في المدينة، بعد فترة، أتعبهم العمل بالطبخ، ولأنّ المهنة قريبة من الحلويات، رصدوا غياباً تاماً لبعض أنواع الحلوى مثل "المشبك، العوامة، الهريسة"، فتوجهوا إلى صناعتها وبيعها، وسعوا لتكون بأفضل جودة ونكهة، للحفاظ على السمعة الحلبية في نكهات الطبخ والأكل والحلوى خاصة».

بات مألوفاً على لسان الكثيرين من أبناء المنطقة وبمساحاتها الكبيرة بأن الحلويات مقترنة باسم "رفيعة"، وزيارة "القامشلي" تتضمن تناول الحلويات من عندهم، هذا بشكل عام، وفي فصل الصيف إلى جانب الحلويات، لا بد من تناول المثلجات أيضاً، ثقتنا بهم وبعملهم كبيرة

عائلة "رفيع" أو "رفيعة" كما هي مشهورة بين أبناء منطقة "القامشلي"، لم تكتفي بصناعة المادة فقط، بل سعت دوماً لتطويرها، وإدخال مواد جديدة للسوق، أضاف ذلك "عبد الرحمن رفيع": «لكل فصل هناك مادة تقدم، فالبوظة في فصل الصيف، وكانوا يصنعونها بطرق بدائية ودون آلات تبريد، في الأربعينيات لم تكن هناك آلات، وقتها اعتمدوا على عربة خشبية، في وسطها حُلّة من النحاس، وبداخلها مكونات البوظة، والحلة داخل وعاء كبير من الماء يرش عليه الملح، ثم يقومون بتدوير الحلة يدوياً، حتى تصبح بوظة، ثم يتجولون بها في أحياء وشوارع "القامشلي" لبيعها، طبعاً تلك العربة حتى اليوم موجودة عندنا، نعتز ونفتخر بها، أما في فصل الشتاء فقد كانوا يعملون في مطبخ للطعام وصناعة الحلويات، استمروا بهذه الأعمال لفترة طويلة حتى أسسوا معملاً للبوظة خلف الجامع الكبير، وهو قائم حتى تاريخه».

عائلة رفيع كبيرهم وصغيرهم

أمّا "يوسف رفيع" يقول عن عمله في الحلويات والمثلجات: «كبر الأولاد والأحفاد، تابعوا مهنة من سبقوهم من الآباء والأجداد، اتجهنا لهذه المهنة حباً وعن قناعة، وأكثر من ذلك طورنا المعمل الذي أسسه الجد، وأدخلنا الآلات الحديثة، الأهم من كل ذلك حافظنا على سمعة من ورثنا عنهم هذا العمل، فقد أسسوا خير تأسيس، وفارقوا الحياة، بدورنا لدينا الآن 11 محلاً للحلوى والمثلجات في مدينة "القامشلي" لآل "الرفيع"، كلّها بالجودة نفسها، إضافة إلى ما ذكر يُعلّم كبيرنا صغيرنا المهنة، ويتابع معه ذلك حتى يتقنه، وأي نوع من الحلوى يدخل إلى السوق، في الدرجة الأولى يجب أن يكون برضا وإعجاب الناس، فهناك جمهور كبير لنا، الحفاظ عليهم أهم من أي أمر آخر، أسس كبار أسرتنا من خلال المثلجات والحلوى علاقات اجتماعيّة بين أطياف وألوان المدينة كافة، وهذا (رأسمالنا) الكبير».

"عبد الرحيم خليل" من أهالي بلدة "معبدة" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 80 كم يتحدّث عن حلويات "رفيعة": «بات مألوفاً على لسان الكثيرين من أبناء المنطقة وبمساحاتها الكبيرة بأن الحلويات مقترنة باسم "رفيعة"، وزيارة "القامشلي" تتضمن تناول الحلويات من عندهم، هذا بشكل عام، وفي فصل الصيف إلى جانب الحلويات، لا بد من تناول المثلجات أيضاً، ثقتنا بهم وبعملهم كبيرة».

ثاني أقدم محل للأسرة