تعلّقت منذ الصغر بالكتاب وحبّ المطالعة، وقدّمت الكثير من الأنشطة الفنية والترفيهيّة للأطفال، وحوّلت محلّها الصغير إلى مكتبة عامة لفتيات البلدة، وخلق حياة جديدة.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 نيسان 2017، "إيمان سليمان خلف" في بلدتها "الدرباسيّة"، فتحدّثت عن تفاصيل حياتها، وقالت: «عندما كنت في المرحلة الابتدائية، كان طموحي التفوّق والتميز، وجميع سنوات الدراسة كانت حافلة بالجد والحصول على مراكز الريادة، إضافة إلى ذلك كنت أشارك في جميع الأنشطة والفعاليات التي كانت تنظمها المدرسة، مع حرص الكادر المدرسي على تسليم قيادة الحفلات لي. أمّا في المرحلة الثانوية، فتصديت لخطوة وفكرة جيدة ومفيدة في بلدتي؛ بافتتاح نادياً صيفياً ترفيهياً للأطفال، حملت على عاتقي معظم تفاصيله، وتقديم كل عناوين الفرح والبهجة للبراعم، مع برنامج خاص به، وقد حقق اهتماماً كبيراً ونجاحاً لافتاً، فكان التكريم من نصيبي من قبل "اتحاد شبيبة الثورة".

سمعت عن فكرة المكتبة ضمن محل "البالة" ومدى عشق "إيمان" للكتب والمطالعة، فقمنا على الفور بالتقرب منها، وطلب المساعدة، في نشرها بـ"القامشلي"، فكان حماسها كبيراً جداً لتقديم كل أساليب التعاون، إضافة إلى مشاريع وأفكار في غاية الأهمية، وتخدم فتيات المحافظة بأكملها

تقدمت للشهادة الثانوية، لثلاث مرات، فقد تخرجت في قسم اللغة العربية، لكن الطموح لم أصل إليه، فتقدمت للثانوية ثانية، وسجلت بقسم العلوم السياسية. وبعد عام، حاولت للمرة الثالثة تقديم الثانوية، للوصول إلى الهدف الذي حلمت به منذ الصغر، وهو ما كان بالتسجيل في كلية الإعلام».

ملابس وكتب تتعانق

وتتابع: «الحفاظ على المهنة التي تعينت فيها كانت في اللغة العربية، وتقديراً لمشواري المتميز تم إسناد إدارة إحدى ثانويات الفتيات بالبلدة إليّ، فحوّلت مكتبة المدرسة إلى وجبة يومية للطالبات، وقدمت للمكتبة أكثر من 40 كتاباً من مكتبتي الخاصة، هذه المكتبة المدرسية مثّلت نواة لمكتبة مهمة، كما بادرت إلى إنشاء فكرة غير موجودة في المنطقة بأكملها، وهي تأسيس مكتبة في محل ملابس مستعملة "البالة"؛ وضمن محل "البالة" -مع صغره- نقيم حلقات للمناقشة والحوار حول كتاب معيّن، بين مجموعة من الفتيات، ولا بدّ من الإشارة إلى أن زميلتي "عمشة الأحمد" لها بصمة طيبة في المكتبة، هناك أكثر من 400 كتاب ضمن المحل حالياً، الطموح أن تكون مكتبة ضخمة جداً، وبدأ الاستعداد لتجهيز النادي السينمائي النسائي».

أمّا "أمل يغمور" من أهالي "القامشلي"، فقد تحدّثت عن تجربة "إيمان" بالقول: «سمعت عن فكرة المكتبة ضمن محل "البالة" ومدى عشق "إيمان" للكتب والمطالعة، فقمنا على الفور بالتقرب منها، وطلب المساعدة، في نشرها بـ"القامشلي"، فكان حماسها كبيراً جداً لتقديم كل أساليب التعاون، إضافة إلى مشاريع وأفكار في غاية الأهمية، وتخدم فتيات المحافظة بأكملها».

قسم من الكتب في محل "البالة"

يذكر أنّ "إيمان خلف" من مواليد "الدرباسية"، عام 1980.